الثاني

592 55 18
                                    

_ لأنني مجرد سلاح

تلك الجملة قد نجحت في جعل ادريان يذهب للماضي و تحديداً حينما كان مراهق في الخامسة عشر من عمره و قد اندلعت حرب تسببت في خسارة الكثير من البشر و الموارد و نتيجة النقص الكبير في عدد الجنود فقد تم إجبار من هم في الخامسة عشر و أكبر بالتجنيد

و حينما كان ادريان في الجيش قد وقع أمامه فتى في مثل عمره لكن من الجيش المقابل و حينها تردد ادريان في قتله كثيراً فالفتى كان يرتجف من الخوف لا زال ادريان يتذكر ما قاله قائده حينها

_ اقتله

_ لا استطيع أنا لا أريد قتله

_ أتظن ان الأمر يتعلق بإستطاعتك أو رغبتك؟ أنت مجرد سلاح للدولة تستخدمه كما تشاء ليس لك حق الاعتراض على الأمر لذلك فلتنفذ الأوامر أيها الجندي وإلا ستقتل معه

نفض ادريان تلك الذكرى بعيداً فلقد انتهت الحرب منذ زمن بالفعل لذلك اعاد نظره على الفتى الذي ينظر لجاك بأعين متوسعة قليلاً

_ ما الذي حدث جاك؟

سأل ادريان صديقه بعدم فهم ليزفر جاك بضيق بينما ينظر لادريان

_ لقد سألني عن مصيره الآن و لقد أخبرته بما سيحدث له

أعاد ادريان نظره للفتى هو يتفهم جيداً كيف يشعر فهو الآن أمام مصيران ستقرر المحكمة إحداهما
مصيره الأول أن تدينه المحكمة و يتم وضعه في الإصلاحية لحين أن يتم السن القانوني و يتم سجنه

و مصيره الثاني أن تبرئه المحكمة و يوضع في دار أيتام إلى أن يتبناه أحد أو يتم السن القانوني و يتم إلقائه في الشارع

_ جاك أتسمح لي بلحظة؟

أومأ جاك و ذهب مع صديقه لخارج الغرفة كي يحادثه

_ جاك أنت جيد في الكلام و تقنع الشخص الذي أمامك بسهولة لذا أريد أن أطلب منك خدمة

_ ماذا تريد؟ سأفعله ما دمت أقدر على ذلك فأنت صديقي كما أنني مدين لك عدة مرات

_ أيمكنك إقناع الرئيس بجعلي أأخذ الفتى معي؟

_ معذرةً؟ يبدوا أنني لم أسمعك جيداً، هل تريد تبني الفتى؟

أومأ ادريان لجاك

_ أنا أعلم تماماً ماذا يمر به الآن، جاك تخيل الأمر هو في الحادية عشر فقط و لا يمتلك أهل أو هوية قد عاش حياته كلها و هو يعامل كما لو أنه جماد مجرد سلاح يستخدمه مارتن كما يشاء

تنهد جاك بينما بيعثر خصلات شعره

_ سأحاول إقناع الرئيس بالسماح لك بفعل ذلك لكن لا تضع آمال عالية على ذلك فالأمر شبه مستحيل أن يوافق الرئيس على ذلك فأنت تريد مننا أن لا نبلغ القيادات العليا بشأن وجود الفتى من الأساس و إن علم شخص ما بالأمر سيتم إتهامنا بالتزوير في أوراق رسمية

منقذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن