28/12/2100,Tuesday___9:30Am
_ما أجمل أن تنام وحيدا في رمال هادئة مطلة على زرقة المياه اللامعة، تحت ضوء الشمس الخافت بين الغيوم البيضاء.
يا ليت هذا الهواء المنعش حل علي باكرا، فلولا ان انام في حضن الطبيعة ولا ان اكون سببا في ضياعها، يا ليت البشر يفهم معنى هذا الهدوء، فلو انهم ذاقوه لكان العالم سليما منذ البداية..
_اشعر ببرد شديد يعم اطرافي، ويداي لا أكاد أشعر بهما حتى، أشعر كأني مسجون داخل نفسي، يبدو هذا السجن لطيفا للغاية، فهدوئه يذهب عقلي ويريحني من التفكير عن خطايا هذا العالم التي تكاد تصب لومها علي، واحملها على عاتقي نحو العالم الاخر...
|صوت!|
_يبدو وكأني اسمع صوتا خافتا من بعيد..
|النجدة!|
_اظن ان أحدهم ادرك اخيرا حقيقة العالم
|هناك سائر!|
_وأخيرا اول زائر لسجني اللطيف
|النجدة|
_ياليتني كنت قادرا على سماعك، فكل تفكيري يصب حول هذا الهدوء الجميل والغريب
|لا بد أنه مات توا|
_واخيرا هناك زوار لسجني...
{مرحبا بكم في عالمي}
_____Fred Johnson, 12 years old________مرحبا! انا فريد جونسون من القارة اللاتينية، يتيم الاب، ليس معي في حياتي فقط امي في الثلاثينيات من عمرها، وأخي الصغير الذي لقى اول يوم له بهذه الحياة العام الماضي..
نحن في الحقيقة مجرد هاربين من الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن حدثت هذه للأحداث المروعة التي قلبت العالم رئسا على عقب، اظن ان هذا ما يسمى بنهاية العالم وأظن انها نهاية للتطور البشري الذي استعمر كل أنحاء العالم.. اتمنى لو بإمكاني مساعدة امي وأخي في البحث عن طعام، فنحن الان في هذه الجزيرة الصغيرة التي لا تملك حتى مأوى او طعام لأنفسنا، ولا حتى للطفل الذي لا يزال رضيعا، هذه الجزيرة مهجورة تماما، اظن ان البشر لم يصل إليها قبل بداية هذه الاحداث..
|صوت!|
مهلا! سمعت صوتا! كأني سمعت صوت زئير، أخشى ان يكون سائرا! وكأني أرى شيئا من بعيد لو لم تخذلني عيناي، مهلا! انها جثة!
_سائر! سائر! امي!_
_مهلا لا تقترب! فريد! انا قادمة! _
_يبدو انه مات للتو_
اتت امي الي مسرعة وفي يدها طفلها الرضيع، امسكت الرضيع بيداي، فذهبت مسرعة نحو السائر وتحمل فئسا بيدها محاولة تصويبها نحو رأس الجثة قبل أن تتحول! اعلم ان الامر يبدو غريبا جدا! لكن هذا هو الحال! أصبح العالم غريبا، فهذا الذي أمامكم انه مجرد شخص كان حيا قبل فترة، وها هو الآن يتحول ليفيق مجددا! وسينسى كأنه لم يكن، وسيفقد بشريته إلى أن يصبح مجرد كائن بلا عقل يأكل البشر بطريقة عشوائية ووحشية إلى أن يلقى حتفه على يد بشري عاقل، اما بضربه في رئسه كي يفقد وعيه تماما، او ان يحترق تماما حتى ان يصبح رمادا، أصبحت هذه هي حياتنا وحياة كل أفراد العالم، لقد تغير هذا العالم المشرق إلى مصير بائس حيث أصبح الأمل منعدما، فحتى لو انقذنا أنفسنا او حتى لو وجدنا مأوى او طعام، فسنموت في الاخير ونصبح مثل هذه الجثة الرثة ونتحول ونصبح وحوشا بلا عقول، أصبحت هذه هي دورة حياتنا او الحياة البشرية بصفة عامة، فنحن الآن نواجه حربا جسدية وعاطفية، فلو مات والديك هل انت مستعد لقتلهم بطريقة وحشية ولا انسانية كي لا يتحولوا وكي يموتو بسلام! تبقى هذه الأخيرة مجرد مسألة وقت لتصبح مثلهم!
أنت تقرأ
The undead
Randomكان العالم وشيكا على ان يصل إلى التطور الابدي الذي كان بشبه مستحيل أن يتحقق الأمر، ورغم الصعوبات كاد ان يكون ذالك الحلم حقيقة قبل أن تكون للحياة رأي اخر..