خيار واحد، حياة واحدة

0 0 0
                                    

_الصمت يسود بين الثلاثة، لا احد يتكلم، لا احد يبدو سعيدا غير كريغ، الذي هو اكثر شخص طاعة لجيف بعد غارب، وهو الوحيد الذي اتم جميع مهماته بإخلاص تام، هذا مايجعل جيف يستدعيه دائما في المهمات الصعبة رغم انه يعمل مستقبلا للمعسكر...
_اما مايكي، لا يزال بنفس الحال، تغير مزاجه كثيرا مقارنة من قبل، بقي متكئا على زجاج نافذة السيارة طوال الرحلة، واخيرا صوفيا التي في الواقع لم يتغير مزاجها، فهي دائما يغلب عليها الصمت لكنها في بعض الاوقات تكون اجتماعية مثل كريغ، مر ذلك الصمت لساعات، بينما الهدوء لا يزال غالبا عليهم وفجأة وبدون انذار سابق، يوقف كريغ السيارة بعجالة، اندفع الجميع الى الامام، تسائل مايكي بغضب :مالامر لماذا توقفت!
كريغ:غريب! لم ارى هذا المكان مليئا بهم من قبل!
صوفيا :ماذت تقصد؟
_ما إن رفعت صوفيا عيناها للأمام، رأت مالم تراه من قبل، عدد كبير من الموتى السائرين، عدد لا يمكن عده بالعين المجردة، كانوا اسفل الطريق، اي انهم قادمين من كاليفورنيا،
كريغ:لقد أتو من المدينة!
صوفيا:كيف عرفت
كريغ : المدن هي الوحيدة من تملك عددا كبيرا من الناس، اي ان.."
ساد الصمت بينهم مرة اخرى، حتى اكمل كريغ قائلا
"اي ان كاليفورنيا سقطت" كلما يطرأ حدث جديد يزيد مايكي حقدا وكراهية في عالمه الجديد ، كان العرق يتصبب على وجه مايكي، وقطرات العرق تسقط من شعره دون توقف، كان يرتعش جدا، يفكر في امله عن كون عائلته على قيد الحياة، قد تبخر الان،
صوفيا:م.. ماذا سنفعل الان؟
كريغ:سوف نسلك طريق الغابة، نحو الجبل الذي يطل على كاليفورنيا عوض الطريق الرئيسي، هيا اخرجا من السيارة، احملا حقائبكما، بسرعة!
_خرج كل من كريغ صوفيا من السيارة، وكريغ هو الاخر الذي كان يمشي ورائهم ببطئ، يشعر بحزن شديد عيناه يبدو عليهما الدمار، لا يستطيع قول كلمة، يشعر بارتعاش كبير في جسمه، لا يستطيع التمشي بهدوء واستقامة كما يفعل دائما، بينما الان كريغ و صوفيا يسبقانه بضع امتار امامه يتكلمان فيما بينهما
صوفيا :ترى مالذي جاء بذلك العدد الكبير من المدينة
كريغ:ما ادراني، ربما سمعو صوتا ما، انهم لا يميزون هوية الصوت، بمجرد ان يلتقطو اشارة بحواسهم يذهبون اليها، مثل الوحوش،
صوفيا :هذا مصير الانسان في النهاية
كريغ:ماذا تقصد
_انحنت صوفيا ارضا وقطفت وردة، اخذت تداعبها بين يديها واكلمت :اقصد، مهما تقدم البشر من علم، هذا ما وصل اليه الان، النهاية، هل حقا كان يعتقد البشر انهم سيواجهون نهاية كهذه،
كريغ:لكنني اعتقد اننا سنتخطاها
صوفيا :كيف ذلك
كريغ:اقصد، ان هذه هي غريزة البشر، غريزة البقاء، مثل الحيوانات لكن بطريقة اذكى واعقل، يبحثون، يكافحون، يطلقون قواهم العقلية، حتى يجدو الحل، لا تنسى ان السرطان كان اخطر مرض، وانتهينا منه اخيرا في الآونة الاخيرة
صوفيا:لكن هذا مختلف،
كريغ:تقبلي الواقع صوفيا
_ادار كريغ وجهه نحو مايكي وقال "مايكي! هيا بسرعة، قد نسبقك وتبقى وحيدا"
_بينما مايكي ورائهم يتمشى ببطأ وهو ينظر الى الاسفل، رفع رأسه نحو كريغ، مرتعشا، ثم قال
"ف.. فليكن.. ذلك..."
كريغ:ماذا بك، مايكي، تعال هيا!
مايكي :هل ح..قا.....تظن اننا سننجو؟
كريغ:على الاقل سنموت شجعان
مايكي:لكن.. ماذا حققنا في الاخير..
_اقترب كريغ من مايكي ثم همس في اذنه "لا يهم"، ثم وضع يده على كتفه وحاول مساعدته في المشي اسرع، حتى لحق صوفيا، لا يزال مايكي بنفس الوضع، مرت ساعتان على دخولهما للغابة، حتى اقتربوا الى اسفل الجبل، وهنا المرحلة الاصعب، تسلق الجبل، كان سفح الجبل عبارة عن بحيرة محيطة بالربيع وخضرة النباتات، كانت جميلة جدا، بمجرد ان رأوها، قفز كريغ دون مبالاة الى البحيرة، يمرح ويضرب بالماء، ينتعش، ثم قال "لقد مر اسبوع منذ ان شربنا ماء نظيفا، ياللروعة"
_اقتربت منه صوفيا وهي تداعب نفسها بالماء ثم قالت بصوت خفيف نحو كريغ..
صوفيا :يبدو ان ما قاله جيف صحيح
كريغ:شش... لن اصدق الخرافات، لكن ان كان ذلك صحيح، فل يكن، لا اهتم
صوفيا :لكن السلامة اولية لنا دائما
اخذ كريغ من محفظته بعض معدات التسلق متجاهلا صوفيا تماما، ناول ادوات التسلق للاثنين ، ثم سأل بفضول "مايكي، هل تعرف التسلق"، كان مايكي لا يزال مرتعشا منذ تلك الحادثة، داهمه الصمت قليلا، فمه يرتعش كأنه يحاول قول شيء، عندما نظر بمعداته للاسلق، بدأت دموعه الغالية تسقط على خديه، دون اصدار صوت البكاء، ثم قال "نعم.... نعم اعرف"، تشبت كل واحد بالجبل، لم يواجه احد مشكلة. في التسلق، استغرق. الامر نصف ساعة، ما اصعب الحياة، وما اصعب نهايتها، النصر لمن مات وليس لمن نجى، اصبح معظم الناجين عالة في هذه الدنيا، كل يحاول، من اجل التقدم، كل يحاول من اجل الحياة، كل يحاول من اجل البقاء، لكن الى متى؟ كل سينتهي في غضون عامين لا اقل ولا اكثر، هذه هي النهاية ببساطة، الذي على كل شخص ان يتقبلها، حاول ان تعيش، لكن حينما يحين وقت الاستسلام، ضع سلاحك، وودع حياتك بفخر لشجاعتك وحسن نيتك في البقاء.....
_واخيرا بعد جهد معتبر، وصل الثلاثة للقمة، كانت الشمس تطل عليهم يمينا، انها الخامسة مساء، اقتربت من الغروب، كان اول الواصلين الى القمة، مايكي، واخيرا كريغ، لكن بمجرد ان وضعو ارجلهم على سطح الجبل، لم يترك لهم القدر ذرة وقت للتكلم، كان ذلك المشهد الذي يخشاه الجميع بعد هذه الاحداث، امامهم مباشرة، وصلوا اخيرا الى كاليفورنيا، الذي يرونها الان على بعد كيلومتر عن سطح الارض، لكن هاته ليست كاليفورنيا الذي اعتادو رؤيتها، ما يرون الان، الا الدمار الشامل الذي يسود المدينة، مليئة بتلك المخلوقات، بعض المباني مدمرة تماما بسبب اثار النيزك،لكن اغلبها سليمة، لكن وراء هذا السلام، عديد من المخلوقات ، تسير في الشوارع والازقة، تصدر اصوات وحشية ومقرفة، تبحث عن فريستها بلا حول ولا قوة، كان مايكي وصوفيا ينظران الى ماضيهم امامهم، يتذكران حي الامادور الذي كان مليئا بالضجة والمشاكل، لكن في نفس الوقت كانت هناك سعادة لم يروها الى ان فقدوها، اشار مايكي الى بعض المنازل المدمرة تماما ثم قال "هنا سقط النيزك"
كريغ:غريب! اثار النيزك صغيرة جدا، كيف يعقل ان يصيب هذا الاخير العالم كله
مايكي:وهل صدقتهم حقا! انا اشك ان هذا النيزك الا الصدفة، والوباء كان مفتعلا
كربغ:الاهن اننا احياء الان..
_بدى القلق والحزن على مايكي ثم اكمل كريغ قائلا كأنه يفهم مشاعر مايكي:
،" سوف نلتقي بهم"
مايكي:ماذا تقصد
كريغ:سوف نلتقي بهم في الحياة الاخرى، اما قريبا واما في المستقبل البعيد
_بعد مدة من التأمل في ذلك المشهد الوحشي، فجأة سمعوا صوت نداء، كان غارب "اووه! اخيرا، لقد تأخرتم قليلا"، ثم القى نظره لمايكي وقال مبتسما "اذن لقد قررت يا مايكي"، حاول مايكي اخفاء حزنه، لكن بروح صادقة وكأنه نسى آلامه فجأة وتكلم بصوت حاد "لا انتمي الى ذلك المكان" ثم صمت قليلا واكمل "بل نحن ننتمي الى ذلك المكان"، كان الكل يرى بسعادة في مايكي وكأنه اصبح بطلهم الخاص رغم ان ذلك غير ممكن في الوقت الحالي، ويمكن في المستقبل ايضا "غارب!" صمت مايكي بضع ثوان ثم اكمل "اذا كانت هذه الحياة هي ملاك لإنهاء البشرية، فسأكون الشيطان"
_ينظر غارب بتعجب في مايكي ثم قال :تشبهه كثيرا يا مايكي!
مايكي:من؟
غارب:اذا كان هذا هو مرادك، فل تكن كذلك!
_كانت هذه اللحظة هي نقطة بداية لنشأة الحياة مرة اخرى، و مصدرا لرؤية ارواح جديدة تنبعث من قلوب هؤلاء لعودة البشرية، كل في يد واحدة، نعم، لكن هل تسير الامور بشكل بخير، هل سيبقى هذا الاستمرار التعاوني، نحن في حياة جديدة، يمكن ان لا نعتاد على الاستمرار، لكن لا تنسى ابدا انه لا يوجد هناك مجال للعودة، استمر لتعيش...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 19 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The undeadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن