الفصل السابع (شيطان في هيئة بشر)

80 10 39
                                    

مَا تَعَثَّرْتُ ارْتِباكًا يا حَصَى 
أَوْ جُنُوحًا لاخْتِصَارِ الأَلْفِ ميلِ 

لَيْسَ ذَنْبِي أَنَّ دَرْبِي ما اسْتَوَى 
كَانَ ذَنْبِي ثَوْبُ أَحْلامِي الطَّوِيلِ

____________________

في مكانٍ معزول عن الأعيُن كان يجلس أربعة رجال في هيبة مُعتادة و ملامح الجدية تعلو أوجههم ، أول من بدأ بالحديث كان رجل يُدعى "أيمن" الذي أردف بجدية شديدة :
_ الموضوع دلوقتي بقى مُعلن ، يعني لازم ناخد حذرنا في أي خطوة هنتحركها ، إحنا مستنيين الفترة دي بقالنا سنتين بلاش نبوظها في الآخر .

أيده الرجل الذي يجلس بجواره  و الذي يُدعى "حسن" :
_ أيمن معاه حق ، عايزين كل واحد فينا يخلص من الحوار دا يبقى ناخد بالنا و خصوصًا إننا مش بنلعب مع حد نقدر نحركه بمزاجنا ، لو فلتت مننا هيحركنا و يحرك اللي جابونا .

أومأ له الباقي بينما أردف "أسامة" بغموض :
_ أنا قصدت إننا نتجمع إحنا الأربعة بس عشان الحوار بدايته من عندنا و نهايته ان شاء الله ، الورق و الملفات و العقود و الفيديوهات موجودة في المكتب اللي في الجيزة ، و معايا 3 نسخ منهم بس الأصلي هناك .

رد عليه "منذر " يخبرهم بالمخطط :
_ ركزوا معايا ، حسن و أسامة هيجيبوا الصندوق من الخزنة و هيدوه ليا و أنا هكلم أيمن يعدي ياخده مني في مكان مختلف و بعدين هيروح هو يسلمه و بعدين هنبعت حد من هنا يتابع إيه اللي هيحصل من غير ما حد يتدخل .

رد عليه "حسن" معترضًا :
_ أنا شايف إن المفروض يبقى في حد واحد هناك عالأقل عشان تمشي زي ما إحنا عايزين ، لو وقفنا نتفرج من بعيد مش هنستفاد حاجة لما نلاقي الموضوع إتشقلب في ثواني و محدش عارف يتحرك .

رد عليه "أسامة" :
_  مين هيروح ؟! .

أردف "أيمن" بعد صمت دام لثوانٍ :
_ أنا.

رد عليه "أسامة" :
_ متأكد إنك هتقدر ، إنت لسة يادوب فايق .

لاحت على وجهه إبتسامة خبيثة ثم أردف :
_ جربني .

إبتسم الجميع بخبث و ثارت روح الإنتقام في نفوسهم جميعًا و قد حل الفضول للمستقبل محل  التساؤلات التي لطالما لم تترك عقولهم ، و أصبح الطريق واضِحًا حتى لو كانت حقيقته مُرعبة ، لكن الطريق وُجِد .

________________________

في المساء عادت "ليلى" إلى منزلها الجديد بعد يوم شاق لتنتزع حذائها بسرعة ثم دلفت إلى غرفتها  بإرهاق شديد حتى أنها لم تستمع إلى "سعد" الذي كان يتحدث معها ، بدلت ثيابها ثم قامت بالوضوء لتأدية صلاتِها ثم تحركت إلى المطبخ لتحضر لها و لأخيها "شاي" و معه الكثير من أوراق النعناع الطازجة ، و بعد مدة خرجت إلى الصالة ثم أردفت موجهة حديثها إلى "سعد" الذي كان يتمدد عالاريكة  :
_  تعالى عالبلكونة .

الليل المؤنِس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن