part 13

128 9 0
                                    

كان يقف بجانب سيارته يراقب ساعته بين الفينة والاخرى ، الى ان رن الجرس وبدأ الطفال بالخروج ، ليرى ذلك المجعد خارج رفقة فتاة في عمره ويتكلمان
- ايها المجعد
- اخي يمان
- الى اللقاء يوسف
- الى اللقاء لين
- اوه سيد يوسف من تكون هذه الفتاة
- انها صديقتي
- حقا ؟؟؟
- اجل
- جميلة جدا
- اعرف
ابتسم له ليضعه في السيارة ويجلس بجانبه
- الى اين تريد أن نذهب ؟؟؟؟
- لا اعلم ، اختر انت المكان
- لا ، اريدك انت ان تختار المكان ولكن اولا يجب ان نختطف فتاتي
- من تكون فتاتك ؟؟؟؟
- سحر
- حقا !!! هل اختي هي فتاتك ؟؟؟
- اجل
- وهل اختي يعجبها هذا اللقب ؟؟؟؟
- بالطبع
- وهل يمكنني ان انادي لين بفتاتي ؟؟؟؟
- على رسلك ياصديقي ، فما قطعته انا في سنين انت تريد ان تقطعه في دقيقة
- لم افهم
- عندما تكبر ستفهم
اوقف احمد السيارة امام العيادة ليترجل يمان رفقة يوسف ويدخلا الى الداخل
- هل لديك موعد سيدي ؟؟؟؟
- لا ولكن الطبيبة سحر في انتظاري
- مااسمك سيدي
انغمست السكرتيرة في حاسوبها تنتظر ان يملي عليها اسمه لكنه امسك يد يوسف وتوجه الى المكتب ودخل لتلحق به
- ايها السيد توقف ماذا تفعل ؟؟؟
- يمان !!!
- استاذتي هل انادي الامن هذا السيد دلف الى هنا بدون موعد وآثار المشاكل
- لا داعي للامن ، اذهبي الى عملك انا ساهتم بالباقي
- حسنا استاذتي
خرجت السكرتيرة لتغلق سحر البال وتنظر ليوسف ويمان بغضب
- اختي نحن لم نثر اي مشاكل انها تبالغ فقط
- انت الايجب ان تكون في البيت مع مليس
- انا اتصل بها واخبرتها اني انا من ساقل يوسف الى البيت
- ولكنها لم تعلمني
- انا طلبت منها ذلك
- على كل حال ماذا تفعلان هنا ؟؟؟؟
- اتينا لخطفك
- ماذا ؟؟؟
- هيا يااختي لنذهب ونقضي وقتا ممتعا
- الايمكن ان تذهبا لوحدكما رجل لرجل
- بالطبع لا نحن نريد ان تذهبي معنا 
- اجل اختي كالعائلة
- ولكن لدي الكثير من العمل
- الايمكنك ان تأجليه
تنهدت سحر بقلة حيلة ووافقت ليغادروا ، وبعد أخذ ورد وتشاورات قرروا وجهتهم ، ليذهبوا اليها اخيرا
اوقفت السيارة امام مزرعة كبيرة للخيل وتوجهوا الى الداخل ، ليرحب صاحبها بيمان ويرحب بضيوفه  ، وياخذهم في جولة في اركان المزرعة والاستمتاع بجمال المهور ، ليقرر يوسف ان يجرب امتطاء الخيل فيساعده مروض على ذلك ويقوم بجولة في الساحة وسحر ويمان يراقبانه
- انت تهمل عملك من اجل اسعاد يوسف
- من اخبرك ان يوسف السعيد فقط ، فانا اجد سعادتي معكما
- كان حلم ابي ان اصبح طبيبة ، ومن اجل هذا العمل سعي كثيرا وعندما حصلت على شهادة الباكالوريا بعثني الى فرنسا وثابر وفعل المستحيل لادرس في احسن الجامعات ، وانا من اجله صبرت على الكثير ، على مرارة الغربة واشتياق لحنان والديا والحنين الى ارض الوطن ، لكنه غادر هذه الدنيا قبل ان يراني ارمي قبعة التخرج في الهواء وارتدي الوزرة البيضاء ، فاتيت الى جنازته مكسورة الجناحين لاعود الى فرنسا وانهي دراستي ليس اكراها من احد وانما رغبة مني في ان احقق حلم والدي وان لاادع مجهوداته تذهب سدا ، ولكن في سعي الى هذا خسرت الكثير ومن بينها لحظات لاتكرر كولادة يوسف وخطواته الاولى ولحظاته الاولى ، والاهم من هذا وذاك خسرت امي ، ملجأي الوحيد ونبع الحنان ، كسرت للمرة الثانية واصبحت اخاف من الفقدان ، ففقدان والديا خلف في قلبي جرحا لايداويه الزمن ، لاضع على قلبي حجرة واتغير واقسو على نفسي لاستطيع تحمل المسؤولية التي اسدلت على عاتقي واعتني باخي اخر فرد لي من عائلتي ، واتشبث به بحذافيري كي لاافقده واذوق من مرارة الكاس مرة اخرى ، الى ان دخلت حياتي وبدات افتح قيودي شيئا فشيئا وامنحك ثقتي الى ان كسبتها كليا واصبحت جزئا من حياتي وحياة امانتي ، وهذا الشيء لا اعرف بأي خانة اجرده فانا حقا خائفة كثيرا ان اندم على ثقتي التي منحتها لك وان تذيقنا من الكاس الذي سعيت جاهدة في ان لايحرق حلقي مجددا ، فلا انا ولا يوسف سنستطيع عيش الفقدان مرة اخرى ، ان كنت ستذهب بعد ان جعلت قلوبنا تتعلق بك فلا تفعل ، فانت اصبحت مثل الادمان حلوا من الرشفة الاولى وصعب الاقلاع
- اسمعي يافتاتي ان كنت تخافين من الفقدان مرة فانا اخافه الف ، ففقدانك او خسارتك بعد ان وجدتك هاجسا يمرر عيشتي ويهربي نومي ، لا استطيع حتى تخيل ذلك فحتى في الخيال لااستطيع واحس بروحي  ستسحب من جسدي لذا ابقي بجانبي ودعيني اقر عيني بك ولا تجعلي مخاوفي حقيقة فلا انا ولا انت نستطيع على ذاك
ابتسمت له كانها تطمئنه وتطمئن نفسها ان ماهما فيه حلم جميل غير قابل للادثار ، وان عليهما ان يعيشانه بجميع اجزاءه والاستمتاع بلحظاته وعدم التفكير في الاستيقاظ او الواقع المر
مد يده لها كانه يشاركها رأيها ويريد ان يستمر في الحلم وان لايسيقظ منه ابدا ، لتضع يدها على يده ويسحبها خلفه مبتسما ابتسامته الساحرة
- الى اين ؟؟؟؟
- لنستمتع بكل لحظة وبكل ثانية نقضيها
- ولكن يوسف
- يوسف في ايد امينة لاتخافي عليه
- حسنا
وافقت السير خلفه لياخذها لتغير ثيابها وتتجهز كفارسة على اهبة الاستعداد ، ليستعد هو الاخر وياخذ حصانه الأبيض ويذهبا في جولة في المروج الخضراء ، يسارع الرياح ويحفر الارض بحذافيره ، ليتطاير شعرها الكستنائي في الهواء ويجعل ليمان فرصة لاستنشاق عطره ، كانن تركب امامه على ضهر حصانه مستمتعة بالركض من مكان لاخر ، كانها تطير في السماء غير مبالية بما يحدث في الأرض فهي تريد ان تعيش هذا الحلم حتى لو عاشته في السماء
انتهت الجولة وانتهى اليوم ليوصل يمان سحر الى البيت ، ويضع يوسف في فراشه ذلك الصغير الذي ارهقه اللعب واتعبته هذه السعادة المفرطة لينام ويريح جسمه الصغير ويستقل قطار الاحلام
اغلق الباب ليدع يوسف ينعم بنوم هنيء ويهم بالمغادرة لتستوقفه سحر 
- هل انت ذاهب ؟؟؟؟
- اجل يوجد لدي عمل كثير في الغد ويجب ان اذهب واجهز للاجتماع وانام ساعة او اثنتين قبل الذهاب الى العمل ان كان مقدرا لي
- لقد شغلت نفسك بنا ونسيت عملك الى ان تراكم عليك
- اخر مرة اسمعك تتفوهين بهذه التفاهة
اقدم ناحيتها وقبل خدها بهدوء ثم انسحب ليكلمها قبل ان يغادر
- تصبحين على خير فتاتي
ودعها ثم ذهب لتغلق الباب وتتكأ عليه مراقبة صدرها الذي كان يعلو ويهبط وانفاسها المتسارعة
- تصبح على خير ياحلمي الجميل
وضعت يدها على قلبها محاولة كتم صراخه وتخبطاته لكن بدون جدوى لتبتسم ابتسامة بلهاء تعلم نفسها انها وقعت شر وقوع ، ولا تعلم ان كانت وقعت في الحب ام وقعت منه

حب سجين الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن