٥_ ضوء القمر

501 52 99
                                    

𝘌𝘭𝘦𝘢𝘯𝘰𝘳'𝘴 𝘱𝘰𝘷.

كنت جالسة في غرفتي بصمت ،أتذكر كل فعلة افتعلتها بمنزلي ، كل مزهرية كسرتها ، كل طبق كسرته ، كل شجار أُجبرت علي الاستماع إليه ، كل شئ تعرضت له في حياتي كان خطأ و ذلك بسبب أخي بالطبع ، أخي الأكبر المعقد نفسياً، أمي المستلمة للإهانة ، أبي المتوفي أثر حادث سيارة ،

كنت معه ، و لكنه من مات و أنا من سوء و بشاعة حظي عشت بذلك العالم القاسي ، فاقدة لأبي ، للحنان ، لكل شئ ، تنهدت محاولة نفض تلك الأفكار اللعينة عن رأسي ، لا أريد تذكر و لكن ،

"كل ما يبقي في الذاكرة هو ما لا نريد تذكره"

كما قال ديستوفيسكي، كنت أشاهد البدر ليلاً ، كان لامعا للغاية ، ابتسمت ، طُرق الباب ليقطع صمتي القاتل ، و موجة ذكرياتي الهائجة ،

نهضت ثم فتحت الباب ، لأجد .. غابرييل ، ما الذي يفعله هنا في منتصف الليل ، لا أعلم و لكني سأفعل بعد اسأله ، نظرت داخل سماويتيه ، ثم نظرت إليه و كان يرتدي بنطال رمادي من القماش و تيشيرت أبيض دون أي رسومات أو أشكال :

" مرحباً ، غابرييل ، كيف حالك ؟ اتمني أن تكون بخير و الآن هيا إذهب للنوم " قلت بابتسامة صغيرة  و نبرة ساخرة و أنا أحاول قفل الباب في وجهه ليذهب و لكنه وضع قدمه دافعا للباب يقهقه بشدة ، كان ينظر داخلي كالكتاب المفتوح ، كما لو أنه يستطيع قراءة تعبيري أو أفكاري ، زفرت بتعب منتظرة أن يتحدث و أخيرا فتح فمه :

" لست بخير ، أنا لست بخير بدونك ، إلينور "

قال هامسا و هو حاصرني ضد الحائط ، بين جسده الطويل و الحائط ، تخطي قلبي نبضتين  من تلك الحركة المفاجئة و أنا أنظر داخل عيناه و اللتان لم تكونا علي خاصتي ، كنت أشبه القط المفزوع :

" غابرييل ، أنت ...لست بخير ، أذهب إلي غرفتك و نم ، هل أنت ثمل؟"

نظرت إليه باستنكار ، ليقهقه مرة آخري تحت نظراتي :

" لا لست كذلك ، ربما رائحتك هي من جعلتني ثملا"

تبا له ، رفعت إصبعي الأوسط في وجهه لينظر إلي ببرود ، دفعته بخفة أحاول إبعاده ، ليمسك معصماي و يضعهما علي الحائط بينهما رأسي  أي أنهما فوق رأسي، ليدفن رأسه في عنقي هامساً ، تاركاً يسار صدري ، ينبض بسرعة شديدة و الفراشات تتجمع لصدري و معدتي المسكينان و هو يهمس بصوته العميق هذا  :

" بضع قبلات لن تدمر صداقتنا ، أليس كذلك ، حُبي ؟"

___________________
𝘭𝘪𝘭𝘪𝘢'𝘴 𝘱𝘰𝘷.

في منتصف الليل .

لم أشعر برغبة في النوم لذلك خرجت من غرفتي لأذهب إلي حديقة المشفي ، ربما أشاهد النجوم  أو أبكي وحدي:

" ماذا تفعل نجمتي المشعة الآن ؟ هل تريدين أن تبقي مع النجوم أنت الآخري ؟"

شعرت بأنفاسه حارقة ضد عنقي ، و يداه علي خصري كالمرة السابقة ، ارتجفت أوصالي و تخطي خافقي نبضتين ، كم هو وسيم و لعين ، كنت ارتجف بشدة و فجأة.....

كَرَزَتُه.Where stories live. Discover now