الفصل الثاني"لماذا لا تصرخي"

55 7 1
                                    

هل ممكن لمسة تكون جُمرة من النار؟

أتي النادل لكي يأخذ من امامها ما تبقي من الطعام،ولكن حدث مع لم يتوقعه هو ايضًا فقد لمس كفها!!!،*لمسه بسيطه احيانًا قادره ان تجعلنا في اسواء حالتنا*..!
<<<<<<<>>>>>>>>>
توقفت له "نور" كانت عيناها علي كفها الذي بالنسبه لها اعتدى عليه،ثابته لا تتحرك،انفها ينزُف تضغط بكل ماتبقي منها من قوة علي يديها التي لم يتم الاعتداء عليها،كان العرق يتصبب منها،وبدات يديها الشمال من كثرة الضغط في ارتعاش متزايد،لا تبكي لا تصرخ فقط صامته،وكأنهم اقسمو ان حتي الصراخ لم يعد من حقوقها.
انتبهت "قمر" لصوت النادل وهو يحاول يجعلها تطمئن هو يعلم من قمر ان حالتها النفسيه ليست في افضل حال،لذلك اخذ يُهدئ من صوته احيانا وفي صراخ احيانًا اخري،كان بين القلق والاضطراب،كان خائف علي عمله،لانه يعلم ان هذه نور،قمر علي استعداد التضحيه بكل شئ وشخص من اجل فقط ابتسامه منها،كل هذا كان في راسه،وقطع كل هذه الافكار والاصوات صراخ "قمر"وهي تهرول نحوها نظرت اليها ولم تعد تستطيع ان تتماسك وهذا جعلها في انهيار وفي وسط هذه الاضطرابات قالت:
نور! مفيش حاجه انت كويسه،بلاش توهمي نفسك،وبلاش اي هلوسه تيجي،اهدي انت تمام هو مكنش قصده وانت عديتي من كل دة يانور اوعي ترجعي للصفر تاني اوعي تهدي السنتين دول عشان خاطر حاجه انت عارفه كويس انها مش حقيقه.
قالت هذا في وسَط بكاء شديد يتعالي مع صوتها،وعلي الرغم من عدم تحكمها في ذاتها الا انها قررت ان تحاول لاجلها فقط،فهي صديقه كل المراحل؛*لكن ليس كل ما نريده يحدث*
تحدثت مع غزل اول شئ:غزل الحقيني نور جالها نوبتها بالله عليكي تعالي انا مش عارفه اسيطر علي نفسي ومش عارفه اعملها ايه البت واقفه وكل حاجه فيها بتنهار ومش راضيه تتحرك خطوه وانا متاكده اني نوبتها دي ماثره علي سمعها بردو،تعالي وهاتي معاكي طه بالله عليكي.
"غزل"كانت الجانب الاخر الذي يعتمد عليه كلاهما،كانت فتاه بيضاء مثل الثلج،عيناها مثل الغزال،كان حقًا كل شئ بها يدل علي ان من اختار لها هذا الاسم كان يري مستقبل ملامح وجهها،كان جسدها في تناسق فهي محاميه جيدة حقًا في كل شئ وعلي الرغم من انَّ قسمها "جنائي" مع ذلك لم يقّل من انوثتها شئ،كان صوت خطاها بكعب رجليها يجعل كل ما لم ينظر ينظر.
اتت ثم هرولت اتجاه نور،مسكت يديها ثم نظرت اليها،اقتربت منها اكثر حتي تستطيع نور تري ما هذا الذي يقترب منها،ثم رأتها،ابتسامتها المشرقه تجعلك لا تُصدق انَّ هذه في تعامل مُستمر مع "مجرمين" طوال الوقت،نظرت لها "غزل" وقالت:
نور! حبيبتي ركزي معايا يانور "طه" قالك ايه؟! خليكي متمسكه في اهدي صوت وسط كل الصريخ اللي في دماغك دة،كلامها جعلت حقًا نور تنتبه لها فأكملت بنبره اكثر شجاعه:دوري عليه وخليه يكون اعلي صدي منهم كلهم.
بالفعل فعلت "نور" ذلك وكان اكثر الاصوات الهادئ،صوت أيه من سوره *القصص*"وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ ۖ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7)
*وكان صوت هذه الايه تعلو حتي فاقت من هذه النوبه*.
<<<<<<>>>>>>>
وصل "طه" اليهم وجد قمر وغزل مع نور في الحمام لكي تجعلها تستيقظ من كل ما حدث،قصَّ عليه النادل كل شئ عندما اتي لكي يسأله ماذا يريد.
علي الرغم من انَّ طه هو اكثر الاشخاص انضباطًا في النفس لكن عندما تصل القصه الي "نور" تنقلب كل الموازين لديه،كان قلق حقًا،يريد فقط ان يراها يريدها هي فقط،ويريد الكون يتوقف عندما تخطو خطواتها لديه،بالفعل خرجت مع قمر وغزل اتجهت للنادل اولا ثم بصوت هادئ ملئ بالخجل،والخوف:انا اسفه؛انا عارفه اني مكنش قصدك،اتي اجابته مُسرعه:انا قلقت عليكي يانور اي نعم اني انا وانت ولا مره اتكلمنا بس وجودك مريح.
قالها بِصدق حقًا،وعلي الرغم من انَّ جملته مليئه بالبساطه الا انها جعلت نور تشعر حقًا بالاطمئنان بداخلها.
ذهبت الي طه ثم جعلته يطمئن ولكن لم ولن يطمئن عليها ابدا يُريد دائمًا ان يكون بجوارها،رد عليها بقلق شديد اريد ان اتحدث معكِ.
قمر وغزل ذهبت وتركتهم هي تريده الان اكثر من اي شئ اخر.
*موج* هذا كان لقب طه لنور فهي حقًا تُشبه الامواج،هي احدي الامواج الذي تساعد البحر علي إغراقك علي الرغم منك.ثم تابع:موج!،اصرخي،اضربي،اتكلمي،زعقي،ليه دايمًا بتختاري انك تسكتي،دة من العوامل اللي مينفعش "يانور" لازم يبقي في رد فعل قوي علي كل حاجه بتحصل داخل قلبك وعقلك،فاهمة!
كان ردها كالعاده بسيط لكي يجعل كل الجلسات تنتهي في ثواني،فقالت بابتسامه تصنعتها بجداره:هحاول
<<<<<<<>>>>>>
تركته وذهبت الي غزل الذي احتضنتها بقوة كالعاده،تترك مكتبها وكل شئ عندما تسمع فقط اسمها.
قمر! كان هذا صوت طه،فزعت قمر فهي تعرف نبرته جيدًا،هي علي اعجاب به،فهو طموح،قادر علي تحمل المسؤليه فهو اخ غزل ويعتني بها جيدًا،هذه صفات تريدها "قمر" وبشده،كان صوته يجعلها تفقد القدره علي التحدث بالمنطق علي الرغم من انَّ عقلها هو العامل الرئيسي في التعامل،لكن امامه! يصمت العقل ويتحدث فقط ما لم يعقل ولا يعرف طريق المنطق*القلب*.
التفتت له ثم قالت: ايه يا طه طمني علي نور كله تمام،لو في حاجه يا طه اتكلم!
رد عليها مُسرعًا بتأفف:ايه يابنتي بقي مش بتتعبي من ام الجمل دة كل اما تشوفي خلقتي مهو لو فيه حاجه انا هتصرف جماعه انتو ناسين اني انا الدكتور مش انتو؟! قالها بابتسامه جانبيه،جعلها تُهدئ من روعها ثم تابعت:طب قول بقي عاوزني في ايه؟
قالت قمر في داخلها:اخيرا هيتكلم،بعد سنتين وانا بلف وراه هنا وهنا ومهتمه بكل تفصيله ليه ومعاه في كل حاجه اي نعم انا بس معجبه بس المهم اني عاوزاه.
قاطع شرودها ثم قال:لا انا مش افوق واحده تطلعلي التانيه فوقي كده عشان انا عاوز اقولك حاجه،تابع بتوتر،وخجل ،نظر الي الارض ثم قال:انا بحب "نور" وعاوزك انت اللي تجمعينا سوا
*اصعب الكوارث هي التي تأتي بالتدريج،ودون سابق انذار*
يُتبع💗

حينما يشاء اللهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن