كانت جيني تمشي ببطء وهي تحمل كعب حذائها العالي بيدها وكأنها تحمل معها ثقل يوم طويل من العمل الشاق، كان فستانها القصير والشفاف يلتصق بجسدها المنهك ولا يكاد يستر شيئًا من أنوثتها فيما كانت بقايا المكياج على وجهها تروي حكاية تعب واضح لا تخطئه العين، كانت خطواتها تتثاقل على الرصيف وكل حركة منها تبدو وكأنها صراع مع الأرض تحت قدميها.
ولكن الحقيقة كانت أعمق من مجرد تعب جسدي كانت جيني مثقلة بفكرة رؤية ذلك الشخص مجددًا بعد سنوات من الفراق، كانت مشاعرها تتأرجح بين القلق والخوف فيما كان قلبها ينبض بقوة كلما اقتربت من اللقاء، تذكرت تايهيونغ الفتى الذي أحبها في الماضي والذي عاد ليشاهدها الآن في حال يرثى لها، كان الغضب والغيرة يشعان من عينيه وكلماته القاسية لا تزال ترن في أذنيها وكأنه قالها للتو.
غطى الحزن ملامح جيني وكسى عينيها بغمامة من الأسى، كانت تتذكر بوضوح كل كلمة جارحة قالها تايهيونغ وكيف اتهمها بأشياء لا يعرف عنها شيئًا ومع ذلك وجدت نفسها تبتسم بخفة، تلك الابتسامة المرة التي تعبر عن الألم والمعاناة وعن قوة داخلية تعرف أنها لا تزال تملكها رغم كل شيء، كانت تعلم في قرارة نفسها أنه لا يملك الحق في الحكم عليها أو طعنها بتلك الاتهامات.
_العَــــــــوْدة لِلمَــــــــاضـــي _
تاي وقف جامداً في مكانه، عيناه الواسعتان تجولان على جيني تحملان في طياتهما مزيجاً من الصدمة والدهشة، كان يشعر بأن قلبه يتسارع وشيء ما ثقيل يجثم على صدره لم يستطع فهم كيف ان جيني التي عرفها وأحبها أصبحت تعمل في مكان كهذا، ملامح وجهه كانت تعكس صراعات داخلية خليطاً من الغضب والحزن العميق.
