البارت 9❤

79 16 0
                                    

قضيا اجمل اسبوعين بقبرص،كان ياغيز جد لطيف معها،جالا باغلب المناطق السياحية و الساحلية،اكلا وشربا بافخم الفنادق و المطاعم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

قضيا اجمل اسبوعين بقبرص،كان ياغيز جد لطيف معها،جالا باغلب المناطق السياحية و الساحلية،اكلا وشربا بافخم الفنادق و المطاعم.كان يدللها كثيرا و خصوصا بعد معرفته بحملها،اراد ان يعوضها عن حملها الأول.كان يغرق في حبها كل يوم و كل ليلة.اما هي فكانت و كانها تعيش حلمها الذي تحقق،كانت دائما تحلم بفارسها الوسيم ياغيز الذي سينتشلها من بؤسها ويعشقها،و يدللها.كانت كل ليلة تنام باحضانه،و على نغمات صوت قلبه و تستنشق رائحة جسده.
و اخيرا رجعا الى القصر.كانت سيفينش و سيفدا بالمنزل،اما البقية فكانو بالخارج.عانقت سيفينش ياغيز و اكتفت بمصافحة كاراجا دون ان تكلمها.استاذنت كاراجا وصعدت لغرفتها متحججة بتعب السفر.
بدا ياغيز متضايقا من معاملة امه لها و قال:أمي، ارجو ان تعاملي كاراجا معاملة جيدة،فلا تنسى هي حامل و التوتر ليس جيدا بالنسبة لها
سيفينش بلا مبالاة:انا وافقت على زواجكما من اجل الطفل فقط،لكن هذا لا يضطرني ان أحبها
انفجر ياغيز :و لكن امي متى تكفين عن هذا الكره؟هي لم تتسبب لك بأي ضرر.
ثم صعد الى غرفتهما.كانت كاراجا تغط بالنوم،فتركها و خرج واوصى عليها سيفدا.
مر اسبوع كانت كاراجا تتحسس من الجميع،حيث كانو ينظرون لها بنظرة ازدراء و كان في كل مرة يحاول ياغيز حثهم على تغيير معاملتهم اتجاهها،لكنهم يقابلون طلبه بالجفاء.كانت كاراجا تقضي معظم وقتها مع اوغوز،الامر الذي لم يعجب سيفينش،فطلبت من سيفدا بمنع اوغوز عنها،لكن اوغوز أبى ذالك وكان يزداد تعلقا بى كاراجا،حتى بدات الغيرة تدب بقلي سيفدا،التي بدات تحيك المؤامرات ضد كاراجا و تسمعها كلاما قاسيا ،طبعا بغياب ياغيز.
كانت كاراجا لا تشتكي لياغيز ،و عندما يسألها ،تجيب انها بخير، المهم عندها انها كانت قريبة من ابنها .
كانت سيفينش تموت غيظا لأن ياغيز يهتم بها ويسهر على راحتها،.
مر اسبوعان آخران و كاراجا همها الوحيد هو الاستمتاع مع اوغوز،فكانت تقرأ له القصص و تذهب معه الى تمارينه الرياضية،و تدلله كثيرا حتى قال لها في احد الأيام، بينما الجميع كان على طاولة الافطار:ياريت لو كنت انت أمي
انتفض الجميع و دمعت عينا كاراجا،بينما ياغيز شعر باعتصار قلبه،اما سيفدا فكاد قلبها يتوقف من شدة غيرتها.وأضاف اوغوز
قائلا :الطفل الذي ستنجبينه سيكون أخي.
هنا لم تتحمل سيفدا الامر وصرخت قائلة :انه ليس اخاك ،و انما ابن عمك فقط
غضب اوغوز ورد على امه:إذن، انجبي لي اخا،أريد أخا.
قامت سيفدا من مكانها و امرته بالذهاب الى غرفته بغضب كعقاب له.لكنه لم يذعن آلى امرها وبدا يبكي و يقول:أريد أخا،أريد أخا
تدخلت كاراجا وقالت:لا تخف يا عزيزي،سيكون أخاك بالتأكيد
فردت عليها سيفينش بازدراء:لن يكون أبدا اخاه،بل حتى لن يكونا حفيدين من نفس المرتبة.
كان ياغيز يحاول السيطرة على نفسه،لكي لا يصرخ أمام اوغوز،حاول النهوض لتهدئة اوغوز الذي كان يبكي ،لكن يوكهان منعه:لا تتدخل من فضلك،إنه يتدلل فقط،و التفت نحو ابنه وقال بصوت مرتفع:اذهب الى غرفتك الآن و ستحرم من النزهات طيلة أسبوع.
انفطر قلب كاراجا و احست بالعجز ونظرت الى ياغيز الذي حثها بالهدوء و التريث.اما اوغوز فصعد الى غرفته وهو يبكي.
قامت كاراجا هي أيضا من السفرة و ذهبت الى غرفتها لكي تبكي بحرقة على ابنها،انها لا تستطيع تحمل دموعه و حزنه،كم ارادت ضمه الى صدرها.بعد قليل لحقها ياغيز ،بمجرد رؤيته صرخت بوجهه:انا لن اقبل ان يعامل ابني هكذا؟لن اسمح بذالك
جلس الى جانبها وقال بهدوء:كاراجا،كلنا تربينا هكذا.انها تربية القصور،لدى لا تتحسسي من هذا الموضوع كثيرا
ازداد غضبها وقالت:لكن العقاب كان صارما جدا بالنسبة لطفل بعمره
ياغيز:كلنا كنا نعاقب عقابا شديدا في صغرنا.قلت لك هذه هي تربية العائلات الرستقراطية
اجابته باستفزاز،غير راضية عن الوضع:الآن فهمت لما انتم متكبرين و انانين
غضب ياغيز من قولها وقال:لا تتخطي الحدود معي.ثم دخل الى الحمام ليستحم، وعندما خرج استلقى الى جانبها و استدار الى الجهة القابلة لها،فلاول مرة منذ زواجهما يتشاجران و ينامان بعيدين عن بعضهما
بقيت كاراجا ثلاثة ايام بغرفتها لا تنزل الى الصالون،فتاكل و تشرب بغرفتها،حاول معها ياغيز كثيرا،لكنها أبت النزول،لكي لا ترى ابنها وهو يعاقب.في اليوم الرابع كانت في الشرفة تحدق بالحديقة ولمحت اوغوز جالسا لوحده،كانت قد اشتاقت اليه،فقررت الذهاب اليه و التحدث معه ومواساته.نزلت الدرج و توجهت الى الحديقة، و جلست بجانبه و قالت:سلام،كيف حالك ايها الصغير
نظر اليها بحزن وقال:لست بخير،جميع أصدقائي سيذهبون الى الرحلة الا أنا
حزنت كاراجا لحزنه و قالت:حسنا ،اذا اعتذرت من ابيك و امك فسيسامحونك و يوافقون على مشاركتك الرحلة
هز رأسه بنفي و قال:انت لا تعرفينهما جيدا.لن يغيرا رايهما مهما فعلت،انهما قاسيان جدا ،في بعض الاحيان اكرههما،ياليت لم يكونا والدي
تسمرت كاراجا بمكانها لا تعرف كيف تواسيه واحتضنته قائلة :سوف اتكلم مع أمك، لا تخف
فرح اوغوز و قبلها وذهب الى مدرسته.
توجهت كاراجا الى الصالون ووجدت سيفدا،جالسة تتفحص احد المجلات. تبدو غاضبة منها و كانها تكرهها،و رغم ذالك قررت كاراجا فتح الموضوع معها
فقالت: سيفدا ارجو الا تعتبري كلامي تدخلا في طريقة تربيةابنك و لكن ،العقاب كان شديد بالنسبة لعمره
اجابتها سيفدا ببرود:هكذا تربينا و سيتربى هو ايضا هكذا
اجابتها كاراجا بهدوء:حسنا لنقل هل من الممكن تاجيل عقابه،فمدرستهم ستقوم برحلة و كل اصدقائه، سيشاركون فلطفا ،دعيه يشارك بهاته الرحلة،و بعدها واصلي عقابه
ضحكت سيفدا وقالت:يبدو انك لا تجيدين تربية الأطفال. اذا لم ينل الطفل العقاب بوقته،فمتى سيناله؟ثم اقتربت منها وقالت:ارجو الا تتدخلي بتربية ابني،لانني لن اسمح بذالك.و خرجت.
كان ياغيز و كاراجا لا يتحدثان منذ ذالك الشجار،كم كانت تود اخباره عن سوء معاملة سيفدا لطفلهما،فيوكهان ،يقضي اغلب وقته بالمستشفى و سيفينش بالجمعيات الخيرية و سيلين بالجامعة وحازم وسنان بالعمل.كانت متاكدة من أن ابنها يعاني و ليس سعيدا مثلما كانا يتوقعان.لكنها كانت تعرف انه سيتهمها بالشك،لدى غطت بالنوم وادارت له ظهرها ككل ليلة.-
لان الصباح.كان ذالك اليوم هو يوم مشاركة المدرسة للرحلة،كانت تتمنى ان تكون سيفدا قد اقتنعت ،لكنها عندما رات اوغوز بالقصر عرفت انها لم تسمح له بالمشاركة
طرات لها فكرة وصممت على أخذ اوغوز في نزهة ،فهي لن تسمح لهم بمعاملته بقسوة.
ارتدت ثيابها و نزلت الى الصالون،سالت عن سيفدا فاخبروها انها ذهبت للتسوق،ففرحت كاراجا وقالت في نفسها هاهي فرصتك كاراجا
اقتربت من اوغوز واخبرته انهما ذاهبان في نزهة،أسره الامر و خرجا الى الشاطئ، كانت الامواج هاءجة ،كان اوغوز يلعب و يضحك و هي تجاريه بلعبه،حتى تعبا.ثم اشترت له غزل البنات و البوضة ،ثم رجعا الى القصر.
بمجرد دخولهما ثارت عليها سيفدا وقالت:بأي حق تاخذين ابني من دون استشارتي؟
صرخت كاراجا بوجهها قائلة :لا ترفعي صوتك،على الأقل امام الصغير
انتبهت سيفدا لوجود اوغوز وقالت له بغضب:سوف امدد عقابك لاسبوع آخر، هيا اصعد الى غرفتك، كما انك محروم من وجبة العشاء
لم تستطع كاراجا كبت غضبها وصرخت بوجه سيفدا:انت كيف تقسين على ابنك هكذا؟هذا ظلم
اجابتها سيفدا باستفزاز:لقد قلتها بنفسك،ابنك،يعني هو ابني و انا حرة بعقابه كما يحلو لي
اقتربت منها كاراجا والشرر يتطاير من عينيها و قالت:انت لست حرة أبدا
سيفدا بغضب:مالذي تعنينه؟انه ابني و لا دخل لك بالامر!
كان صبر كاراجا قد نفذ و خلص لهذا و بدون شعور صرخت بوجهها قائلة :انه ليس ابنك،انه ابني انا،انا من حملته ببطني تسعة أشهر وولدته.لن اسمح لك باذيته.
شهقت سيفدا و صارت شاحبة مثل الموتى ،اما كاراجا فلم تشعر بما قالته حتى سمعت صوتا باردا من وراءها يصرخ بعنف:كارااااجااا
صرخ ياغيز من وراءها :كاراجا،كان يقف بجواره يوكهان الذي شحب لونه هو كذالك،و التفت الى ياغيز وساله:اذا انتما تعلمان كل شيء
اجابه ياغيز بهدوء:أجل
يوكهان:منذ متى ؟
ياغيز :قبل زواجنا ،بفترة قصيرة
يوكهان :اذا لقد تزوجتما على هذ الاساس،ان تبقيا قريبين منه
اجابه ياغيز:لم نشأ ان نخبركما،اردنا أن نحبه من بعيد فقط.صدقني يا أخي
يوكهان بغضب:و ماذا جرى الآن؟ انها زوجتك تعاير زوجتي و تنعتها بالام القاسية .حاولت كاراجا الاعتذار من يوكهان وشرح موقفها لكن ياغيز تدخل
وقال:يكفي كاراجا،لقد افسدت كل شيء.
صرخت كاراجا :لكنهنا لا يجيدان تربيته ويقسوان عليه كثيرا،هو لا يحتاج الى عقابكم و انما ال حنانكما و تفهمكما له
صرخ يوكهان بوجهها:هل بعد ثمانية سنين تاتين وترينا كيف نربي اوغوز؟اين كنت كل هذه السنين؟
صدمت كاراجا لكلامه وقالت:انا لم اكن اعلم بوجوده
ضحك يوكهان وقال:هل تنكرين انك كنت مقررة ان تتخلي عن طفلك بعدما يولد و انك حاولت الاجهاض لكن الجنين كان كبيرا؟
اجابته وهي تبكي:كان ذالك بالبداية ،لكن عندما كبر باحشاءي غيرت رأيي
اجابها يوكهان باستهزاء و قال:أجل غيرت رايك بدليل انني اشتريت ابن اخي بمال كثير.دفعت مبلغ مليون ليرة المبلغ التي كان قد اقترحه ياغيز على امك مقابل السكوت عن شرفك،فامك اخذتها مقابل ابنك
احست كاراجا بالانهيار. انها لا تصدق.امها قد باعت ابنها.ثم التفت الى ياغيز وقال:انا اسف يا أخي لم اعلمك بحقيقة ابنك،لكي لا يتاذى نفسيا.لقد ربيته مثل ابني و احبه كثيرا .لم ارد ان يربيه غيري،اردته ان يتربى وسط عائلته الحقيقية و بقصرنا .سامحني ارجوك
تعانقا الإثنين .ثم قال ياغيز:لن احرمكما منه ابدا ستواصلان تربيته على انه ابنكما و لن يتغير شيء
اشتد غضب كاراجا و صرخت:لا لن اقبل بذالك،سيعرف الجميع بأنه ابني،لن اواصل التمثيل ،انهما يعاملانه معاملة قاسية.لن اسمح بذالك،ابني تعيس
صرخ ياغيز بغضب:ستصمتين لانه ليس لديك الحق بالكلام.كنت تريدين التخلي عنه منذ البداية
كاراجا وهي تبكي:لا انكر بالبداية اجل لكن بعدها تشبث به،و لم اعرف بوجوده،انت تعلم كل شيء
ياغيز :لا لم اكن اعلم كل شيء،مثلا لا اعلم انه تم بيعه كقطعة أثاث. من يضمن لي انك لم تتشاركي المال مع امك و لكي تسترجعي ابنك ،لعبت كل تلك الحيل علي؟
عجزت كاراجا عن النطق ،فالذي كان أمامها هو ليس زوجها،بل رجل آخر ظالم،او بالأحرى، هذا هو ياغيز القديم الذي عرفت قسوته منذ تسع سنوات مضت.كانت الدموع تنهمر من على عينيها و قالت:أسفي عليك ياغيز،لقد استنفذت اخر قطرة أمل لك.انت لا تصلح أبا و الايام ستبرهن لك انهما لا يستحقان اوغوز،لأنك بالاخير ستخسر ابنك، و انا لست مستعدة لذالك.انا لن اتخلى عن ابني مطلقا
اجابها ببرود:ماذا تقصدين؟
ردت عليه قائلة :سارفع قضيتين بالمحكمة:الأولى من اجل استرجاع ابني منهما ،و الثانية طلاقي منك
اجابها ياغيز بامتعاض:هل تريدين تشويه سمعتنا؟لن اسمح لك بذالك
اجابته ببرود:بل ستسمح و إلا لن اواصل حملي
ازداد غضب ياغيز وقال:اتهددينتي؟هل انت واعية لما تقولينه؟
كاراجا:أجل، فكر جيدا،إما ستخبر الجميع عن ابننا و تطلقني و نتشارك تربيته او احرمك من ابنك الثاني فلن يرى النور أبدا
شد ياغيز على قبضته وقال:ستندمين كثيرا على هذا
كاراجا:اساسا لقد ندمت منذ ان وقعت بحبك و استسلمت لك
ياغيز:حسنا انا موافق،على الا تلجاءي للمحكمة.سيقضي معك اوغوز عطل نهاية الاسبوع ،أما الطلاق فسنؤجله بعد الولادة
فرحت كاراجا وقالت:حسنا موافقة والآن بعد اذنكما ساجمع اغراضي لانتقل الى بيتي.
سيفدا:انت لن تعطيها اوغوز،لا استطيع احتمال فراقه
صرخ ياغيز بوجهها:لقد سمعت،انا مضطر لمسايرتها،عندما تلد ساعرف كيف اجعلها تدفع الثمن غاليا.ثم خرج و تبعه يوكهان.اما سيفدا فقد كان الشر يتطاير من عينيها و هي تقول:اما انا لن انتظر حتى تلد ،فسأجعلها تندم منذ الآن
غادرت كاراجا القصر و توجهت الى شقتها،اخيرا كانت حرة في بيتها و ستستقبل ابنها باحضانها لم يتبقى الا يوم غد.لم تتلقى اي خبر من ياغيز ولا حاول ان يهاتفها،حزنت لذالك ،لكنها لن تستسلم لحزنها ولا لشوقها له.فهو قد اثبث ان عائلته بالمرتبة الأولى، متناسيا رغباتها و شوقها الى ابنها،هو قد صف الى جانب اخيه و زوجته ،اذا فليذهب الى الجحيم،فقد قررت الطلاق منه بعد ولادتها مباشرة و لن يجمعهما شيء سوى حبهما لطفليهما.
هل الصباح ،استحمت وفطرت وبدات تنتظر اوغوز .فهذه هي اول زيارة له،كانت تنتظره بفارغ الصبر،لمحت من بعيد سيارة ياغيز ،انقبض قلبها لوهلة،لقد اشتاقت له،لكنها ستتجاهله عقابا له.خرج من سيارته و مسك يوغوز من يديه وباليد الاخرى حقيبة صغيرة و حقيبة مدرسية.كان قلبها يخفق بدرجة كبيرة حتى انها بدات تحس بتدفق السريع للدم في شرايينها.لم تنتظر حتى يقرعا الجرس،ففتحت الباب لتلتقي بعيون فيروزية غاضبة،تجاهلتها و انحنت لتقبل اوغوز الذي ضمها ال صدره
وقال:لقد اشتقت اليك أمي .
شهقت كاراجا ورفعت راسها نحو ياغيز لتستفسر عن الأمر فقال بانزعاج واضح:إنه يعلم كل شيء.فانت لم تتركي لنا أي خيار،حتى ان الكل عرف بالسر.
فرحت كاراجا وواصلت ضم ابنها وهي تبكي و تقول:صغيري كم حلمت ان اسمعك تناديني بامي.
بادرها ياغيز:حسنا يمكنك ان تشبعي منه عندما ندخل وليس أمام الباب
.تنحت جانبا و دخلت ماسكة ابنها بيديه .جلست على الأريكة و جلس ياغيز بمقابلها.نظر اليهما اوغوز:هل انتما متخاصمان بسببي؟
نظرت كاراجا الى ياغيز الذي تصنع ابتسامة وقال:اكيد لا حبيبي
اوغوز:اذا لما غادرت القصر بينما بقيت انت بالقصر؟
ارتبكت كاراجا هي لا تعرف المراوغة عكس ياغيز الذي يتفنن فيها وقال:بعض الازواج ينفصلون ليجددا حبهما ،لما تكبر ستفهم ذالك.هيا اصعد الى فوق لترى غرفتك،انها الأولى على اليمين.كان قد جهزها له ياغيز كاملة من ذوقه الخاص،حاولت كاراجا الرفض آنذاك لكنه أصر على ذالك،فهو ابنه و يريده ان يعيش بمستوى رفيع يليق به.
بادرها بالقول:هذا الاسبوع ساسجل اوغوز بالنفوس لذالك يلزمك بعمل تحليل للحمض النووي لك وله لكي تثبثي انه ابنك ويحطون اسمك مكان الام
قالت بهدوء:حسنا غدا ساذهب الى المستشفى من اجل التحليل.
سالها من دون النظر الى وجهها:متى ستعاينين من اجل ايكو الجنين
اجابته:لدي موعد مع الكتورة بعد اربعة أيام
وقف و قال:حسنا سامر عليك حينها للذهاب سويا،اريد الحضور
وافقت قائلة :حسنا كما تريد.ثم سالته،كيف كانت ردة فعل اوغوز عندما اخبرتموه الحقيقة
هز كتفيه بلا مبالاة و قال: عادي بل فرح كثيرا و اظن ان الدليل قد رأيته بنفسك.
فرحت كاراجا وقالت بعفوية:اذا ليس هناك خسائر بالنسبة للجميع
نظر اليها مباشرة هذه المرة وقال:بل توجد خسائر كثيرة
كاراجا بقلق:ماهي انا لا أراها
ياغيز:لانك امرأة غير مسؤولة.سيفدا اصيبت بانهيار عصبي و هي نائمة بالمستشفى.امي أصيبت بصدمة نفسية شديدة هي الاخرى.اخي يوكهان اصيب باكتأب،اما ابي فبقي حائرا ايفرح من اجلي ام يحزن من اجل اخي.لقد حطمت عائلتي كاملة و لقد حذرتك سابقا من ان يبقى بعيدة عن عائلتي لكنك لم تسمعي نصيحتي،لذالك لن تري مني أي خير بعد اليوم.عندما تلدين سنتطلق على الفور.ثم خرج .دمعت عيناها لانها لم تشعر ابدا باهمية تلك الخسائر، فخسارتها الوحيدة بالنسبة لها هي خسارة حبها وزوجها وسعدتها و زواجها بالمستقبل.نتهدت وقالت:لكن بالمقابل سيتربي ابنيها تحت كنفها.
مرت عطلة نهاية الاسبوع سريعا ،كانت كاراجا تستغل كل لحظة مع ابنها.بعد اربعة أيام، مر عليها ياغيز من اجل الذهاب الى المستشفى،لم يحثها طول الطريق،وصلا اخيرا ودخلا عند الطبيبة،كان كل شيء على مايرام و اعطتها موعدا اخر بأخر الشهر.ودعا الطبيبة و خرجا متوجهين الى السيارة،وقفت كاراجا
وقالت:اذهب لوحدك اريد المشي قليلا.
هز كتفيه ورحل من دون كلام.كم كان قاسي و متكبر،لكنها اوعزت ذالك لتربتهما القاسية والخالية من العطف و الحنان فقد مرت طفولتهم عن تنفيذ العقاب،ضحكت وقالت:كم هم اغبياء،و يسمونها تربية القصور ويتباهون بها أيضا. تذكرت صديقها باران ،لقد اشتاقت اليه فعلا.فقررت مهاتفته،فرح بمكالمتها و اتفقا على العشاء معا تلك الليلة.مر عليها باران تمام الساعة الثامنة،توجها الى مطعم فخم و بدا بالأكل ثم حكت له ما جرى لها منذ تسع سنين حتى يومنا هذا
تنهد باران وقال:ياغيز قد اصيب بعمى العائلة. كيف يفرط بابنه و بزوجته الحامل من اجل عائلته؟ انا لا افهم تصرفه
اجابته بحزن:انا افهمه جيدا.انه لم و لا يحبني
باران:انت خاطئة :لقد رايت نار الحب و الغيرة بعينيه مرارا
سخرت كاراجا قائلة :إذا لما لم يخبرني بحبه،انه لم يقل ولة مرة انه يحبني
باران:لانه على الأغلب لا يعرف انه يحبك أو بالأحرى لا يريد الاعتراف بذالك
كاراجا:على العموم لقد تاخر كثيرا،سنتطلق بعد ولادتي مباشرة
امسك باران يدها وقال:لا تهدمي زواجك،لا توافقي على الطلاق بل حاربي من اجل ولديك
تكررت لقاآتها مع باران،حيث كانت تشعر بالوحدة القاتلة طيلة الاسبوع،فياغيز لا يزورها أبدا، حتى ابنه يرسله مع السائق. لم يكن لديها اصدقاء ابدا.اخر مرة رأت فيها ياغيز لما اصطحبها للدكتورة من اجل الفحص.توالت الشهور اصبحت هازان بشهرها السابع،كانت تتثاقل بمشيتها ،نظرا لبطنها الكبير.كانت تنتظر توأم.صبي و بنت.كانت جد فرحة لما اخبرتها الدكتورة،أما ياغيز فقد كان صامتا ،لم ينبس ببنت شفة.لم ترد ان تعرف سبب صمته و بروده،فهي كل ماتريده تربيةابناءها ان يكونو بالقرب منها فقط.ربما هي تفكر بانانية لكن ما مرت به جعلها انانية بحبها لأبنائها، رغم انها تشارك حضانة اوغوز مع يوكهان وسيفدا لما لهما من فضل على تربيته.
كانت قد علمت ان سيفدا خرجت من المستشفى و اكملت علاجها بالقصر.فهي تحضر جلسات العلاج عند طبيبة مختصة نفسيا.ان سيفينش فقد رجعت لنشاطها ،و خصوصا كون اوغوز لا يزال حفيدها ويعيش معهم بالقصر.الجميع بدأ يألف الوضع و يتحسن ،ماعاد ياغيز الذي كان يبعد عن كاراجا و لا يحدثها.كانت تبكي كل ليلة و تشكي قسوته لطفليها و هي تتحسس بطنها.كانت وحيدة فهي مقاطعة لامها ،فقط ايجه التي تتكلم معها من حين الى حين.
كان يوما ممطرا،كانت كاراجا قد تواعدت مع باران على لقاءه بالكافتريا سارت تركض و هي تقطع الطريق من دون انتباه ،كانت بعجلة من امرها ،رات باران بالطرف الآخر، كان يلوح لها بيديه مبتسما.واصلت قطع الطريق لكنها لم تنتبه للضوء الاحمر فاخر ما سمعته هو صوت فرامل السيارة التي احتكت بالطريق و صوت صراخها لما ارتمت أرضا، و اخ ما راته ايضا هو وجه باران الذي كان تبدو عليه الخوف و الدهشة.
كان ياغيز يعاين بعض الاثاث و الديكور الذي اشتراه لمكتبه.كان منشغلا جدا فلم يسمع صوت هاتفه يرن.كان يوكهان يحاول ايجاده ليعلمه عن وضع كاراجا المحرج،لكنه لم يجبه اضطر الى اخبار كل العائلة التي هرعت خوفا على حياة التوامين،فهما رغم خلافهم مع كاراجا الا انهم كانو جد فرحين بالتوام و ينتظران قدومهم بنفاذ صبر.
استقبل يوكهان والديه وقال بأسى :لا ادري ،لكن وضعها محرج جدا،فقد نزفت كثيرا
سيفينش:يالهي و ياغيز ؟ألم تخبره؟
يوكهان:انه لا يرد على مكالماتي.حاولت كثيرا
اتصل حازم بمكتبه فاجابته السكريتيرة و طلب منها الذهاب الى ياغيز و إخباره بان يرد على هاتفه لامر طارىء.و ما هي الا لحظات وهاتف اباه الذي طلب منه ان ياتي لامر ضروري.اصر ياغيز على معرفة الحقيقة،فاضطر حازم ان يخبره عما جرى .اسقط ياغيز الهاتف من يديه،كان يحاول فهم ما قاله له ابوه.عاد الى وعيه بسرعة وانطلق مسرعا بسيارته كالمجنون،و صل الى المستشفى بسرعة البرق.استقبله الجميع بالأحضان لمواساته،سالهم هن حالة كاراجا والطفلين،لكنهم لا يعرفون شيئا، فالطبيب لا يزال بالداخل.توجه عند يوكهان وقال😧:يوكهان ،اخي انت طبيب و تفهم ما يجري اخبرني ارجوك.هل وضعهم سيء
اجابهم يوكهان بحزن:لقد نزفت كثيرا،فاذا لم يستطيعو توقيف النزيف ،فسنضطر الى القيام بعملية قيصرية لانقاذ التوامين.
ساله بصوت مبحوح:و كاراجا
نظر يوكهان الى الأسفل و اجابه:احتمال ان تدخل بغيبوبة
ضرب ياغيز يده على جبينه ،لكن يوكهان ربت على كتفيه و قال:كاراجا امراة قوية و تحب اطفالها كثيرا،لا اظنها ستتركهم بسهولة.
لمح اخيرا باران الذى كان يقف بجانب باب العمليات و سأل :كيف حصل الحادث؟
انتبه باران على كلام ياغيز ،فعرف انه يقصده.
فاجابه:كنا قد تواعدنا على اللقاء بالكافتيريا ،و اثناء قطعها للطريق لم تنتبه لاشتعال الضوء الاحمر فصدمتها سيارة.
ياغيز بغضب:كم هي غير مسؤولة،لقد حذرتها من الخروج كثيرا ،ثم ضرب يده على الحائط و قال:حمقاء
اشتد غضب باران و صرخ:من تقول عنها حمقاء كانت تعاني من الوحدة القاتلة،انت بدل من ان تراعيها وهي حامل
لم يصبرياغيز ولكمه حتى سقط أرضا، فاندلع شجار بين الإثنين، تدخلا كل من سنان ويوكهان من اجل تفريقهما
صرخ ياغيز بغضب: انت لا صلة لك بها هيا اذهب من هنا
باران:هي صديقتي و لن اذهب حتى اطمئن عليها
حاول ياغيز اجابته ،لكن الطبيب خرج بهذه الاثناء.كاد قلب ياغيز ان يتوقف فسأل الطبيب:كيف حالهم؟ارجوك اخبرني
الطبيب:لقد استطعنا أخيرا ايقاف النزيف ،و التوأم بخير.
فرح الجميع لكن الطبيب واصل قائلا :هذا لا يعني انه زال الخطر نهائيا، بل هي مهددة بانجاب التوام في اي لحظة اذا لم تتبع نصائحي.
ياغيز بقلق:لم افهم دكتور ،عن اي خطر تتحدث؟
الطبيب:للاسف لقد اصاب المشيمة ثقب سيتسبب بقفدانها المياه التي يعيش فيها الجنينين.و اذا نفذ الماء،ستلد قبل الأوان.
ياغيز بصوت مرتجف:و الحل دكتور
الطبيب:ستبقى مستلقية على ظهرها حتى تكمل مدة حملها،و الا تتحرك كثيرا لتفادي نفاذ المياه.على العموم هي دكتورة وتعرف هذه الاشياء .
ياغيز:هل تسمح لي بزيارتها
الطبيب:هي الآن نائمة، لن تستيقظ حتى الغد ،فمفعول الأدوية قوي جدا
شكرو الطبيب و توجهو جميعهم الى القصر،إلا ياغيز الذي نام بالمستشفى،فهو لا يريد الشعور بالم فقدان الابن مجددا

ياغيز:هل تسمح لي بزيارتهاالطبيب:هي الآن نائمة، لن تستيقظ حتى الغد ،فمفعول الأدوية قوي جداشكرو الطبيب و توجهو جميعهم الى القصر،إلا ياغيز الذي نام بالمستشفى،فهو لا يريد الشعور بالم فقدان الابن مجددا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
المراهقة والمغرور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن