فتحت جفنيها عن العينين الناعستين لتتسلل العتمة اليهما كما لو ان عينيها لاتزال مغمضتين ، استغربت من هذه الظلمة لتفرك عينيها مرارا وتكرارا بحثا عن خيوط النور ، لكن بدون فائدة اصبحت الأفكار تأخذ بها وتأتي هل لاأزال نائمة ام اني فقدت بصري؟؟؟؟ شلت حركتها الفكرة الاخيرة لتزدرف ريقها برعب ، فقررت أن تستعمل حاسة أخرى بما أن حاسة البصر معطلة لتتلمس المكان ، كان ملمسه ملمس جلد اتضح من خلاله انها تجلس على أريكة جلدية ، فكرت كثيرا في المكان لكنها لم تستطع تحديده من خلال الاريكة ، فالارائك ليست محصورة في مكان واحد ، اشرق ضوء امامها فجأة كان قوي الى حد اختراق مقلة العين ، وضعت يدها على عينيها حاجبة اشعته كمن أطال المكوث في الظلام ليصطدم بنور الشمس القوي ، لحظات فقط واعتادت عليه لتزيل يدها ببطأ شديد مكتشفة مايوجد خلفه ، كان صنم بشري مخيف لايتحرك يحدق بها فقط بعيونه السوداء المظلمة ، بجسمه الضخم وهالته المخيفة كان يجلس على الكرسي ويضع قدم فوق الأخرى ويراقبها في صمت ، صمت رهيب الى حد اللعنة يبشر بعواصف وكوارث قادمة ، لم ترد الانتظار او السماح لخوفها بالسيطرة عليها فاستقامت واتجهت نحوه وبعد ان جمعت شجاعتها صرخت في وجهه
- من انت؟؟؟؟ و لماذا احضرتني الى هنا ؟؟؟
اكتفى بنظرة باردة واجابة جافة واكثر برود ممزوجة بالغرور والافتخار
- يمان كريملي
- يمان كريملي كيف نسيت ذلك ؟؟؟؟ انت من تبعث لي رجالك منذ اسبوع للضغط علي واليوم قررت أن تدخل الخط وتختطفني كي تمارس علي اساليب اقناع تليق بمقامك وتجعلك تستمتع برؤية الخوف في عيني لكنك لن تحصل على ذلك فانا لااخافك يمان كريملي
كان ينظر لها باستمتاع كمن يشاهد مسرحية ومنسجم معها ، لكن بروده آثار مخاوفها التي تسعى جاهدة لاخفاءها خلف صراخها ، لتخرج هاتفها من جيبها محاولة التمسك باخر طرف خيط واستعماله كتهديد
- سأتصل بالشرطة وأخبرهم بخطفك لي وتهديداتك المستمرة
- يمان : لاتنسي ان تبلغيهم سلامي
- هل تظن أن اسمك ومالك سينفعانك ويشتريان الجميع ؟؟؟؟
ادخلت رقم الشرطة واتصلت ليجيبها شرطي ، كان كل شيء جيد إلى أن سمع اسم يمان كريملي ليتجنب الكلام اليها ويفصل الخط ، بقيت تنظر ليمان بدون فهم ، ليستقيم اخيرا من مكانه ويقترب منها وتتسارع دقات قلبها مع اقترابه ، ليصبح قبالتها ولايفصل بينهما الا سنتمترات
- أعطيتك فرصة لتتكلمي وتستغليها لكنك مثل الببغاء كنت ترددين الكلام فقط حتى الشرطي سئم من ثرثرتك وفصل الخط في وجهك ، تحاولين اظهار نفسك قوية لكنك اضعف من ذلك بكثير انت مثل العصفور المرتجف دقات قلبك تسمع في صدري وانفاسك المتصاعدة تثبت صحة كلامي
- ماذا تريد مني ؟؟؟؟
- الآن بما أن عقلك عاد إلى رأسك فبامكاننا ان نتكلم او بالأحرى تسمعين لي فأنت فقدت فرصتك في الكلام
- قل ماتريد فأنا لن اغير رأيي
- هل أنت متأكدة؟؟؟؟
- مئة بالمئة
- ولماذا ؟؟؟؟؟
- لأنني لاأريد أن اكون طبيبتك الخاصة
- ستكوني طبيبتي الخاصة شئت ام أبيت
- في احلامك
كان غضبه واضحا فناره كادت أن تحرق سحر لكنها تشبث لاخر لحظات فلن تسمح لنفسها أن تضعف أمامه ، لينتشل عقدها بقوة من عنقها وتسقط عينه على صورة يوسف ، حاولت استرجاع العقد لكنه كان محكم قبضته عليه وطوله لم يساعدها أيضا
- طفل جميل
- اعد لي عقدي
رمقها بنظرة أخيرة ليرمي بعدها العقد في الارض ، وقع ووقع معه قلبها لتنزل الى مستواه وتنتشله بسرعة لكن ذلك الصنم سبقها ووضع قدمه عليه وحرك حذاءه يمين وشمال الى ان كسره ليكلمها من الأعلى
- إن لم تفعلي ماأملي عليك فسأفعل مع هذا المجعد مثل مافعلت مع العقد
كم كان وقع كلماته قويا على قلبها فقد ضغط على الوتر الحساس ، امسك نقطة ضعفها وفاز بالمعركة من اول جولة ، لترفع الأخرى الراية البيضاء راية الاستسلام وتسمح للدموع بالسيلان كالوديان وتبليل وجنتيها ، وتنظر له نظرات ترجي بوجهها الحزين الذي عصف به وغابت شمسه ليترك لها العقد ، ازاح قدمه وعاد لكرسيه لتجمع فتات ذلك العقد وتخرج مسرعة ، ما إن فتحت الباب حتى ادركت المكان فهي الان في شركة لكريملي ، نزلت الدرج راكضة الى ان وصلت البوابة الرئيسية لترمي بنفسها خارجا وتضع يدها على قلبها الذي كان سيفر من مكانه وتطلق شهقات حزينة
استقام من مكانه بعد أن لفت انتباهه شيء في الأرض اقترب إذ بها صورة ذلك المجعد قد وقعت من العقد ، رفعها من على الارض وسار الى الحائط البلوري ليلمحها في الخارج تضم اليها العقد وتبكي
- اكبر نقطة ضعف عند المرأة هي الأمومة وانت يادكتورة كشفت عن نقطة ضعفك وجعلت هذا المجعد ورقة رابحة في يدي استعملها لأحرق روحك وانتقم منك شر انتقام
💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫💫
أنت تقرأ
حب سجين الماضي
Mystery / Thrillerفتحت جفنيها عن العينين الناعستين لتتسلل العتمة اليهما كما لو ان عينيها لاتزال مغمضتين ، استغربت من هذه الظلمة لتفرك عينيها مرارا وتكرارا بحثا عن خيوط النور ، لكن بدون فائدة اصبحت الأفكار تأخذ بها وتأتي هل لاأزال نائمة ام اني فقدت بصري؟؟؟؟ شلت حركتها...