_اثناء الطريق_
_كان مايكي يجلس في المقعد الخلفي للسيارة، مهموما بتفكيره العميق حول امكانية ان يكون احد من معارفه حيا، خصوصا بيتر، لأنه هو الوحيد الذي كان بيته سليما، فطالما الامر كذلك فنسبة ان يكون حيا قريبة من المئة، هذا مايجعل مايكي غير مدرك هل يخطو هذه الخطوة ام لا يزال يحتاج المزيد من التفكير، بالاضافة الى ان هاته الجماعة التي سينضم اليها هل حقا نواياهم حسنة، لانه بعد سقوط العالم، تسقط معه قوانينه، هذا يعني بداية تكون جماعات شريرة حول العالم تسعى للسيطرة على الباقي لتحصل على اهدافها من طعام وشراب وغير ذلك من الاشياء المهمة، بالاضافة الى انه لم يرى هذا النوع من البشر الذي يموت ثم يحيا مجدد بتلك الطريقة مثلما رأى في المقطع، بدا كأنه غير مصدق لما رأى، لانه ليس من المنطق سقوط مذنب ان يتسبب في وباء وصل الى جميع انحاء العالم، حتى البعيدة منها، تبقى هذه التفكيرات حاليا مجرد مسألة وقت لينكشف كل شيء وبعدها سيعرف مايكي الطريق الصحيح الذي سيسلكه، مرت بضعة دقائق منذ انطلاقهما، كان الامر يبدو هادئا، لم تظهر اي من تلك المخلوقات، وكلما يمر الوقت دون ظهورهم يزيد من احتمالية ان يكون جيف وغارب كاذبين حول هذا الامر، كانت هذه هي الفكرة التي تدور في ذهن مايكي الى ان ظن الان الامر حتما كذب، ثم التفت الى جيف الجالس بجانب غارب الذي يسوق السيارة، ثم قال :جيف! المكان يبدو هادئا، لا يمكن ان ولو بشري واحدا لم يفارق حياته هنا
جيف:ماذا تعني بذلك
مايكي:انت قلت لي بأن هاته المخلوقات عبارة عن بشر عندما يفارقون حياتهم ينهضون مجددا لكن بطريقة وحشية، ويفعلون اشياء قذرة دون وعي، اليس كذلك؟
جيف:يبدو انك تتسائل حول عدم وجود اي احد منهم هنا، هذا ماتقصد صحيح؟
مايكي:بالظبط
جيف:حينما ستراهم بعينيك ستشعر انك تفتقد الى هذا الهدوء الذي تشعر به الان، ثق بي يا مايكي انا لا اكذب، العالم تدمر تماما، استعمرته هذه المخلوقات من شرقه نحو غربه، لم تعد هناك حياة كما كنت تعيشها من قبل! سوف تنهض باكرا كل صباح لتذهب وتقاتل هذه المخلوقات وتجلب الطعام لك ولغيرك ثم تنام تحت صقف احتياطي، حذرا من ان تهاجمك تلك المخلوقات، هذه هي دورة حياتك في هذا العالم الجديد
مايكي:لكن..
جيف:شش! اصمت!
مايكي:ماذ..
جيف:شش! صمتا!، انظر هناك
_لم يعرف مايكي حقا حول ماذا يتكلم جيف! الى ان اشار له باصبعه نحو شجيرة صغيرة، كان هناك شخص يجري الى الجهة المقابلة لهم، كان يجري وهو يطلب النجدة بصراخ "النجدة! النجدة!"، فجأة ظهر خلفه شخص آخر يمشي ببطئ زاحفا بقدمه اليسرى، وفمه مفتوح تماما، عيناه كانتا غير مستقرتان، كان شعره غير مرتب ومنتوف من بعض المناطق، انه حقا مثل المتشرد، كان يمشي ببطئ نحو الشخص الهارب، رغم انه لم يلحقه، الى ان ذلك الشخص تعثر فجأة من شدة الخوف، ما ان التفت حتى رآه قادما اليه بلهفة وكأنه زاد من سرعته قليلا، خرج كل من جيف وغارب من السيارة مسرعين، ثم تبعهم مايكي، بحذر لانه لم يعتد على هذه الامور، كان جيف يحذر مايكي "لا تستخف به رغم انه بطيئ الى انهم خطيرون جدا في الاصطياد" لم يكترث مايكي لما قاله، كان جيف يحمل سكينا بيديه، يمشي بحذر نحو المتشرد، ببطئ حتى اقترب اليه محاولا ان لا يجذبه، حتى فجأة، وكأن ذلك المتشرد شعر بوجود جيف خلفه! لكنه لم يحافظ على سرعته بل زاد اكثر من ذلك، ثم قفز على جيف، ماسكا بكتفيه، كانت قبضتيه صلبتان للغاية، لم يستطع جيف مجاراته، الى ان حمل غارب مسدسا من السيارة ثم صوبه نحو رأس ذلك المتشرد، فاطلق عليه وبسرعة، سقط المتشرد ارضا، كان مصيره قد انتهى في لحظات، يبدو ان نقطة ضعفه الرئيسية هو رأسه، فقط صوب نحو رأسه واجهز عليه، حاول جيف ابعاده عن بطنه بعدما سقط عليه مباشرة، كان اثقل مما يبدو عليه، ساعده غارب في ازالته، ثم جلب قنينة من الزيت وسكبها على ذلك المتشرد، واشعل عليه النار، حتى احترق بالكامل، التفت جيف الى مايكي َقال:ارأيت، هذا هو!
_لم يرد مايكي ولو بكلمة، كان الفزع يغلب عليه، لم يستطع حتى بلع ريقه، كان يرتعش خوفا، حاول جيف تهدئته قائلا "تبا يا رجل! كن صلبا، انه مجرد واحد، ناهيك حينما سترى حشود منهم، هل سيغمى عليك؟ يجب ان تعتاد على مثل هاته الامور، او بالاحرى يجب ان تعتاد على هاته الحياة الجديدة!"
_تبدو على مايكي علامات القلق والخوف، انه لأول مرة يرى مثل هاته الاشياء، وكأنه فقد الامل في إمكانية ان يكون بيتر حيا! مرت لحظة صمت ثم فجأة، نادى غارب جيف بصوت عالي بعدما تفحص جسم الرجل الذي كان هارب من ذلك المخلوق، لكن يبدو أن هناك امرا مهما بشأنه، اقترب جيف قليلا من الرجل، كان ملقيا ارضا لا يستطيع النهوض من شدة التعب، لكن كانت نظرات جيف مثيرة للقلق، ثم وجه سؤاله نحو غارب بصوت حاد "هل هذا ما اردت ان تقول لي غارب!"
غارب:للاسف، نعم
_اقترب مايكي قليلا منهما ثم قال :ماذا يحدث؟ لقد انقذنا الرجل، هيا لنذهب!
جيف:مايكي! انصحك ان تبتعد هناك امر يجب ان لا تراه
مايكي:لا دعاني ارى اريد الاعتياد أيضا على هاته الامور انت قلتها بنفسك!
جيف:حسنا، لا تندم على ذلك
_فجأة نهض الرجل بفزع كأنه استعاد عافيته ثم تمسك برجل جيف قائلا:اعرف انكم تنوون قتلي! ارجوكم، لا اريد الموت، لا زالت لدي فرصة للحياة مجددا
جيف:اسف! لكن القدر لم يشئ ذلك
مايكي:لماذا ستقتله اجننت!! توقف
_ابعد مايكي يد جيف عن الرجل ثم قال :افقدت صوابك، هل نحن ننقذ ام نقتل! لماذا انقذناه من البداية
جيف:سوف تعرف ذلك فيما بعد مايكي! ابتعد عن هنا
_حاول مايكي العناد اكثر حتى قاطعه غارب ببرودة :مايكي! نحن لسنا كما تظن
قال فقط هذه الكلمات ثم صمت، لكن رغم ذلك مايكي شعر بأن ما يفعلونه شيء بالغ الاهمية، ثم قال :حسنا!
_اخذ جيف السكين الذي بيده ثم اقترب الى رأس الرجل ثم قال:هل تعرف لماذا ستموت سيدي المحترم!
الرجل:اع...رف اعرف لكن..
_فجأة وبسرعة صوب جيف سكينه مباشرة نحو دماغ الرجل، حتى انبثقت الدماء من رأسه وشلت حركته تماما، ليتما ازال جيف السكين ثم سقط الرجل ارضا! فقال جيف:لم اطلب التعليل! طلبت فقط الإجابة!
_كان مايكي يبكي اكثر من قبل، لم يقدر على مشاهدة ذلك المنظر، لكن سرعان ما نداه جيف للقدوم اليه مرة اخرى، مسح دموعه بسرعة ثم ذهب الى جيف وقال :اريد ان اعرف الان!
_وجه جيف سؤالا مباشرا لمايكي
جيف:لماذا لم ينهض الرجل مرة اخرى جيف؟
_اجاب مايكي بتردد: لا.. لا اعلم
جيف:انصت الي، هذا الرجل، رغم انه نجا من ذلك المخلوق الذي كان يهاجمه، تبين انه كان يحتضر، اي انه تعرض لاصابة خطيرة من قبل، حتى لو حاولنا اسعافه،لانملك الامكانية لذلك، اقدم لك غارب، انه طبيب مجتمعنا دائما ما يسافر معي لمثل هذه الرحلات كي يساعدني في اسعاف الناس، لكن البعض لا تكون له فرصة للنجاة، او يمكن ان يكون قد تم عضه من قبل تلك المخلوقات! فنقتله مباشرة نحو دماغه، لان وعيه هو من يتحكم به عندما يحيا مجددا بتلك الطريقة البشعة، نحن نقتله بهذا الشكل كي لا ينهض مجددا ويأكل الاخرين،
مايكي:لكن ليست بهذه الطريقة، جيف!
جيف:لو كان العالم آمنا لفعلنا ذلك، لكننا في حياة استعجالية، لابد من الاسراع في القيام بالكثير مم الامور، اسمع يا مايكي! هذه ليست حرب جسدية! هذه حرب عاطفية، حرب كسر العاطفة للتقدم الى الامام، وكأننا عدنا الى قانون الغابة.."البقاء للأقوى!"
أنت تقرأ
The undead
Randomكان العالم وشيكا على ان يصل إلى التطور الابدي الذي كان بشبه مستحيل أن يتحقق الأمر، ورغم الصعوبات كاد ان يكون ذالك الحلم حقيقة قبل أن تكون للحياة رأي اخر..