part 18

111 7 0
                                    

خارت قواي واحسست ان روحي تسحب من جسدي ، لااعرف الى متى استمريت في الصراخ وضرب راسي كالمجنونة لكن مااعرفه ان صراخي ذاك لم يشفي غليلي ولا اطفأ النار المشتعلة في قلبي ، بكيت الدم بدل الدموع ، بكيت يتمي وفقداني لامي ، بكيت مقتل امي الذي لم اشهده لكنه كان مكتب لي ان اشهده الليلة وارى امي لاخر مرة وهي تقتل امام عيني واسمع صوتها لكنه ليس فرحا وانما صرخة باكية ، بكيت حبيبي الذي اعطيته قلبي ومنحته الحق في التدخل في حياتي ومشاركتي اصغر تفاصيلي واخي الذي تعلق به كثيرا لكنه هو في الحقيقة قاتل امي وسبب في عذابي الذي دام لثلاث سنوات
لم استطع ان انتشل نفسي من الارض الا عندما سمعت طرقات على الباب وذهبت لارى من الطارق وغالبا احمد ، فشعرت للحظة انني ساقع فقدماي كانت مثل الهلام ، لافتح واجد امامي احمد الذي كان مصدوم من حالتي
- انسة سحر هل انت بخير؟؟؟؟
- اجل
- جئت لاصطحابك ان كنت جاهزة
- اعرني دقيقة واحدة
عدت الى الداخل ومسحت دموعي بعنف لااريد ان اتسرع ولا ان اظلمه ساواجهه رغم ان المواجهة الان اشبه بعملية انتحار ، اخذت حاسوبي وذلك القرص المشؤوم ورافقت احمد ، لقد كنت طوال الطريق افكر في مايحدث وانا مثل البلهاء غير متقبلة لما حدث قبل لحظات
وصلت الى المكان لقد كان مكانا رومانسيا مزين بالشموع والورد الاحمر ، وهناك يمان الشخص الذي بحثت عيناي عنه قبل اي شيء ، فلم يهمني شيء مثلما كان يهمني هو حتى جمالية المكان لم يعد لها طعم ، اقتربت منه ليستقبلني بلهفة يبدو اني تاخرت عنه كثيرا
- فتاتي لقد اخفتني عنك ؟؟؟
لم استطع ان انطق بكلمة واحدة او ابادله العناق لاجلس في مكاني ويجلس هو الاخر في مكانه
- سحر هل انت بخير ؟؟؟؟
لم اجبه هذه المرة ايضا فلقد كانت توجد غصة تمنع صوتي من الخروج ، لتنهمر دموعي وابكي بصمت واضعة الحاسوب على الطاولة ، ليترك كرسه ويجثو على ركبتيه امامي والقلق ينهش جسمه ليمسك بيدي ويسألني بهلع
- حبيبتي مابك ؟؟؟؟ لماذا تبكي ؟؟؟؟
سحبت يدي بسرعة كانني تعرضت لصعقة كهربائية فحتى لمس يده اصبح شيء يحرق روحي كلما تذكرت ان هذه اليد نفسها من قتلت امي
- ماهذا الان ؟؟؟؟
لم اجبه وتركت ذلك الفيديو يجيبه ، لحظات صامتة لم يتكلم فيها احد ، حتى هو صمت كأن الصدمة اخرسته لينظر لي تارة وللحاسوب تارة بدون النطق بحرف واحد ، ليمسك برأسه وهو يردد بصراخ
- لا لااااااا لااااااااا اوقفي هذا
- هل تتذكر شارع بيكوز ؟؟؟؟
- اصمتي
- شارع بيكوز هو الشارع الذي قتلت فيه روح واصبحت قاتلا
- اصمتي
لم استطع ان اصمت اردت ان اصرخ وازيح تلك الغصة لاخرج مابداخلي فانفجرت في وجهه
- هل هذا هو السر الذي كنت تخفيه عني ؟؟؟؟ هل كنت تخفي عني انك قاتل ؟؟؟؟
- اجل واللعنة هذا هو سري وماضي الذي يلاحقني
- يمان انفي كل هذا واصرخ وقل لي انك لم تفعل ، اخبرني ان مايوجد في هذا الفيديو غير صحيح وانني اظلمك ، هيا تكلم وقل لي انك لم تقتل احد ، وانك لست قاتل امي
- قاتل امك ؟؟؟
- اجل قاتل امي ، فتلك المراة التي دهستها بسيارتك امي ، وبسببك انت اصبحت انا ويوسف يتيمان ، وبسببك ايضا كنت سأفقد اخي فهو ايضا كنت ستدهسه بسيارتك
- ماذا ؟؟؟؟
صمت بدهشة وكأن كل هذا كان كثير عليه ، وللاسف هو كثير علي ايضا ، يبدو انه لم يكن يعرف انها امي او انه يدعي السذاجة ، لكن مااردت سماعه منه لم اسمعه ، فانا اردت ان ينفي هذه التهم ويجعلني خاطئة اول مرة في حياتي اتمنى ان اكون خاطئة والطرف الاخر محق ، لكن لم يحصل ذلك ، فانا محقة الى ابعد حد
صمت وتركني ابكي واصرخ لوحدي ، هل تعرفون ماذا يحدث للانسان عندما تتوارى عليه الصدمات والنكسات ؟؟؟؟ لاتعرفون ساخبركم ، انه يفقد عقله ويصبح مجنونا او بعقل طفل وهذا ما حدث لي ، فلقد فقدت عقلي ، اضحك تارة وابكي تارة ، اصرخ تارة واصمت تارة ، افعل الشيء ونقيضه في نفس الوقت كأن جميع ردات الفعل غير قادرة على ان تصور مابداخلي ، وهو ينظر لي بالم وحزن لايقدر على الكلام او الاقتراب وانا لم احب صمته فلقد تعبت منه كثيرا في الايام الفارطة ، فلم ارى امامي الا تلك الطاولة التي كانت متنفسا لتفريغ غضبي ، فسحبت الغطاء ليقع كل ماعليها في الارض وتكسر الصحون والكؤوس ، وكم كان صوت كسر الزجاج قريب من مابداخلي ، فهكذا حال قلبي مكسور ومتحول الى فتات كالزجاج المندثر على  الارض الآن
لتشد انتباهي علبة صغيرة نزلت الى مستواها واخذتها ثم فتحتها ليخترق عيني لمعان ذلك الزمرد الذي كان يزين الخاتم ، لتغرق جميع سفني وادرك ان اجمل ليلة في حياتي تحولت إلى اسوء ليلة ، واحلامي تبخرت لتحل محلها كوابيس
- بسببك خربت هذه الليلة ، بسببك لن نكون معا ، بسببك لن اصرخ فرحا واقول لك اجل موافقة ، بسببك لن تكون هذه الليلة اجمل ليلة في حياتنا وانما اتعسها ، بسببك خسر المفترس فتاته للابد ، وبسببك سننهي هذه العلاقة قبل ان تخرج للوجود حتى
وقع تلك الكلمات كان قويا على كلينا لكنها هذه الحقيقة فهو لم يعد حبيبي وانما قاتلي وعدوي ولن يكون بيني و بينه اي شيء غير الكره والحقد فهو قاتل امي
اقدم الي محاولا جعلي اتراجع لكني ابتعدت اجل ابتعدت فانا لم اقبل لمساته او اقترابه فكلما نظرت الى وجهه رأيت ذلك الشريط المدمي امامي وتذكرت فعلته ليعتصر قلبي بين اضلعي
- لاتقترب مني وابقي بعيدا عني
صرخت في وجهه ثم رميت ذلك الخاتم في الارض لارمي معه قلبي الذي رفض التخلي عن حبه ويريد ان يسوقني اليه رغما عني ، ثم اخذت حاسوبي الذي اصبح جزء مجزءا من هذه الليلة وغادرت المكان كأني لم اكن
- اياك ان تتبعني
ركضت وركضت وكانت دموعي تركض معي الى ان قطع نفسي وجثيت على ركبتي ابكي واشكو حزني وعذابي الى رب السماء فمن غيره الان يسمع صراخي 

حب سجين الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن