𝘌𝘭𝘦𝘢𝘯𝘰𝘳'𝘴 𝘱𝘰𝘷.
كنت جالسة في غرفتي بصمت ،أتذكر كل فعلة افتعلتها بمنزلي ، كل مزهرية كسرتها ، كل طبق كسرته ، كل شجار أُجبرت علي الاستماع إليه ، كل شئ تعرضت له في حياتي كان خطأ و ذلك بسبب أخي بالطبع ، أخي الأكبر المعقد نفسياً، أمي المستلمة للإهانة ، أبي المتوفي أثر حادث سيارة ،
كنت معه ، و لكنه من مات و أنا من سوء و بشاعة حظي عشت بذلك العالم القاسي ، فاقدة لأبي ، للحنان ، لكل شئ ، تنهدت محاولة نفض تلك الأفكار اللعينة عن رأسي ، لا أريد تذكر و لكن ،
"كل ما يبقي في الذاكرة هو ما لا نريد تذكره"
كما قال ديستوفيسكي، كنت أشاهد البدر ليلاً ، كان لامعا للغاية ، ابتسمت ، طُرق الباب ليقطع صمتي القاتل ، و موجة ذكرياتي الهائجة ،
نهضت ثم فتحت الباب ، لأجد .. غابرييل ، ما الذي يفعله هنا في منتصف الليل ، لا أعلم و لكني سأفعل بعد اسأله ، نظرت داخل سماويتيه ، ثم نظرت إليه و كان يرتدي بنطال رمادي من القماش و تيشيرت أبيض دون أي رسومات أو أشكال :
" مرحباً ، غابرييل ، كيف حالك ؟ اتمني أن تكون بخير و الآن هيا إذهب للنوم " قلت بابتسامة صغيرة و نبرة ساخرة و أنا أحاول قفل الباب في وجهه ليذهب و لكنه وضع قدمه دافعا للباب يقهقه بشدة ، كان ينظر داخلي كالكتاب المفتوح ، كما لو أنه يستطيع قراءة تعبيري أو أفكاري ، زفرت بتعب منتظرة أن يتحدث و أخيرا فتح فمه :
" لست بخير ، أنا لست بخير بدونك ، إلينور "
قال هامسا و هو حاصرني ضد الحائط ، بين جسده الطويل و الحائط ، تخطي قلبي نبضتين من تلك الحركة المفاجئة و أنا أنظر داخل عيناه و اللتان لم تكونا علي خاصتي ، كنت أشبه القط المفزوع :
" غابرييل ، أنت ...لست بخير ، أذهب إلي غرفتك و نم ، هل أنت ثمل؟"
نظرت إليه باستنكار ، ليقهقه مرة آخري تحت نظراتي :
" لا لست كذلك ، ربما رائحتك هي من جعلتني ثملا"
تبا له ، رفعت إصبعي الأوسط في وجهه لينظر إلي ببرود ، دفعته بخفة أحاول إبعاده ، ليمسك معصماي و يضعهما علي الحائط بينهما رأسي أي أنهما فوق رأسي، ليدفن رأسه في عنقي هامساً ، تاركاً يسار صدري ، ينبض بسرعة شديدة و الفراشات تتجمع لصدري و معدتي المسكينان و هو يهمس بصوته العميق هذا :
" بضع قبلات لن تدمر صداقتنا ، أليس كذلك ، حُبي ؟"
___________________
𝘭𝘪𝘭𝘪𝘢'𝘴 𝘱𝘰𝘷.في منتصف الليل .
لم أشعر برغبة في النوم لذلك خرجت من غرفتي لأذهب إلي حديقة المشفي ، ربما أشاهد النجوم أو أبكي وحدي:
" ماذا تفعل نجمتي المشعة الآن ؟ هل تريدين أن تبقي مع النجوم أنت الآخري ؟"
شعرت بأنفاسه حارقة ضد عنقي ، و يداه علي خصري كالمرة السابقة ، ارتجفت أوصالي و تخطي خافقي نبضتين ، كم هو وسيم و لعين ، كنت ارتجف بشدة و فجأة.....
YOU ARE READING
كَرَزَتُه.
Random" أنت كالكرزة ، مُسكرة و مُخدرة للغاية ، و هذا يدفعني للجنون" كان مريضاً...و كانت علاجه ، رغم حاجتها للتضميد ، للعلاج ، للشعور بالأمان ، كانت تساعده ، تقوم بتهدئته من نوبات غضبه و لكنه ، علي اليد الآخري ،بعد أن كان يعتبرها آلة ، مجرد شئ لحاجته و لك...