الثَانِي والعِشرون مِن جون

76 6 4
                                    

أعتذِرُ مَبدَئِيًا على المَشاعِر السَلبية

قِراءة مُمُتِعة ~

....

مَسحتْ الدَمعة المُوارِية مِن عَينِها بَعد أن انهَتْ مٌكالَمتَها مَعهٌ، اتَصلتْ بِهِ لِترى أينَ هُو، وَبِطَبيعَتِهِ وَحفظِهِ لها تَلمَس الحُزنَ فِي نَبرةِ صَوتِها

إرتَمَت عَلى السَرير بِلا أيِّ تَعبِيرٍ يُذكَر، تَشعُر بِألفِ شُعور وَلا يُمكِنُها وَصفِ وَاحدٍ عَلى الأقَل

احتَضنَتْ وِسادَتَهُ أخِذَةً أكبَرُ قَدرٍ مِن عَبَقهِ

أحَيانًا تَأتِي أيامٌ تَعجَزُ يُوون عَن وَصفِ مَشاعِرها، تَختَفِي سَعادَتُها وإن كَانت أكثَرُ فَتاةٍ تَضحَكُ مَع الجَميع

وكَأنَ هَذهِ الأيامِ أيامُ رُكودِها وحَاجتُها لإظهَار حَقيقَتِها دُون تَكَلُف وأخذِ راحةٍ مِن إخفَاء المَشاعر المُتراكِمَةِ عَلى قَلبِها

ولِسوءِ حَظِ يُوون، فَبُنِيتِها تَرفُضُ البُكاء أغلب الأوقاتِ، ما يَجعل شُعور الغَبطة وَالضيِق أسَوء على قَلبِها

هِي لَمّ تَتَصِل بِهِ لِتَشكو لَهُ خَرابِ فُؤادِها وحَاجَتِها لِمن يُرَتِب مَعها فَوضى رُوحها المُبَعثَرة، بَلّ لِتَحصُل عَلى القَليل مِنَ الطَاقة بِمُجَردِ سَماعِ صَوتِه الهَادِئ

تَكرَه هِيَّ الشُعور بِالضُعف، ولا تُحَبِذ إظهَارَ حُزنِها لآسِر خَافِقِها، لَيسَ لَعَدمِ الوُثوقِ بِهِ، وإنَمَّا لا تُحِبُ أن تُقلِقُهُ عَليها

وَلكِنها لا تَعلَم أنّ الحَبيب لِحبيبهِ يَفدِيهِ بِروحِهِ لِيُعَدِلَ لَهُ مَزاجَهُ، ولا يَحتاجُ الحَبيب لِئَن يَسمَع مِن حَبيبهِ أنّهُ مُرهَق، فَهو فِيما يَخصُهُ يُفَعِّل جَميع حَسَاساتِهِ، ويَعلَمُ ما يَدورُ فِي خَاطِرهِ مِن نَظرة!

أَخَذَ مِنَ كِريس مَا يُقارِبُ النِصفَ سَاعة لِيَعودَ لِلمَنزِل بَعدَ تِلكَ المُحادثَةِ الغَريبة مِن حَبيبَتِهِ

دَلفَ إلى المنزِل وتَوجَهَ إلى غُرفَتِهما، كَانَ يَحمِل مَعَهُ عُلبَة سَودَاؤ مُتَوسِطَة الحَجمِ

"يووني..."

نَدَهَ بِاسمِها، ولَمّ يَتَوقَع أن يَراها تُقاوِمُ الإنهِيار بِصمتٍ واضِحٍ هَكذَا

ما إن سَمِعَتْ صَوتَهُ الحَنون يُنادِيها حَتى نَهضَتْ عَن السَرير، مَدتْ لهُ ذِراعاها كَطِفلٍ صَغير يُريدُ أن يُحمَل أو يُحتَضَن

ليلة في أكتوبر || BC حيث تعيش القصص. اكتشف الآن