part 8

124 9 0
                                    


- يمان : سحر ..... سحر .... افتحي عينيك
كان يمان يمرر يده على وجنتي سحر بخفة محاولا ايقاظها  لتفتح عينيها اخيرا بتعب وتتمتم بصوت مرهق
- يوسف ..... يوسف
- سحر
- اخي اين اخي ؟؟؟؟
جاهدت لتقف على قدميها ممسكة براسها الذي كان مثل صندوق موسيقى فيه صداع كثير ، لتسير بدون اي وجهة رافعة قدميها من على الارض الذين اصبحا مثل الهلام
- الى اين ؟؟؟؟
- يجب أن اذهب عند اخي
- هيا انا ساوصلك
- لا انا لن اذهب الى المشرحة فذلك ليس اخي ، اخي لايمكنه ان يذهب ويتركني
- معك حق ذلك الطفل ليس المجعد ولكن يجب ان تذهبي لتقطعي الشك باليقين
- لا لااريد ان اذهب
- سحر هيا لنذهب ولاتخافي فذلك الطفل ليس المجعد
نظرت اليه بعيون ذابلة لترى التفائل يغطي وجهه ومتاكد من كلامه لتستمع اليه وتسير معه الى المشرحة ، ركبت السيارة وركب هو ايضا لينطلق السائق الى المشرحة ، كان الطريق قصير جدا او هذا مااحست به سحر فهي كانت تتمنى لو ان الطريق لاينتهي لكي لاتصل الى ذلك المكان البارد ، فعقلها يرفض تصديق ذلك فكيف ستضع اخر شخص من عائلتها وقطعة من روحها تحت التراب
تقدمت بخطى ثقيلة ودلفت الى الداخل لينكمش عليها قلبها احست ببرودة المكان لتتجمد عليها اطرافها ، دقائق قليلة فقط ودخلت رفقة المفوض علي واحد عمال المشرحة الى الداخل لتتعرف على الجثة ، كان المكان بارد جدا لدرجة لاتوصف ، قطعت أنفاسها في تلك الاثناء وارتفعت روحها الى السماء السابعة ، ليزاح الستار وترى وجه ذلك الملاك ، لقد كان بشعر اسود فحمي مجعد ، لم تستطع سحر ان تصبر اكثر لذا هرولت الى الخارج ونزلت على ركبتيها لتضع يدها على فاهها محاولة كتم شهقاتها لتبلل دموعها وجنتيها
تقدم منها لايعرف كيف سيسألها وهو يرى حالتها تلك ، لكنه تشجع وسألها السؤال الذي لايريد سماع اجابته
- هل كان هو ؟؟؟؟
- لا لم يكن لكنه كان في عمر يوسف ويشبهه كثيرا ، غادر هذا العالم بدون رجعة ليخلف جرحا عميقا في قلوب عائلته ، من يدري كيف حال امه الان؟؟؟
استجمعت سحر نفسها او هذا ماسعت جاهدة اليه بعد ان تقدم المفوض علي منها
- لم يكن اخي
- حسنا نحن سنستمر في البحث وانت اذهبي لترتاحي
- لااريد سأبحث عن اخي
- جميع الدوريات تبحث عن يوسف ولن نتوقف عن ذلك الى ان نجده
صمت قليلا ثم اردف بعد ان التزمت سحر بالصمت
- طاب يومك
غادر المفوض علي لتغادر سحر هي الاخرى ليستوقفها يمان
- هيا لنبحث عنه معا
خرجا الى البحث ركن بركن ، شارع بشارع ، حي بحي ، لم يتركا مكانا الا وعلقوا صورة يوسف عليه ، ليشفق المارة على حالة هذا الصغير بعد ان رأو صورته معلقة في كل مكان ومكتوب تحتها حالة اختفاء ، وكانت خيبة الامل عصفت على وجه سحر كلما سألت احد من المارة سواء صغير او كبير ويخبرها متاسفا انه لم يره ، لكن هذا لم يمنعها من متابعة البحث بدون ملل او كلل على امل ملاقاة اخيها ، طال البحث لساعات بين الشرطة وسحر ويمان ورجاله الذين اخذوا تعليمات من سيدهم ووقفوا رجلا واحدا لارجاع ذلك الصغير الى حضن اخته الى ان غربت الشمس واسدل الليل خيوطه
- لقد تاخر الوقت يجب ان تذهبي لترتاحي
- لا اريد ساستمر في البحث
- حالتك لاتسمح بذلك فلقد فقدت الوعي مرتين هذا اليوم يجب ان ترتاحي لتستطيعي استئناف البحث
رضخت سحر لرغبة يمان فهي كانت في حالة لاتسمح لها  بالرفض او الوقوف حتى ، لتركب معه السيارة ويوصلهما السائق ، لم تنتبه سحر الى الطريق إلى ان رات السيارة تدخل اسوار القصر فكلمته متسائلة
- لماذا اتينا الى هنا ؟؟؟؟
- ستبقي هذه الليلة هنا فحالتك لاتسمح لك بالبقاء في البيت لوحدك
دلف يمان الى داخل القصر لتدلف سحر بعده ، فتركض باتول وتحضنه ماان لمحته يدخل
- ابني عدت لم تسافر
- اجل امي
- حمد لله على سلامتك
- شكرا جيمري
- زهراء ..... زهراء
- نعم سيدي
- جهزي غرفة الضيوف بسرعة
- امرك سيدي
- سحر ستكون ضيفتنا هذه الليلة
اخذ يمان سحر الى غرفتها ثم ساعدها على الاستلقاء ليدثرها بغطاء
- هيا نامي الان لترتاحي وتستعيدي قوتك لنبدا البحث في الصباح الباكر
اومأت له براسها ايجابا ثم اغمضت عينيها لتزل دمعة حارقة يتيمة اختصرت مافي القلب وحال سحر وتخبطها وحيدة بدون اب وام تبحث عن اخيها لتقر عينها
بعد ان هدأت سحر وتسرب النوم الى عينيها خرج من الغرفة بحذر كي لايكسر نومها ثم توجه الى الصالون حيث كانت امه وجيمري
- ابني مابها سحر ؟؟؟؟
- ذلك المجعد هرب من المدرسة ولايوجد له اي اثر الى الان
- ياالهي ماذا تقول ؟؟؟؟ وكيف حدث ذلك ؟؟؟
- لقد تشاجر مع احد الاطفال ثم هرب من المدرسة ومن الصباح لايوجد عليه اي خبر
- الله وحده يعلم حال هذا اليتيم الان
- واخته ايضا في حالة سيئة
- ليحمي الله هذا اليتيم من شر خلقه ويعيده الى حضن اخته سالما معافى لتقر عينها فهذان اليتيمان ليس لهما احد من غير بعضهما البعض
- امين

حب سجين الماضي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن