_كان كل شيء على ما يرام، إلى أن دخلت تلك الفتاة الغريبة،التي يبدو كأن مايكي له صلة بها، بينما كريغ يحاول ايقاظه من صدمته، كان يشعر بالقلق حوله، انه حقا بدا وكأنه اصيب بتوقف دماغي،
كريغ :مايكي! مايكي!
_مرت بضعة ثوان دون رد، ردد كلمة واحدة فقط
"ص.. صوفيا!"
كريغ:اوه! يبدو أنك تعرفها
_حاول مايكي تغيير الموضوع بسرعة ليتما بدأو يتناولون فطورهم
مايكي:هل لديكم مطبخ إداري هنا؟
كريغ:لماذا تسأل؟
مايكي:لأن هذا الطعام لذيذ حقا، خصوصا هاته السلطة، انها مصممة كأنها من مطعم ما
_كريغ:لدينا فقط أربعة طباخين، إثنان منهم يتكلفون بالوجبات، واحد يتكلف بالأغذية الصحية والملائمة للمرضى في المعسكر، وواحد يذهب مع المقاتلين في النقلات لكي يتكلف بوجباتهم بعناية
مايكي:بالمناسبة، ماذا سيكون دوري في هذا المعسكر
كريغ:لهذا بالظبط انا هنا معك،
مايكي:مالذي تعنيه بذلك
كريغ:حسنا، في هذا المعسكر نصنف الناس على حسب مزاياه، مثلا اذا كان طباخا من قبل، يمر من اختبار تحت إشراف احد الطباخين الأربعة، واذا نجح ينضم إلى طاقم الطبخ ليصبح خامس طباخ مثلا، او اذا كان مدرسا يتكلف بتعليم الأطفال، اعرف ان التعليم في هذا الوقت ليس له فائدة، لكن كل هذا بهدف ان لا يشعر الناس بنقص في حياتهم الجديدة التي ولابد من ان يشعرو بذلك.. كل واحد يصنف على حسب مهنته، لكن هناك نوع خاص، وهم المقاتلين، غالبا ما يكونو شبابا لأنهم في الأصل بدون عمل، او يمكن أيضا اذا كان محاربا من قبل، كل هؤلاء الأشخاص يصنفون من النخبة لأنهم يعملون لدى المعسكر، اما الباقي عبارة عن سكان عاديين
مايكي:ماذا لو لم ينجح؟
كريغ:اذا لم ينجح في الاختبار يكون هناك احتمال إما ان يكون مثل باقي سكان المعسكر، او سيذهب للتحقيق، لانه هناك بعض من المنضمين حديثا يرسبون عمدا بهدف السيطرة على الجماعة او قد يكون جواسيس لمنظمة اخرى ، نحن أيضا لدينا جواسيس نرسلهم إلى الجماعات الأخرى، سيأتون غدا ان شاء الله،
مايكي:لكني انا لا زلت شابا بدون عمل هل ساصبح مقاتلا
كريغ:لم اكمل كلامي، الشباب الذين بدون عمل يتم اختبارهم في جميع مهارات القتال او المغامرات (الصيد، الأسلحة النارية، الأسلحة البيضاء) وهناك مهارات أخرى تكون غالبا خاصة، مثل انا مستقبل وفي نفس الوقت محارب يتميز بمهارة القتل بالكرات
مايكي:القتل بالكرات ، لم اسمع بهذا من قبل
كريغ:هذا ما أعنيه، انها مهارة خاصة، لو انجذبت إليها يمكنك تعلمها وتصنف مثلي، الان سوف تختبر نفسك مع نخبة المعسكر، (انا، غارب،توم)، بعد وجبة الفطور مباشرة، لانك وافد مستعجل
مايكي:مالذي يجعلني امرا مستعجلا عندكم؟
كريغ:كنا نتوقع قدومك بعد اسابيع، لكن جيف أحضرك الى هنا بسرعة
مايكي:هل كنتم تخططون لمجيئي منذ بداية الاحداث
كريغ:بل قبل ذلك، لقد تأسس هذا المعسكر قبل حتى سقوط المذنب، لاننا كنا نعلم حدوث هذا الأمر،كان أول المؤسسين انا، جيف، غارب، توم وأحد قد مات، لا نريد ذكر اسمه،الخبر الجديد هو انه لم نتوقع انتشار وباء كهذا ونهاية العالم بهذا الشكل..
_فجأة تكلم جيف بصوت عالي :حسنا، عودو الان الى غرفكم، صح فطوركم، بالعافية، بعد ساعة ونصف سيبدأ عملكم، لا تنسو ذلك
_كان جيف يحدق في مايكي ونظرات القلق تبدو عليه، تسائل مايكي عن السبب لكنه لم يكترث، نهض الجميع من الطاولة، وكل ذهب إلى غرفته، كان آخر المغادرين، كريغ و مايكي، كانو يتحدثون فيما بينهم إلى أن وصلو إلى غرفهم
مايكي:اذا انت رقمك 27
كريغ :صدقت، يمكنك الانضمام إلي، لقد اخذت بعض الحلوى من المطبخ بسرية، يمكننا مشاركتها
مايكي:لا شكرا لقد شبعت، سوف ادخل استلقي قليلا ليتما اذهب للاختبار
كريغ:ستذهب وانت لم تسأل حتى عن من سيدلك عن الطريق، حسنا سأتكلف بذلك، سأعطيك عشرون دقيقة إضافية للراحة ثم ساناديك، سادخل انا الاخر للاستلقاء
مايكي:جيد رافقتك السلامة
_اوأم كريغ برأسه مبتسما، ثم دخل، ما إن وضع مايكي مفتاحه في الباب، سمع صوت احد قادم، كانت تلك الفتاة، فجأة بدا عليه القلق والكراهية، ثم صوب عينيه نحوها، كانت هي الأخرى تحدق به بنفس الأعين الحاقدة، كأن بينهم ماضي عدواني، حتى قالت له بصوت حاد "يحتاجك الرئيس في مكتبه، لأمر مهم"، ثم دخلت غرفتها، لم يعرف مايكي حقا لماذا استدعاه جيف في وقت كهذا رغم انه يعلم انه وقت الاختبار، دخل مايكي هو الاخر غرفته، جلس على سريره الذي يبدو وكأنه نظف للتو، اخذ يفكر مرارا وتكرارا حول استدعاء جيف له للمكتب، اتكئ قليلا على وسادته، بقي على هذه الحال لبضع دقائق، كان شارد الذهن، حتى سمع صوت دقات الباب، كان كريغ الذي ينتظره في الخارج ليرافقه الى الاختبار، نهض مايكي من سريره غسل وجهه ورأسه دون مسح ثم خرج من غرفته
_كريغ:مرحبا مايكي حان وقت الاختبار، هيا لأدلك على الطريق
مايكي:في الحقيقة، استدعاني جيف الى مكتبه لا اعرف لماذا، هو يعلم انه وقت الاختبار اليس كذلك
كريغ:بالطبع، لكن استدعائه اهم من الاختبار، هيا سأرافقك إلى مكتبه
_____________قبل نصف ساعة من الان_____
*مكتب جيف*
_بعدما انتهى جيف من وجبة الفطور اسرع الى مكتبه كأنه ينتظر شيئا مهما، جلس على كرسيه واضعا أمامه الجهاز اللاسلكي، يبدو أنه ينتظر اتصالا من الجهاز ، مرت عشر دقائق وهو جالس ينتظر والعرق يتصبب على جبينه، فجأة رن الجهاز ، بدون تفكير عن هوية المتصل اخذ الجهاز ثم قال بارتعاش "مرحبا غارب، أمن اخبار عن الجثتين" مرت لحظة صمت حتى اجاب المتصل "حسنا، الامر غريب حقا، لا يمكنني وصف الحدث لكن لا بد ان هذه الاحداث مرتبطة بشخص ما، لأن اختفاء الجثث لا يعني ان سائرا ما اكلهم، بالاضافة الى اننا نعلم ان الموتى السائرون لا يأكلون فرائس ميتة، ماذا تعتقد سيدي جيف"
جيف:اذا كان الامر مفتعل من قبل شخص ما فسنحتاج إرسال محاربين من الدرجة الاولى خشية أن يكون الفاعل اقوى منا بكثير، ربما قد استدعي كريغ و صوفيا سوف يلتقون بك عند بوابة المدينة،
غارب:اعتقد انه رغم وجود عدد كبير منا نحتاج الى شخص يعرف المكان كي يسهل علينا البحث ونوفر مزيدا من الوقت، ماذا لو كنا مراقبين، قد يكون هذا البحث عبارة عن مصيدة، انت تعرف من ستختار يا جيف، تعرف جيدا
جيف:اتقصد، مايكي؟
غارب:القرار لك، حسنا سأواصل البحث الان، انتظر اشارتك، جيف
_قطع الاتصال، لم يتحرك جيف ولا حركة كأنه منصدم من فكرة غارب، زاد عليه العرق كثيرا، سألته مساعدته "كاثرين باركر" : ماهو قرارك سيدي
- فأجاب جيف بصوت خفيف "إستدعي صوفيا الان"، مرت لحظات بعد أن ذهبت ملبيتا طلبه ، ما ان فُتح الباب، دخلت صوفيا ورأت باستغراب جيف غاضبا بهذا الشكل لأول مرة ثم انحنت احتراما له وقالت "ماذا تريد ان اخدمك سيدي"، أجاب جيف باحترام رغم غضبه الذي يجتاحه ثم قال" اعتقد انه لديكي صلة بينكي وبين مايكي"، فأجابت" نعم سيدي"
جيف:اريدكي ان تقنعيه بالذهاب معكم في نقلة استكشافية الى حي الامادور في كاليفورنيا، رفقتكي انتي وكريغ، سوف تلتقون بغارب هناك إنه ينتظركم بشاحنة مستعملة لتعبئتها بالمؤن، وهناك امر اخر
صوفيا :اذاني صاغية، سيدي
جيف:هناك مهمة سوف يتم شرحها بالتفصيل من قبل غارب، مهما كانت غريبة بالنسبة اليكم حاولو تقبلها من فضلكم
صوفيا:امرك سيدي، لكنني قد لا اقنع مايكي بالذهاب
_بدت على جيف نظرة الغضب والقلق ثم قال :لماذا انتي اكثر معرفة به
صوفيا :صحيح سيدي، لكن علاقتنا متوترة، بل اكثر من ذلك، نحن لا نتكلم ابدا، بيننا حساب قديم
جيف:لكنكي كنتي معه في المنتزه قبل سقوط المذنب بلحظات
صوفيا:فقط علاقات مشتركة، لكنني لا اتواصل معه شخصيا، يمكنك ان تستعين بكريغ انه صديق له مقرب رغم انه تعرف عليه للتو
_اخذ جيف سيجارة من علبته ثم قال بهدوء :اتعرف؟ اخبريه بأن يأتي الى هنا دون اخباره عن الامر
_بلعت صوفيا ريقها بقلق ثم خرجت وقبل ان تغلق الباب اردف جيف قائلا "لا تنسى ما تكلمنا عنه في الاجتماع"
...
_____________الان__________________
*مكتب جيف*
_كان جيف كالعادة جالسا على كرسيه واضعا قدميه على الطاولة، يدخن سيجارته السادسة على التوالي كي يقضي على الغضب الذي يسود عليه هذه الفترة، فجأة سمع دقات الباب، اشار الى مساعدته بأن تفتح الباب، كان كريغ وبجانبه مايكي الذي لا يزال شارد الذهن يحاول معرفة سبب استدعائه، بدأ جيف الكلام بهدوء "مرحبا مايكي، كيف كان اول يوم لك في معسكرنا"
_رد عليه مايكي بنظرة حادة :لماذا استدعيتني
جيف:يبدو انك تركز على الاهم دائما، هذا امر اجابي منك (يمزح)
مايكي:اظن انك تعرف ان هذا وقت الاختبار
جيف:معك حق و بالطبع ستفعل، لكن ليس هنا
مايكي:ماذا تقصد؟
جيف:حسنا، بما ان..
مايكي:اتعرف؟ لا اريد مناقشات ، اريد صلب الموضوع
جيف:تغيرت منذ دخولك للمعسكر، ماذا بك؟
مايكي:اظن انني حقا احتاج لمعرفة سبب استدعائك لي
جيف:حسنا حسنا،لندخل صلب الموضوع، بصفتك وافد جديد سوف تذهب في نقلة استكشافية الى حي الامادور في كاليفورنيا
_تغيرت ملامح مايكي لأسوأ من قبل بعدما سمع عن عودته لحيه مرة اخرى
جيف:نبحث عن بعض الامور الغريبة والمهمة في ذلك الحي ولا يوجد غيرك من يعرف ذلك المكان جيدا ، قد تسهل علينا البحث
_فكر مايكي لوهلة ثم اقترب من جيف ووضع يديه على الطاولة بقوة ثم قال بصوت حاد"اظن انه لديكم من يعرف حقا تلك المدينة، غيري وغيرك!
جيف:اذا لماذا لا تدلنا عليه، قل لنا اسمه
_نظر جيف بنظرة استفزاز في اعين مايكي ثم اردف:هيا قل لنا هذا الشخص
_تراجع مايكي قليلا ثم قال:انا لا اعرف القيام بشيء رغم انني اعرف تلك الازقة جيدا لكنني لا اعرف مقاتلة تلك المخلوقات المتوحشة او كما تسموها ب "السائرون"جيف:دائما ما نرسل مجموعات عادية من المحاربين لجلب الطعام والحاجيات، وقد فعلنا ذلك هذا الصباح، لكن حدثت بعض الامور الغير المتوقعة، لذلك طلبنا الان مجموعة قوية "كريغ، صوفيا " بالإضافة إلى غارب الذي ينتظركم هناك، انت محمي الان ماعليك سوى مساعدتنا في البحث يا مايكي
_صمت جيف قليلا ينظر بتمعن في اعين مايكي ثم ابتسم ابتسامة خبيثة واكمل "لو فعلت ذلك، سوف تساعدنا حقا يا مايكي!"
_لم يرد مايكي ابدا، خائف من ان يموت على يد تلك المخلوقات لكنه بدا وكأنه مجبر على الموافقة فقاطع جيف صمته "سأعتبر صمتك موافقة مايكي"
_اغلق مايكي الباب برفق،أشار كريغ لمايكي بأن يأخد احتياطاته الخاصة من غرفته ثم ينتظرهم في الساحة الامامية، هكذا اتفق كل من صوفيا، كريغ وكذلك مايكي، دخل غرفته غاضبا وقلقا وخائفا، كل هاته المشاعر داخل مايكي الان، يكاد أن ينفجر، نام على بطنه مباشرة في سريره، يذرف دموعا، يفكر كثيرا في كل ماحدث منذ البداية، هل هو في حلم، هل يجب ان يستيقظ الان، هل حقا عائلته ماتت، هل حقا عليه أن يثبت للجميع انه مؤهل لأن يكون محاربا لجماعته، في اختبار بين الحياة والموت، هل حقا سيكون بطلا ام سيكون فرصة استغلاليه بين الجميع بعدما فقد والديه، كل هاته الاحداث تروى داخل عقل مايكي كل دقيقة من وقته، حتى لو نجح، حتى لو أصبح بطلا، هل سيكون ذلك كافيا لإسعاده،بدا الحزن حقا على وجه مايكي وكأنه يقول "حين يأخذنا الحنين الى الوراء، لا نعلم هل نبتسم لأن الذكريات جميلة ام نبكي لفقدانها" يبقى الجواب مجرد مسألة وقت...
_نهض مايكي من سريره بعد بضع دقائق، غسل وجهه كي لا يبدو عليه الحزن والاستسلام، اخذ بعض الملابس الاحتياطية، وضعها في محفظة صغيرة، فرك شعره كثيرا، بدا مثل المتشرد، غير لصقة جرحه، التي عادة ما يغيرها كل ساعتان، نظر في المرآة بنظرة حادة يتسائل نفس الاسئلة مرة اخرى، فجأة وكانه تجاهل الامر، حمل حقيبته ثم غادر الغرفة متجها الى الساحة الامامية كما اتفق الجميع عليها، كان مايكي اول الواصلين، جلس على الارضية متكئا على الحائط وبجانبه حقيبته، ثنا ركبتيه وظل يفكر مرة أخرى، في وهلة يحاول تشتيت تفكيره كي ينسى الامر، لم يكن قادرا على ذلك لكنه اعتاد الوضع الى ان أتى اول الواصلين بعده، كانت صوفيا، تبادلا نظرات حادة كالعادة، جلست على كرسي كان بجانب بوابة المعسكر، كانت جالسة أمامه تماما، ظل الصمت بينهما لفترة الى ان قاطعهما كريغ بضحكة طريفة "مرحبا، أصدقاء ارى انكم مستعدين، لقد جهز لنا جيف كل الحاجيات في السيارة، هيا ماذا تنتظران" نهض مايكي من مكانه دون اجابة، حاول ان يخفي حزنه وآلامه لكن صمته يشرح كل شيء، بدت على كريغ نظرات الشفقة على مايكي بينما صوفيا غادرت البوابة فحسب دون اشارة، خرج ثلاثتهم من المعسكر، تقدم كريغ الى السيارة ثم قال" مايكي! اعتمد عليك عندما نصل الى مقدمة كاليفورنيا، لم ازر تلك المدينة من قبل" أوئم مايكي برأسه ايجابا، ثم ركب السيارة، كانت سيارة من النوع القديم لكنها مناسبة لهم، جلس مايكي في المقعد الورائي متكئا بيده على نافذة السيارة، بينما صوفيا جلست في الامام بجانب كريغ، الذي كان هو السائق في هذه الرحلة...
_واخيرا انطلقت السيارة نحو وجهتها، ولاية كاليفورنيا، حيث سيسترجع مايكي ذكرياته السعيدة والحزينة منها، حيث سنرى مصير مايكي في كونه بطلا ومحاربا ام مكتوف الايدي كباقي سكان المعسكر،
ام الخيار الثالث الذي يخشاه الجميع"الموت"
أنت تقرأ
The undead
Randomكان العالم وشيكا على ان يصل إلى التطور الابدي الذي كان بشبه مستحيل أن يتحقق الأمر، ورغم الصعوبات كاد ان يكون ذالك الحلم حقيقة قبل أن تكون للحياة رأي اخر..