الفصل السادس(وقفت لأجلي)

47 5 0
                                    

دلت الشواهدُ علي أن نقيض الحبِّ ليس الكراهيه،فكلاهما وجهٌ لعملةٍ واحدةٍ هي العاطفه..نقيضُ الحبِّ،عدمُ الاكتراث.
                                     "يوسف زيدان"
                 <<<<<<>>>>>>>>>
عندما أتي صوته،والتفت اليه "طه" ليجده امامه مباشرةً،وكان نظره لا يحيد عن "نور"، كانت نظرات "غزل" و"قمر" مليئه بالاندهاش والغضب معًا،وكان  علي الجانب الاخر في عين "طه" لهيب حقًا،يُريد ان يفتك به،وقد اتي القدر به الان.
نظر "فارس" الي "نور" نظره اشتياق فقال وكان صوته ينُبع عن هذا الاشتياق:نور! ازيك؟
انا مبسوط اوي اني شوفتك انهارده،شكلك حلو اوي بالخيمار،ربنا يثبتك.
فأتى رد "طه" وكانت لهجته في توعد علي انه اذ لم يرحل الان لن يرحل وهو علي مايرام،وقف "طه" امام "نور" لكي لا يجعله يراها وتابع:محدش سالك عن رائيك في اي حاجه تُخصها انت فاهم؟!
نظر اليه "فارس" بابتسامه واخذ يقترب منه حتي لا احد يسمع صوته سواه:براحه شويه،لتكتشف انك بتحبها لسمح الله.
تابع "طه" حديثه،الذي اشعل اللهيب في عينيه اكثر:طب كويس انك فاهم والله،اصلي الواحد مكنش بيشوف حاجه منك تدل علي انك بتحبها، بس برافو وريتلنا كلنا قد ايه انت بتحب نفسك مش هي.
هذا الحديث اشعل الفتيله بداخل "فارس" فأتى رده وهو يتحكم فهذه الشعله:علي الاقل كانت معايا انا،وكنت دايمًا انا اختيارها.
كان هذا اعتراف مباشر من "فارس" علي انه كان في استمتاع حقًا وهو كان يرى انه اختيار "نور" دام هذا الاختيار *سنه ونصف*،علي الرغم من  انه لا يستحق ذلك.
كانت رد فعل"طه" علي ما  تفوه به "فارس" ضربه قويه في وجهه،كانت ليست رد فعل علي ما تفوه به "فارس" فقط،بل كانت رد فعل علي قوه كامنه بداخل "طه" اتجاهه فهو كان لا يستحق حتي ان تنظر "نور" له،كان فقط يريد استغلالها بكل شتى الطرق الممكنه لديه،وبالفعل هذا ما حدث،كانت قوه كامنه من الغضب،والحزن،والاسى،علي كل ما مرّت به"نور" فهو كان اكبر الاسباب الذي جعلت "نور" تفقد كل شئ قامت ببنائه.
شهقت "غزل" "وقمر" علي ما حدث للتو،وعلي الجانب الاخر جعلت هذه الضربه،تجعل "فارس" في اقصي مراحل الغضب الان،وعندما أتى لكي يسترد حقه من "طه" وقفت امامه:وكان معالم وجهها يعلو عليه،الحذر مما ينوي فعله،فقالت:
اوووووعي تلمسه!
انت فاهم؟
نظر لها "طه" فكان هذا اخر ما توقعه من "نور"،هو يعلم كان "فارس" لديها شئٌ كبير للغايه،وكان يعلم عندما ستكون الحاجز لم يكن هذا الحاجز لاجله!...سيكون ل"فارس".
*لكن علي الرغم من قسوة الواقع،لكنه يجعلنا نرى من هم الذين يستحقون حقًا ان نقف بجانبهم*
تابع فارس حديثها:انتِ بتقفي قدامي عشانه يا "نور" ؟!!
اة؛ وهقف قدام اي حد يقرب منه،انت عارف دة بيعمل عشاني ايه،دة مش عاوز حاجه مني يا فارس،دة عمره ماطلب مني حاجه غير اني بس  اتكلم واقول ايه  اللي جوايا ،وهو يكون عاوز يسمع بس ،دة احترم مبادئي،وتغُيري،مع انها كانت صعبه عليه اكتر منك،ولما انت حاولت اننا نرجع وعرفت وقتها اني التزمت واني في حاجات كتير  اوي هيبقي ليها حدود وهتتغير،بدات تحطلي في حجج واعذار،بدات تطلعني اصلا اني في حد لاعب في عقلي،واني اللي بقوله دة جايباه منين،لكن هو!
هو لا،هو قالي انا عارف وهحترم دة جدا،قالي اني دي خطوه كبيره اوي منك،عشان انت مفيش حد حواليكي ملتزم،قالي اني هو فخور بيا،واني اللي بعمله صح، انت شايف الفرق؟!
وبالرغم من كل دة كانت فعلا صعبه عليه،بحكم اني هو متربي معايا،بيحترم المبادئ دي قدامي وفي غيابي يا"فارس" بيحترمني يا"فارس" وحطتحتها ١٠٠ خط .
ثم اكملت وعلا صوتها اكثر:دة انت ولا عشره زيك يجي ربعه في حاجه،عشان كده لو قربت منه خطوه كمان،انا اللي هقفلك مش هو.
ابتسم "طه" لها بامتنان،وحب حقًا علي ما صدر منها،كانت هذه اول مره منذ سنتين،تقول له هذا الكلام،كان فخور حقًا بها،كل هذه الشجاعه كانت تنبُع منها هي.!
قال لها "فارس" وقد عَلِمَ انها حقًا بداخلها كراهيه شديده اتجاهه:انتِ كرهتيني يا "نور"؟!
لا يا "فارس" انا مكرهتكش ومش بكرهك،بس انت بقيت بني ادم زي اي بني ادم،"فارس" بص انت عمرك ما هتفهمني،عمرك ما فهمتني اصلا ودلوقتي بردومش هتفهمني ،عشان كده لو سمحت وفر عليا انا وانت كلام كتير،وامشي من هنا،"معاذ" موجود ومش عاوزاه يشوف اي تصرف زي دة تاني لو سمحت،فارجوك امشي،قالت هذا "نور" والارهاق تمكن منها الان.
لاحظ "طه" هذا الارهاق عليها فقال:"نور" يلا تعالي اقعدي كلي انت مكلتيش.
انصتت له ثم اخذتها "غزل" لكي تجلس.
تتبع "فارس" الي خطواتها،وكان عقله يفكر فيما صرحت به،وقطع ذلك طه بقوله:هي مش قالتلك امشي!!!!
فتابع "فارس":همشي،عشان مسببلهاش تعب اكتر من كده،بس ضربتك دي مردوده مردوده،وهحاول اما اردهالك،منساش انك ابن ناس ومتستحملش اللي ممكن يتعمل فيك اكتر،ثم ابتسم له ورحل.
                 <<<<<<>>>>>>>>
ازيك يا بابا عامل ايه؟
قالتها والدة "نور" فتابعت،امال فين "مصطفي "مش هو كان بايت عندك؟
أتي الرد من والدها:تلاقيه راح في حته،شويه وهتلاقي دخل علينا.
وقطع تكمله حديثه،"مصطفي" عندما دخل:ايه ياماما عامله ايه،
شوفتي "نور"؟
فتابعت:اة شوفتها
قال لها وهو لا يبتسم،كان وجهه لا يعرف معني،الامل،والابتسام،كان فقط يعرف،معني كل ما هو فاسد،كان يتبع فقط تقاليد المجتمع اليوم،انَّ كل ما كان الانسان،قوي،او مسيطر،كل ما كان محبوب في هذا المجتمع،لذلك كان هو و"نور" لا يوجد لغه تفاهم ،او لغه حوار،لكن علي الرغم من ذلك سيظل شقيقها.
فتابع:هي مش ناويه ترجع البيت ياماما،ازاي هتفضل نايمه عند الناس كده،الواحد بيتغير والله واعلم "قمر" دي اما تتغير توديها هي كمان للتغير دة، المفروض ترجع وسط عيلتها وتكون وسطنا.
تابعت والدته حديثه محذّره له:بقولك ايههههه!
هي فين العيله دي؟
وترجع فين!
ترجع لبيت مشافتش منه غير سواد؟
انت ناسي بعد ما الحمدلله ربنا كتبلها عُمر جديد ايه اللي حصل،الكلام اللي كانت بتسمعه في الطالعه والنازله،بصاتهم ليها وهما شايفين اني  دي واحده مش طبيعيه ،كلامهم اللي زي السم، انا استحملت قرفهم سنين،بس دي بنتي!
انت سامع؟!!
مش هخليها تستحمل قرفهم هي كمان،دول واقفينلها علي الواحده،وبعدين دكتورها قال لازم تمشي من هنا،ويارب احنا كمان نمشي عشان دي منطقه وبيت ما يعلم بيهم الا ربنا.
هاجم والدته بشده علي ما قالت:دكتور المجانين دة مين معلش اللي مفروض نصدقه ونمشي وراه،الله واعلم بيروح لبنتك فين ولا جلسات علاجتها فين،ازاي نبقي قاعدين ومنعرفش هي بتروح وبتيجي منين.
اتي الرد منها مُسرًعا: بص يا "مصطفي" اختك في الزمالك،وانت في المهندسين،يعني خطوتين وتبقي عندها،محدش مانعك انك تروح ٢٠ مره في اليوم،محدش بردو منعك انك تتصل بيها video call تشوف هي بتعمل ايه،لكن انت لا عاوز تسال،ولا تطمن،ولا تروح ولا تيجي،وفالح بس تعلي صوتك،وتتخانق،وتتكلم كل يوم في الحوار.
اسمع يا"مصطفي" بلاش كلمه من دة علي كلمه من دة يفورو دمك،عشان دي اختتتتتك،انت سامعني،ولا انا بس اللي مبيتسمعلش؟!
رحل من امامهم بغضب،وضرب الباب خلفه بقوه.
                        <<<<<<<>>>>>>>>
يلا يا"ميزو" انت عارف انا مش هعرف اخش المنطقه دي اكتر من كده،قالتها "نور" وجعلت قامتها متساويه مع قامت شقيقها.
فتابع هو:طيب يا"نور" مش هضغط عليكي بس انا مش عاوز نفضل كل دة بعاد ومنتكلمش.
تابعت حديثه،وهي ترفع حاجبيَها:يابكااااش،دة انا كل يوم بكلمك FaceTime وبنتكلم بالساعات،وبعدين نتكلم WhatsApp
وبتجييلي ٣ مرات في الاسبوع،وبنخرج في الايام اللي متبقيه،عاوز ايه تاني.
قال لها والدمع تمكن منه:عاوز احضنك وانام يا "نور"،عاوز اقوم من النوم واجي افتح عليكي الاوضه واشوفك،عاوز قبل منام اطمن عليكي،وعاوز اصحيكي علي معاد صلاه الفجر،وعاوز انبهك علي مواعيد الصلاه بقيه اليوم،عاوز نقعد ناكل ايس كريم،ونتفرج علي Moana،عاوز ريحتك تبقي موجوده في البيت تاني يا"نور" دة مش كفايه بالنسبالك؟
ضمت "نور" صغيرها اليها،فهو عندما ولِد كان لا يغفو الا وهو يعانقها،فقالت:قريب اوي هرجع يا "معاذ" اوعدك،ماما خلاص بدور علي شقه في منطقه تانيه،واول متعزلو هاجي و  مش هسيببك ابدا،متعيطش بقي،اول متروح متنساش تكلمني ماشي؟!
وافق علي ما قالته،واخذه "طه" الي والدته.
                   <<<<<<>>>>>>>>>
بنت اخووووويا!!!
نظرت اليها" نور" كانت احدي شقيقات والدها،راتها تهرول اليها،وتضمُها بقوه:عامله ايه ياحبيبت عمتك.
فينك؟
تابعتها "نور" بابتسامه مصطنعه:موجوده ياعمتو،والحمدلله بخير
أتي ردها الذي كان شُعله من النار سقطت علي "نور" دونَ ان تشعُر:بقيتي بهتانه اوي يا"نور" انا مشوفتكيش من ساعت ماجم خدوكي من البيت عشان يودوكي المصحه.

*كيف هذا الواقع،لم يُحطم رقة قلبها حتي الان*؟
يُتّبع💗

حينما يشاء اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن