في احدى الممالك البعيدة في العصور الوسطى كان هناك شاب يدعى (بَهرام) و يعني المنتصر، موطنه في احدى الممالك الشمالية التي تدعى (آيثريا). كانت مملكة قوية و متوسعة يحكمها ملك يدعى (الاريك) الذي يعني : حاكم الكل ، كانت متزوجاً من الملكة (اريكا) و لديه ثلاثة ابناء و بنتين يدعى كل منهما : (فينيان) و (هاملين) و (جريجوري) و الفتيات اسمائهن : (اوفميا) و (هونورا). هذا ترتيبهم ايضاً بحسب الميلاد من الاكبر الى الاصغر. كانت هذه المملكة ثرية و كثيرة الانتصارات في الحروب ، كان احدهم هو السبب في معظم هذه الانتصارات.
كان الملك سميناً و ملامحه قاسية ، شعره كان اشقر و عينيه زرقاء و يتزين بالمجوهرات الملونة و القلادات الذهبية الثقيلة المرصعة بالالماس كان أيضاً يبدو عليه الغرور و حب النفس. الملكة اريكا كانت سيدة جميلة هادئة لكنها لا تظهر كثيراً ، كان شعرها اشقر و به بعض الخُصل البيضاء و توجد بعض التجاعيد في جبهتها. شِفاها كانت رفيعة و عينيها بنية ذو جفون بارزة و منخارها رفيع ، كانت تحافظ على صحتها و وزنها الصحي بإستمرار. كانت الملكة اريكا تتزين بالحِلقان الثقيلة و الفساتين المنفوشة العصرية. كان الابناء يشبهون والدهم كثيراً في المظهر الخارجي لكنهم كانوا يتمتعون بالرشاقة.
لكن من هو بَهرام؟
بَهرام كان فتى قوي و شجاع و سريع الحركة و نشيط جداً و ايضاً وسيم للغاية ، كان شعره كثيف اسود كالليل و مجعد وناعم وكان يغطي جبهته و عيونه لامعة وخضراء مثل الغابات و بشرته بيضاء و ناعمة كالحرير و صافية ، رموشه داكنه مثل شعره و كثيفة ، اسنانه مرتبه مثل اللآلِئُ في العقد و كان يتمتع بابتسامة ساحرة و وجه بيضاوي. عندما اصبح شاباً زادت وسامته و ارتفع طوله و تضخمت عضلاته قليلاً. لم يكن لديه اباً او اماً بل تبنته الاسرة الملكية لجمال مظهره و كان اقوى محارب في المملكة بالرغم من صغر سنه.نشأ هذا الشاب بين خدم القصر و محاربون آخرون و كان محبوباً منهم و من الملك. كم ربح من مبارزات ضد محاربين اقوياء! لكن لم يرى احد جانبه الاخر ، فقد كان لطيفاً جداً مع الاطفال و الحيوانات. اما نساء القصر فكانوا يعشقان جماله و يتغزلن فيه دائماً . شاب مثل هذا يفترض ان يكون مغروراً لكنه على العكس تماماً فقد كان واثق بنفسه.
كان ايضاً يدرب امراء القلعة على المبارزات و كان صديقاً لهم و يسمحوا له بالجلوس معهم في غرف نومهم. الثلاث امراء اصبحوا ماهرون جداً في القتال و المبارزات و كان الملك سعيد بذلك جداً و فخور بهم، بالطبع الفضل يعود لبهرام في ذلك . بالرغم من كل هذا لكنه دائماً كان يشعر بالوحدة ... يشعر ان شيئاً ما ينقصه ... ربما حضناً حنوناً من ام او كلمات تشجيع و نصائح من اب ... او مشاركة تفاصيل حياته مع اخ او اخت.
بَهرام كان يفتقد شعور العائلة و كان يشعر بذلك كلما تقدم في العمر ، في بعض الاحيان كان يتمنى لو يحظى بهدايا عيد الميلاد المجيد مثل بقية الاطفال في المملكة و لكن هذا شئ مستبعد لمحارب قوي مثله. لماذا تظن الناس ان المحاربين لا يفترض ان يشعروا ببعض الحنان او تُهدى لهم الهدايا ؟ في اعتقاد بهرام ان الجميع يستحق الحب و الحنان مهما كانت مكانتهم الاجتماعية حتى المجرمون في بعض الاحيان يستحقون التعاطف.
عندما يحل الشتاء القارس على هذه المملكة الشمالية و تغطيها الثلوج الكثيفة ، يتمنى بَهرام ان يتغير شيءٌ ما في حياته في ليالي عيد الميلاد المجيد و اجواء الاحتفالات المبهجة ... ماذا لو كان له حبيبه ؟ و يتهادوا الورود و الرسائل الغرامية و أيضاً الهدايا ... كيف لشاب بكل هذا الجمال ألا تكون له حبيبه؟ على الرغم من هذا ، يظل بَهرام فتى احلام كثير من الفتيات في المملكة لكن لم تتجرأ احداهن على مقابلته.
هناك أيضاً شيىٌ اخر يمنعه من الحب .. هو اعتقاد ان الحب يُضعف ولا يجب ان يكون المحاربون ضعفاء ! عندما يضعف المحاربون تضعف المملكة و تُهلك الى الابد . الجميع يرى ان حياة بَهرام رائعة لمجرد انه يعيش في قلعة كبيرة و يحترمه جميع الساكنين فيها و يمتاز بجمال فائق و قوة مذهلة ، لكن دائماً يتجاهل الناس المشاعر و الاحتياجات الداخلية له. هل فعلاً ستتغير حياة بَهرام في يومٍ ما ؟ لكن ما الحدث الذي سيغيرها؟ هل ستتغير للاسوء ام للافضل؟
بالتأكيد ستتغير ... قريباً جداً. في يومٍ من الايام كان بَهرام في تدريبات حربية كالعادة و جاء اليه احد الخدم الخاص بالملك و قال له :"صباحُ الخير يا بَهرام ، الملك يريد التحدث اليك في امرٍ مهم ولا يحتمل التأجيل" قلق بهرام من كلام الخادم حيث انها اول مرة يستدعيه الملك هاكذا ، هل سيُسجن؟ و لكن ما تهمته؟ قال بَهرام للخادم :"انا قادم فوراً و لكن هل تعرف تفاصيل عن هذا الحديث؟" قال له الخادم :"الملك لم يخبرني بأي شئ و لكنني اعتقد انه شئٌ ما يخص الحرب او غزو احد الممالك" و ذهب الخادم في الحال.
أنت تقرأ
خلف الجدران
Fantasyتحكي القصة عن شاب قوي ، محارب في احدى ممالك العصور الوسطى و اُسندت اليه مهمة من الملك اي ان يكون جسوساً له في مملكة اخرى حتى يستطيع تدميرها عن طريق المعلومات التي سيرسلها له هذا الشاب و لكن الامر لم يكن بهذه السهولة فقد وقع الشاب في حب اميرة العدو...