'تلك المرأة التي ابدو عليها....ليست أنا...'
.....................................................................................................في زوايا القلب الراكدة....حيث تلك الصراعات الخفية التي لا يراها أحد. كنا نظن أن ارتداء الأقنعة هو الحل، ولكن الأقنعة نفسها أصبحت جزءًا منّا، وكأننا نختبئ خلفها حتى عن أنفسنا.
ها هي ذا ،تقف أمام المرآة، تراقب وجهًا يبدو غريبًا عليّها ، وكأنه ليس وجهها الحقيقي. تعلوها ابتسامة مزيفة، تقطر منها محاولات يائسة للتماسك. لقد كانت تكره ما ترى، تكره هذا الانعكاس الذي لا يعكس سوى كذب بارد. لكنها تعلم، كما يعلم الجميع، أن الحقيقة أكثر بشاعة مما نجرؤ على كشفه.
نحن البشر، نسعى جاهدين لإخفاء عيوبنا، لنبني جدرانًا من الخداع حول أرواحنا الهشة. نرتدي تلك الأقنعة لنحظى بقبول الآخرين، لنهرب من كرهنا لذواتنا. نتقزز من عيوبنا، نحاول تغطيتها بأي وسيلة، وكأنما النور لا يستطيع اختراق الظلام الذي نحمله داخلنا.
كل صباح، ترتدي قناعًا جديدًا، تنسج خيوط الكذب بعناية، لتبدو شخصًا مختلفًا، شخصًا مقبولاً. لكن في لحظات الصمت، عندما لا يكون هناك أحد، تواجه ذلك الوجه الحقيقي مرة أخرى،...الوجه الذي لا طالما كانت تكرهه... وتتذكر أن كل تلك الأقنعة لن تستطيع أن تخفي الحقيقة إلى الأبد...
بعيونها الالماسية الفارغة و كحلها الذي تسطر على طول جفنها مبرزا ملامح عينيها تساءلت للذي يقف ببذلته الرسمية و وجهه الجامد بينما يراقب كل شيئ في حاسوبه:
"أ أفعل الشيئ الصواب...اندرو؟"
رفع اعينه عن الشاشة يحدق بكيف تلمع بذلك الفستان الأسود المتلئلئ الذي يغطيها....لطالما كانت تبتسم..منذ ان عرفها...لكن موت ابيها كان فاجعة غيرت الكثير...كانت فتاة اجتماعية، مرحة، تحب الألوان الفاقعة...لكنها تغيرت...باتت تحب الأسود...الحزن ...الوحدة و العزلة....تحولت من فيلوريانا ..لفيلوريانا اوبالينسكي...
اجابها يقترب منها مبتسما:
" لطالما كانت فلورامياتي تفعل الصواب ..و ان كان خاطئا ..فانت ابنة اقوى رجل عرفته... الخطأ يركع عند اقدامك ما دمتِ انتِ من تقررين...فلا تفكري و لو لثانية انكِ مخطئة...وحدهم المغفلون من يفعلون ذلك...و انت لستِ مغفلة...."
ابتسمت بخفة تناظرها باعينها التي تلمع بشكل غريب...ليغير الأجواء قائلا:
" ثم من العاهر الذي سيتجرأ و يبدي رايه في قرارك؟ لن يعيش ليرى شمس الغذ..!"
ضحكت بخفة بعد ان نجح بتغيير جو الكآبة المحيط بها...لطالما كان اندرو شقيقها الثاني رغم انه ليس كذلك...لا تنكر انها تشك به احيانا لكنها تحبه...حب الأخوة التي كبرت عليه...اندرو كان رفيقها منذ الصغر...تعلمت منه و تعلم منها...نشئا سويا تحت رعاية الحياة و الظروف القاسية...لكنهما خرجا ممسكين بأيادي بعضهما و مبتسمين للحياة قائلين..'تبا لك'....
أنت تقرأ
جريمة مقدسة
Romanceإتصال واحد...هدف واحد...و شخصان في الواجهة... رصاصة قذفت منذ زمن غيرت مجرى عالم يحكمه القتل و الدماء..عالم حيث الرصاص يتكلم قبل اللسان...حيث الأرواح تزهق بالهباء... توقيع واحد سيلغي العذاب...سينهي عداوة دامت لسنوات....حيث سيتحد شخصان في مواجهة لعبة...