حب سجين الماضي

part 1

"صباح الخير اسطنبول أتمنى أن يكون هذا اليوم يوم خير عليك ، اما انا فمتأكدة انه ليس يوم خير لي ، فحياتي اصبحت كلها روتين في روتين ، لقد ودعت الخير والفرح منذ وفاة أمي ، لقد دفنت جثتها وقلبي معها لاصبح مثل القطب الشمالي بدون مشاعر ، لولا ذلك الصغير لكنت التحقت بامي وأبي بدون تفكير ، لكني لااستطيع ان أعرض يتيم اب وام الى يتم اخر ، اه كم ان هذه الحياة ظالمة ، كنت اسمع انك انت الظالمة ياعزيزتي اسطنبول لكن اتضح ان الحياة برمتها ظالمة ، فلامكان للملائكة في حضور الشياطين "
واقفة في شرفتها تتحدث مع اسطنبول حديثها الصباحي المعتاد ، فرغم الزحمة التي تعرف بها اسطنبول وضجيج سياراتها إلا أنها تحبها ، أجل تحبها بجميع عيوبها ، فلكل شيء سلبيات مثلما له ايجابيات ، أفرغت مافي قلبها لمن تسمع بدون مقاطعة ، وتخبأ بدون بوح ، فالسر لايباح الا لصديق ابكم ، ثم رشفت رشفة من قهوتها لتجدها باردة ومتجمدة
- ياالهي لقد بردت قهوتي من ثرثرتي يجب أن أجددها فلايمكن ان ابدأ يومي بدونها
دلفت الى الداخل واتجهت إلى المطبخ جددت قهوتها ثم عادت للشرفة ، جلست ووضعت كوبها في يدها وغاصت في الاوراق تقرأ كتابها وتغذي روحها ، فالروح متعطشة للغذاء اكثر من الجسد ، لتنظر بعد ساعة الى ساعتها وتجدها السابعة
- لقد حان وقت المعركة ، معركة الحياة 
أغلقت كتابها وأغلقت شرفتها ومتنفسها الوحيد لتتجه الى المطبخ وتبدأ معركتها مع الحياة ، الركض من مكان لمكان فالحياة هكذا كلها ركض وراء ركض منذ أن نفتح عينينا الى ان نغلقها ، نركض الى ان يقطع نفسنا ونغادر الى دار البقاء
جهزت الافطار ووضعته على الطاولة ، افطار يليق بفتاة لا تعرف الطبخ ، فسحر والطبخ خطان متوازيان لايتقاطعان في أي نقطة ، حاولت كثيرا لكن كل محاولاتها بائت بالفشل لتستسلم وتتوقف عن اضياع وقتها ، وتعتمد على المطاعم والمخابز فكل ماتشتهيه النفس موجود وبسرعة خيالية ، ثم توجهت لتوقظ اخيها او باصح التعبير تقيم الحرب معه ، فذلك الصغير بينه وبين النوم قصة عشق لاتنتهي ، فتحت الباب ودخلت لتغرق قدمها في كومة ألعاب ، فوق ماهو كسول فوضوي ، سحبت قدمها بصعوبة بالغة من تلك الكومة لتصل إلى سريره ، مددت يدها ومررتها على شعره المجعد الفحمي محاولة ايقاظه واخراجه من عالم الاحلام لكنها لم تستطع ، لتغير طريقتها فالطريقة اللينة لاتنفع معه
- يوسف حبيبي هيا استيقظ
- خمس دقائق فقط
- هيا استيقظ ياوسيمي والا استعملت طرقي الخاصة
- لاأريد
- سقط الذنب عني
- آف ماذا ستفعلين؟؟؟
- احزر
- لالالا حسنا استيقظت
- جيد هيا الى الحمام اغسل وجهك وفرشي أسنانك ثم توجه إلى طاولة الإفطار
- آف حسنا
- توقف عن تأفأف
دخل الحمام وهو لايزال يتأفأف رغم انها منعته ، فذلك العنيد يفعل كل ماتمنعه اخته ، بعد أن انتهت اصعب مهمة في اليوم بقيت المهمات الفرعية ، فقد البسته زي المدرسة بعد أن خرج من الحمام وسرحت شعره الفحمي ، فرغم صغر سنه الا انه يهتم بشكله جيدا ويحب دائما أن يظهر في صورة جيدة كي يسرق قلوب الفتيات خاصة لين
- الان اصبحت جميلا
- ستعجب لين بي اليس كذلك؟؟؟؟
- طبعا ياوسيمي
- وشعري هل هو جميل ؟؟؟
- جميل جدا
بعد أن تجهز الوسيم اخذته ليتناول افطاره ، وان كانت تقيم معه الحرب العالمية الثالثة من أجل أن توقظه ، فارغامه على شرب الحليب وانهاء افطاره بمثابة الحرب العالمية الرابعة ، لتتوجه بعد انتهاء تلك الحرب الى غرفتها من أجل أن تجهز نفسها ، وقفت أمام خزانتها مطولا تنظر في حيرة فهي لاتعرف ماسترتدي اليوم ، لتطرق على الباب طرقات خفيفة ، اذنت لطارق بان يدخل ليجلس على السرير وينزل شفته السفلى بحزن وعلى لسانه يوجد ألف كلام وكلام
- اختي
- نعم حبيبي
- لماذا اصبحت طبيبة ؟؟؟؟
- أصبحت طبيبة لاحقق حلم أبي فلقد كان دائما يطمح لان يراني طبيبة مشهورة
- ولكن انا لاأعرف مااريد ان اكون
- لاتحزن ياصغيري فأنت لازلت صغير وعندما ستكبر ستنجذب لشيء معين وتجد راحتك فيه
- مثل ماذا ؟؟؟؟
- لااعرف ولكن شيء تحبه
- أنا ايضا أريد أن احقق حلم والداي ، بالمناسبة ماكان حلم أمي
- امي كانت دائما تطمح ان تراك رجل صالح يحارب الاشرار ويقوم بالخير
- الشرطة هم من يحاربوا الاشرار
- هل تريد أن تكون شرطي؟؟؟
- اجل من أجل أن احقق حلم أمي مثلما حققت انت حلم أبي
قفز يوسف من على السرير بفرح كأنه امسك بيده مصباح علاء الدين ، ليلتفت الى سحر قبل ان يخرج
- الشرطة تستطيع مساعدة جميع الناس اليس كذلك؟؟؟؟
- اجل عزيزي
- ويمكنها أن تعيد لنا أي شيء فقدناه اليس كذلك؟؟؟
أومأت له إيجابا ليخرج مسرعا ، وتخرج من داخلها تنهيدة قوية
- ليتنا يااخي نستطيع استعادة كل مافقدناه بهذه البساطة
          
              💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫