_بعد تلك الفرحة السرور والبهجة التي عمت الناس في المعسكر، عم الهدوء فجأة بعد ان اشار اليهم جيف بالعودة الى منازلهم لآداء وجبة الفطور، كان هناك خادم بجانب جيف يدعى Craig Sawyer،شاب في العشرين من عمره بفضل خبرته ومهارته في فن الاستقبال والقيام بالخدمات الاستقبالية كونه كان مضيف طائرة قبل بداية الاحداث، هذا ماجعله يعين كأول مساعد ل جيف في الاستقبالات الداخلية، بينما غارب يهتم بالاسعافات وايضا بالاستقبالات الخارجية، مثل استقباله لمايكي في المرة السابقة، اقترب كريغ من مايكي و قال له بصوت لطيف :اقدم لك تمنياتي لك بالتوفيق في هذه الجماعة ، ستكون من النخبة ان شاء الله سيدي مايكي، تفضل الى الداخل، لا بد من تعلم الكثير من الاشياء خصوصا معرفة بعض التعليمات المهمة كمحارب، لكن اولا ساقدم لك غرفة الجلوس والتي نسميها عادة، بالساحة الكبرى، لآداء وجبات التغدية مع كل سكان المعسكر، تفضل!
_شعر مايكي بالخجل قليلا، لكنه صبر على ذلك وتبع كريغ الى داخل المعسكر، كان مزينا تماما كأنه لم يكن معسكرا من قبل، يبدو انه تم اصلاحه بعناية بعد بداية الاحداث، بمجرد ان دخل مايكي، كان امامه غرفة جلوس متوسطة الحجم، وعلى جانبيها درج خشبي، يؤول الى الاعلى، يبدو نظيفا تماما،
_كريغ:هذه هي ساحة الاستقبال، هذا مكتبي الذي يتوسط هذان الدرجان الخشبيان، عادة ماتكون هذه الغرفة خالية، انها فقط للمفاوضات مع الاعداء او الحلفاء الجدد
_رد مايكي بقلق:هل هناك اعداء؟ هل هناك هناك جماعات اخرى تعادي بعضها البعض
_كريغ:لا تستبق الاحداث سيدي مايكي سوف تعرف كل شيء بوقته المناسب، هيا الى الاعلى!، هاذان الدرجان يؤديان الى غرف الناس القاطنة بالمعسكر، تفضل، غرفتك في الاعلى
_صعد مايكي الدرج مع كريغ، كانت هناك ساحة علوية اخرى، لكنها كانت تملك أبواب كثيرة في جوانبها، مرقمة بأرقام اعلى كل باب،
؛ _كريغ :حسنا هذه غرفتك، سيدي مايكي، تفضل المفتاح لا تنسى رقم غرفتك (28),لديك خزانة معبئة بملابسك الخاصة، غيرها وضع ملابسك المتسخة في السلة بجانب الباب، لا تخف لا احد يسرق هنا،
_رد مايكي خجولا:اا.. حسنا شكرا لك
كريغ :لا تقلق انت جزء منا الان، لا تقلق بشأن الملابس رغم انها مستعملة، لكنها نظيفة
مايكي:حسنا
كريغ:عندما تنتهي، فقط اطرق هاته الباب، سوف افتح لك بسرعة، خلف هذا الباب، الساحة الكبرى لآداء وجبة الفطور، لكن الوقت ضروري هنا، لا تتأخر، موعد الفطور 8:30am,رافقتك السلامة
_اشار مايكي بيديه مودعا كريغ، شعر بالاطمئنان في هذا المعسكر، بمجرد ان دخل الغرفة، كان بجانبه حوض لغسل اليدين به مرآة ومعها بعض الادوات(فرشاة اسنان، محلق، مشط، عطر) كان فرحا وكأنه يعود الى الماضي عندما كان أنيقا بين سكان الحي، كان اكثر المشاغبين في المدينة واكثرهم معرفة، وهاهو الان يبحث فقط عن سبيل للعيش، اخذ مايكي يحلق بعضا من شعره من الجوانب، انه يتقن الحلاقة، لم يقتص كثيرا، فقط بعضا من جوانب رإسه ثم اخذ المشط، ومشط شعره الامامي يمينا، كأنه عاد الى زمن التسعينات، ثم وضع لصقة على جرحه الذي كان بخده، اصيب به عندما كان يعاند روبي في ايام المدرسة، ابتسم قائلا بصوت منخفضا "هه لو وجدتك يا روبي حيا، سوف اسعد رغم انك عدوي، اريد فقط ذكرى من الماضي" وكأنه نادم على فقدانه لتلك الايام، لكنه يبتسم، كأن شخصيته القديمة قد عادت، المشاغب مايكي، فقط عندما يشعر بالرضى والاهتمام، تعود نرجسيته المعتادة، وكأنه عاد من نومه العميق واكتئابه الحاد، عندما انتهى من تنظيف نفسه وجد خزانة بجانب سريره، كان معه حق، كانت الملابس التي في الخزانة، تملك بعض الثغور الصغيرة جدا، تدل على انها مستعملة، لكنها كانت نظيفة للغاية، وأنيقة، لم يختر مايكي الا سترة صيفية ذو لون اسود عادي، وسروال الرياضة بنفس اللون، انه دائما ما يرتدي مثل هاته الملابس، لا يختار الاشياء المعقدة، ارتداها وبسرعة قبل ان يمر وقت الفطور، ثم اخذ ينظر الى انواع العطر التي بحوض الغسيل، تفاجئ حقا عندما رأى نوعه المفضل "ياللروعة، لا تزال حيا بعد هذه الاحداث المروعة" بدى كالاحمق وهو يكلم عطرا ليس كائنا حيا حتى، اخذ رشتين على جسمه، ثم خرجة بسرور، لكنه حاول اخفاء نرجسيته، لانه لو عاد المشاغب مايكي، لن يعود الاحترام كذلك، خرج مايكي من غرفته متجها مباشرة نحو باب الساحة الكبرى، من اول فتحة، يرى طاولة ضخمة للغاية، بجانبها كراسي عديدة تفوق الثلاثين كرسيا، حسب عدد السكان، كان فقط قليل من الناس من حضروا، بعدها بدأو يحضرون واحدا تلوى الاخر حتى اكتمل العدد، بينما مايكي جالس في احد الكراسي التي تمتلك رقمه، اخذ ينظر في كل احد يدخل الى الساحة، منتظرا ان يرى احد من اصدقائه، لكنه فقد الامل تماما لم يجد ولو واحدا، اكتمل عدد الحاضرين تقريبا، تبقى فقط القليل، دخل زعيم المعسكر، جيف وبجانبه كريغ، هذه المرة لم نرى غارب، رغم انه الحارس الشخصي لجيف، لكنه لا يقترب منه عادة عندما يكونان داخل المعسكر، غالبا ما يكون معه كريغ.
_جلس كريغ بجانب مايكي بينما جيف جلس في اخر الطاولة في كرسيه الخاص ثم صاح "الم يأت الجميع اولم اقل لكم لا تتأخرو، كم تبقى، يا كريغ"
كريغ:فقط اربعة سيدي
جيف:حسنا سوف ننتظرهم كاحترام لكن في المرة القادمة اقسم انني لن ارحم احدا
_سأل مايكي بقلق كريغ الذي بجانبه:هل دائما ما يكون جيف غاضبا هكذا
كريغ:يمكنني الان ان ارمي صحنا عليه، لا تقلق انه ليس غاضبا، انه يمزح ، حتى بشأن انه لن يرحم احد، يقصد انه سيؤكل الطعام دون انتظارهم
مايكي:اوه حسنا
كريغ:لا تعتقد باننا اشرار هذه طبيعتنا، اوه تبدوا انيقا، هل كنت عارض ازياء من قبل
مايكي:شش لا! تبا، انها مجرد ملابس ذو لون عادي ليس بها اي زينة!
كريغ:اعتقد ان هاته الملابس تناسبك، هذا مايجعلك تبدو انيقا بها
مايكي:ربما! انا فقط اجيد كل شيء!(ابتسامة خبيثة)
كريغ:كفاك تكبرا لم تمر ساعة فقط منذ انضمامك، (يمزح)
مايكي:سوف ترى المزيد من نرجسيتي لا تقلق، اذن بالمناسبة، لماذا تجلس بجانبي اظن انك من النخبة، ستجلس بجانب جيف اليس كذلك؟
كريغ:لا يوجد احد اعلى درجة من الاخر، نحن هنا نتعامل بالعدل، جيف لا يجلس هناك عمدا، انه رقمه 16 مسجل هناك، لديه ايضا غرفة عادية مثله مثل باقي الناس، انا ايضا كذلك نجلس بالارقام واظن انك ستكون جاري
مايكي:ماذا تقصد،
كريغ :انت 28 صحيح؟
مايكي:نعم
كريغ:اذن ماذا!
مايكي:اوه! هل تقصد ان رقمك قريب مني، ياللصدفة، على الاقل ساكون بجانب شخص اعرفه
كريغ:بحقك لقد التقينا للتو
مايكي:لكنني اعرف اسمك على الاقل، بمجرد ان ترى تكبري يغلب علي، اعرف انني اعتدت عليك (يمزح)
كريغ:حسنا انا رقمي 27 سررت بمعرفتك، هناك ايضا فتاة رقمها 29، هذا مايجعل حظك سيئا، لقد كنت اقطن بغرفتك من قبل، انها اسوء فتاة في المعسكر، تبدو دائما منزعجة من الاخرين وتتكلم بتكبر لا يوتق
مايكي :هذا يعني ان تكبري سيجعلك تكرهني
كريغ:شش! هاهي قد اتت
_بمجرد ان اشار كريغ بيده الى فتاة دخلت للتو، كانت اخر ممنضم للطاولة، كانت ترتدي لباسا شتويا لكنه ذو لون عادي ازرق مغلق، بدون زخرفات، عيناها تبدوان غامضتان، كانتا صغيرتان و سوداوتان للغاية، كانت هادئة للغاية، شعرها اسود اللون ومقتص الى جانب اذنيها، كان لون بشرتها ابيض قليلا، يعني انها من اصول اسيوية، كانت فتاة عادية رغم انها غامضة، الى ان الامر لم يتوقف هنا، بل عند مايكي، الذي كان ينظر اليها نظرة طويلة منذ دخوله، سأله كريغ:بحقك، هل أعجبت بها
_كان مايكي يبدوا قلقا والعرق يتصرب الى جبينه وكانه منصدم لا معجب ثم اكمل كريغ قائلا:اظن ان هاته ليست نظرة اعجاب بل نظرة خوف، مابالك يا صديقي
_اخذ كريغ يشير بيديه امام عيناي مايكي ليوقظه من صدمته، فرد عليه مايكي ببطئ وصدمة"ص.. صوفيا!"
أنت تقرأ
The undead
Randomكان العالم وشيكا على ان يصل إلى التطور الابدي الذي كان بشبه مستحيل أن يتحقق الأمر، ورغم الصعوبات كاد ان يكون ذالك الحلم حقيقة قبل أن تكون للحياة رأي اخر..