part 3

146 9 0
                                    

نظر اليها مطولا من مرآة السيارة الى ان اختفت ليعيد نظره الى ذلك المجعد الذي يجلس في المقعد الخلفي ويمسك بيده قطته لايتكلم لكن نظراته تتكلم وتقص الخوف الذي يحاول اخفاءه ودموعه التي يمنعها من السيلان ، ليفتح له يمان الباب بعد أن وصلا إلى القصر
- هيا انزل
انصاع يوسف اليه ونزل ليبحث عن سحر بنظراته مترجيا رؤيتها لكنه للاسف لم يراها في أي مكان
- هيا ايها المجعد تحرك
تقدم يمان إلى باب قصره الكبير ودخل ليتبعه يوسف بخطى ثقيلة الى ان وصلا إلى الصالون حيث كانت باتول ترتشف قهوتها
- يمان ابني لماذا عدت ؟؟؟ ألم تكن ستذهب للعمل
- لا لم اذهب لقد طرأ لي عمل مهم
- اي عمل هذا
توقفت عن الكلام بعد أن رأت ذلك الصغير الخائف يقف عند الباب ويضع عينيه في الأرض
- ياالهي من هذا الطفل ؟؟؟
- هذا المجعد سيكون تحت مسؤوليتك اليوم
- ومن يكون؟؟؟؟
- امي اهتمي به جيدا ولاتكثري الأسئلة
- هل اختطفته؟؟؟
- لاحول ولا قوة الا بالله
- هيا تكلم وقل من أين احضرته ان لم تكن اختطفته
- امي اهتمي بالطفل فقط ولاتهتمي لشيء اخر
تقدم يوسف ليقطع حديث الام وابنها المتشاحن ويقول بصوت حزين
- اريد ان اذهب إلى البيت
- انت لن تذهب ولكن امك ستاتي لاخذك
رمى كلامه البارد والتفت غير ابه لمشاعر ذاك الصغير لتشل حركته تلك الجملة المنكسرة وتجعله يقف في مكانه
- ولكن امي في الجنة لن تستطيع القدوم لاخذي
- ماذا ؟؟؟؟
لم يفهم كلام يوسف او لم يستطع تقبله لتصرخ امه في وجهه وتركض لتحتضن يوسف
- اه يمان اه ماذا فعلت لهذا اليتيم ؟؟؟
احتضنته ليبكي يوسف ويسمح لدموعه المسجونة بالسيلان
- لم أفهم
- هل فقدت عقلك ام ماذا ؟؟؟؟ الطفل فقد امه ما الشيء الغير مفهوم في كلامه
- وتلك الفتاة التي كانت معك من تكون
- سحر اختي وليست امي
- اختك اذا
- هل يمكن ان تشرح لي مايحدث ؟؟؟
- امي اهتمي به جيدا ولاتدعيه يغفل عن نظرك
- يمان
زفرت باتول بغضب فابنها صعد لغرفته وتركها تتكلم وحدها لتمسك يد يوسف وتجلسه في الصالون وتمسح على شعره لتنادي الخادمة وتطلب منها أن تحضر له شيء يأكله 
صعد إلى غرفته واغلق خلفه الباب ليتجه الى شرفته ويستمع إلى الكلام الذي بداخله
- كيف يكون ذلك الطفل يتيم وكيف يكون اخاها ؟؟؟؟ هل يعقل أن تفعل هكذا من أجل اخيها ؟؟؟ هل الاخوة هكذا ؟؟؟؟ من أين لي أن اعرف فأنا ليس لي اخ ، لابد انها هكذا فالاخت بمثابة نصف الام مثلها مثل الخالة
زفر بقوة ليردف : لا يهم صلة القرابة بينهما كل مايهمني ان ذلك المجعد هو اليد التي تؤلمها ونقطة ضعفها ، حتى لو لم تكن امه فهي مارست له الأمومة وذلك واضح من لهفتها وخوفها عليه
رمى تلك الأفكار من عقله ثم اتجه إلى الحمام ليستحم ، وقف تحت رشاشات الماء لتنزل عليه قطرات الماء كالمطر ، اوقفها بسرعة بعد أن حركت تلك القطرات ذاكرته ، امسك رأسه بألم ثم لف المنشفة على خصره وخرج بسرعة ، اخرج من درج مكتبه المتواجد بغرفة العمل حبة دواء ورماها في فمه ليلحقها برشفة ماء ، جلس قليلا لتهدأ تلك الضجة التي في راسه ليتوجه بعدها الى غرفة الملابس ويغير ثيابه
              
             💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫

حب سجين الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن