12 || قبل احدى عشر سنة

115 14 10
                                    

***

كم ظلت هنا جالسة على كرسي مكتب والدها بعد ما خانتها قواها للوقوف..

دقائق؟.. عشر؟.. ربع ساعة؟.. حتى هي لا تعلم..

هي هكذا جالسة في مكان ساكنة مطرقة رأسها فقط بعد ما خرج أكاي تاركا أياها..

أكاي الذي ما أن خرج وأغلق الباب خلفه حتى توقف مكانه للحظات مسندا رأسه على باب المكتب مغمضا أعينه..

وكل ما يجول بخلده .. هل كان تسرعًا إخبارها بهذا الآن؟ بعد اخفاءه احدى عشر سنة كاملة..

هذا ما لم يكن متؤكدا منه.. لكن ما كان متؤكدا منه هو أن على هذا أن يتوقف..

اعتدل ومسح على وجهه بيده اليمنى يظهر للوشم الفيتناني هناك على رسغه بينما الأخرى أدخلها جيبه وخرج..

لم يخرج مغادرا بل للحديقة الخارجية حيث عادة يجتمع مع أرايدي حين يناقشان أمرا ما.. وهو حين أومأ له قبل قليل كان وعدا بأنه سيمر عليه ويشرح له ما يجري ..

لذا هذا ما فعله..

تمشى خارج التشيسانا.. يدخل أروقة القصر الخشبية التي كانت على الطراز القديم.. رواق يفصل الداخل عن الخارج ومغلق من الجهتين بأبواب خشبية تسحب على الجهتين كذلك..

هو يعرف القصر تماما.. بل يحفظ طرقه.. لذا رغم حلكة الليل إلا أنه لم تكن دقائق حتى اتضح له ظلين على الباب الخشبي الذي يفصل الداخل عن الخارج..

تقدم وسحب أحد البابين الذي يفضي للحديقة الخلفية وتماما عند بدايته كانت هناك أريكتين إحداها يجلس عليها أرايدي بالكيمونو الأسود خاصته والأخرى كيرا تضم يديها لصدرها بوجه متجهم ..

تنهد أكاي..

ستكون هذه ليلة طويلة ..

أخذ مجلسا في أريكة محايدة يقابل بها الاثنين وأخرج سيجارة وولاعة وبدأ يدخن في صمت..

كانت كيرا أمامه تهز قدمها صعودا ونزولا بسرعة هيستيرية وحين لم يحرك أكاي ساكنا أمامها ضحكت بغير فكاهة لا زالت تضم يديها لصدرها موجهة كلامها له :

" اذن؟.."

" اذن؟.."

" مالذي حدث سابقا؟.. لما صدمت البوابة؟ بل الأكثر اهمية مالذي حدث قبلها؟ ولما أتيت مع أكيمي في سيارة واحدة.."

تنهد أكاي وهو يعلم أن هذا سيكون أسوء ما في الليلة.. هاكيرا توياما وأكاي يوشيرو خطان متوازيان لا يتقاطعان.. أبدا أبدا وأبدا

تربيتة على ركبته من أرايدي جانبه هي ما جعلته يسترخي ولو قليلا لذا نفث الدخان بعيدا عن هما على يساره وأبعد سيجارته عن شفتاه وبصوت مدخن مدمن ببحة أجابهما وأخيرا

" لقد جئنا من حفلتها الانتحارية بكيوشو.."

" لما كنتَ هناك؟.."

دماء الليل || Night Blood حيث تعيش القصص. اكتشف الآن