الفصل الثامن (أما لهذا الليل من فجرٍ؟)

72 10 10
                                    

ابلغ عزيزا في ثنايا القلب منزله
اني وان كنت لا ألقاه ألقاه
وان طرفي موصول برؤيته
وان تباعد عن سكناي سكناه.

__________________________

بعد مرور إسبوعًا من الأحداث المشحونة كان "فريد" يقف في مكانٍ مُظلم بعض الشيء لا يوجد به سوى شعاع خافت من الشمس الذي كان يقف حائلًا بين "فريد" و ذلك الشخص الذي يجلس على المقعد أمامه بهيبة و ثقة شهدها "فريد" من قبل :
_ أستاذ "فريد" و لا نقول الأستاذ الخاين بقى؟.

رد عليه "فريد" بثباتٍ :
_ قول اللي تقوله ، بس إسمع مني .

حرك ذلك الشخص جسده للأمام ثم شبك أصابعه ببعضها و أصدر صوتًا يحثه على الإكمال :
_ الورق دا فيه كل حاجة "تامر" عملها من يوم ما كان بيشتغل تحت طوع الناس ، من قبل ما يتفرد علينا يعني .

نظر له ذلك الشخص نظرة عابرة ثم أمسك الورق بيده ليجد فيه مثل ما قال "فريد" ليقول بثباتٍ معهود :
_ و إنت طلعت بيه إزاي؟.

رد عليه "فريد" :
_ بقالي سنتين بحفر في الصخر عشان أجيبه ، و لما جت ليا الفرصة إني أخلص خلصت .

أردف يسأله بخبث :
_ و إنت عايز تخلص ليه ؟؟.

رد عليه "فريد" :
_ عشان دي مش شغلانتي ، و لا دا الطريق اللي كنت حابب أتنفس في الدنيا فيه .

نظر ذلك الشخص أمامه بغموض ليردف "فريد" :
_ دا فيديو للعملية اللي "تامر" قام بيها من سنتين ، لما نصب على "أيمن" صاحب شركة *** اللي إبنه حالًا بيحاول يحييها من تاني .

سحب الهاتف من يد "فريد" ثم نظر فيه و هو يشاهد "تامر" يقوم بسرقة بعض الأشياء ثم قام بلكم الشخص الذي يجلس على المقعد حتى أفقده وعيه .

إبتسم ذلك الشخص بخبث ثم أردف :
_ و إنت عايز مقابل ؟.

رد عليه "فريد" بغموض:
_ليلى .

نظر له بتساؤل ليتابع "فريد" حديثه :
_ المقابل "ليلى" ، بلاش تأذييها ، اعتقد إنها مش مهمة دلوقتي بالنسبة للحاجات اللي جبتهالك ، و أنا وأنت عارفين إنها مش فارقة مع "تامر" في حاجة عشان كدا لما قولتله يجيبها ليك كعقاب ليه عاللي عمله هو مترددش ثواني ، يبقى إلعب باللي هيوجعه .

أردف الشخص بتساؤل :
_ و إنت إيه علاقتك بـ "ليلى" ؟؟.

رد عليه "فريد" بصراحة تامة فـ هو لا يريد أن يختلق الأكاذيب لعلمه بخطورة الشخص الذي أمامه :
_متخصنيش ، أنا لعبت مع إبن عمتها و قولتله يجيب فلوس مقابل إني أديه حاجة تخص "تامر" ، بس إنتوا هتسبقوه و تشوفوا حواركم مع "تامر" ، يوم العملية هجيبلك "ليلى" أنا و "تامر" عشان ميشكش في حاجة ، إنت هتديني "ليلى" و هتتصرف معاه .

الليل المؤنِس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن