1

594 27 30
                                    


2011, 06/ 17

هبطَت الطائرة في مطار هاري ريد الدُولي بسلاسة دون أن نواجه حوادث جوية لحسن الحظ! فالجو منعش لا ينذر على إتيان عاصفة أو ما شابه.

بدأ الرُكاب في السير عبر الممرات الواسعة في المطار حامِلين حقائبهم ومن بينهم كنت أنا وأخي الذي التفت إليّ ليحتويني بنظرات دافئة وبسمة بادلته إياها بإمتنان.

وصولاً لبوابة المطار قابلنا عمي الذي كان ينتظرنا بفارغ الصبر أمام سيارة بورش ومن طريقة إستناده عليها علمت بأنها تعود إليه.

حالمَا لمحنَي أنا وأخي إستقام يسير نحونا بخطواتُ سريعة والسعادة ترتسم على محياة البشُوش آخذا أخي بين أحضانه يتلو عليه كلمات من الحنين والإشتياق، ذلك جعلني أرسُم عبوسًا مزيف أعبر عن رغبتي باحتضان عمي وسماع ذات الكلمات منه.

"عمي أنا هنا كذلك!"

نظر إليّ بابتسامة مليئة بالدهشة والانبهار، ثم دعاني بحنان لأذهب إليه وأنضم إلى حضنه.
" تعالي إلى هنا أنتِ أيضاً."

تقدمت نحوه بخطوات سريعة. أحتضنته بسرعة لحظات قليلة، ثم انفصلنا بهدوء وألقى نظرة نحو أخي ثم نحوي.

وهمس لنا بكلمات ترحيبية حانية قائلاً
" اهلاً، اهلاً، لاس فيغاس ترحب بكم"

"لاس فيغاس!."

هربت شهقة من فمي معبرة صدمتي من كلام عمي، للحظة شعرت بفراشات بداخلي، من لا يحب لاس فيغاس؟.

وجه الرجل بصره نحوي يبتسم ابتسامة خفيفة
" أتوقع بيل قد راق لها المكان."

عندما خفضت بصري إلى الأسفل بخجل ، رأيت أخي تشان يتحدث. " اتمنى تتأقلم مع الوضع الجديد كما تعرف تركنا كل شيء في كوريا بعد وفاة والداي، واصبحت مسؤول عنها..."

ضحك عمي بينما كان يحق فروة رأسي بفرق كما لو انني جرو وقال
" لا عليك تشان بيل مثل ابنتي ايضاً."
عندما انتهى من الكلام قاما باحتضان اخي حضن خفيف ثم قاما بفصله.

لم نتحدث كثيرًا، ساعدنا عمي في ترتيب الحقائب في السيارة ثم انطلقنا نحو المنزل الجديد.

كنت مستندة على نافذة السيارة، أستنشق نسيم الهواء، بينما كانت خصلات شعري البرتقالية تتطاير مع الرياح. في تلك اللحظة، كنت شاردة في أفكاري حول كيف ستكون حياتي في لاس فيغاس.

هل سأتمكن من تكوين صداقات جديدة، أم سأبقى وحيدة كما كنت في كوريا؟ عمي أخبرني سابقاً عن بناته، لكنني أعاني من مشاكل في الثقة بالآخرين، وهي عادة سيئة لدي...

وصلنا إلى حي راقٍ وفخم حيث يعيش عمي، خرجت من السيارة بحركات بطيئة ومتأنية.

تجولت عيناي بين المنازل الفخمة المحاذية، متأملة في تصميمها الجميل وألوانها الزاهية.

J.SWhere stories live. Discover now