كان بَهرام متوتراً جداً بشأن الامر الذي يخص الملك ، قلبه كان يخفق و هو في طريقه الى الملك مروراً بالممرات الطويلة حتى وصل اليه و هو جالس
على عرشه في قاعةٍ كبيرة و انحنى امامه قائلاً :"مولاي الملك لقد اخبرني احد الخدم ان جلالتك تريد التحدث معي في امرٍ مهم للغاية" قال له الملك :"نعم انا طلبت التحدث اليك بالفعل و لكن ليس من المفترض ان تدخل اليّ بسيفك" ارتبك بَهرام جداً و خلع سيفه على الفور من ثيابه قائلاً :"انا اعتذر يا مولاي اني فقط كنتُ في التدريب و نسيت خلع سيفي قبل الدخول الى جلالتك اطلب منك العفو و ان لن تعفو عني فأنا مستعدٌ لعقاب جلالتك". كان دائماً يتحدث الى الملك و هو ينظر الى اسفل لم يتجرأ ان ينظر الى وجهه او عينيه.لاحظ الملك ارتباك بَهرام الشديد ، ثم قال له :"ماذا بك يا بَهرام ، لماذا انت متوتر هكذا؟ ، اني لم اقل لك شيئاً قط و بالطبع اعلم انك نسيت ان تخلع سيفك و لن اعاقبك على هذا يا محاربي القوي" لم يستطع بَهرام منع نفسه و نظر الى الملك بعينيه اللامعتين و قال :"شكراً جزيلاً لمولاي على عفوه و طيبة قلبه مع محاربه المسكين" مع ابتسامة خفيفة ، ابتسم أيضاً له الملك قائلاً :"و الآن .. سأعرض عليك مهام .. ربما تجعلك وزيراً لي اذا نجحت و ستُقتل اذا فشلت" و كأن حياة بهرام لا ثمن لها بالنسبة للملك.
قال له بَهرام :"امرُك يا مولاي انا مستعد لأي شئ ستطلبه مني" فرح جداً الملك برد بهرام و علم انه اختار الشخص الصحيح ثم قال له :"انها مهمة غير اي مهمة ، يجب عليك الحذر الشديد .. سأبدأ بالتوضيح فوراً .. اني أُريد ان اغزو مملكة في الشرق تُدعى (اڤالونيا) و لكني لا اريد ان اتسرع فأخسر كلا المملكتين" لحظات من الصمت قطعها بَهرام :"و ماذا يجب عليّ ان افعل بشأن هذا الامر يا مولاي؟" ابتسم الملك مجدداً لسؤال بَهرام و قال :"انا اريدك ان تكون جاسوساً لي في تلك المملكة".
هذا كان طلب صعبٌ للغاية و يُعرض حياة بُهرام لخطر شديد لكنه لم يستطع الرفض و ربما هذه المهمة ستغير حياته الى الابد أيضًا ، قال بهرام :"كيف سأفعل ذلك يا مولاي؟" قال له الملك :"كنت منتظرٌ منك هذا السؤال ! اسمع لي جيداً ... ستذهب الى هذه المملكة في احدى السفن الناقلة للبضائع ، ستستغرق هذه الرحلة ٩ ايام في المحيط .. ثم تدخل الى القلعة لابساً لُباساً فخماً يليق بجندي و تطلب انضمامك الى الجيش ... سيكون هناك اختبارات للانضمام و لكني متأكد انك ستجتازها كلها بنجاح".
قاطع بهرام الملك قائلاً :"اعتذر عن مقاطعتك يا مولاي و لكن هل من السهل الدخول الى القلعة ؟" قال الملك :"بالطبع الامر ليس بهذه السهولة يجب عليك الاجتهاد قليلاً .. مثلاً اخبرهم انك من مملكتهم و حلمك ان تنضم لصفوف الجيش ، اعتقد انهم لن يترددوا لإدخالك .. عندما تجتاز جميع اختبارات الجيش و تصبح واحدًا منهم عليك ان تُخبرني ببعض الاشياء عن طريق الرسائل باللغة مُشفرة لا يفهمها سوى انا و انت فقط".
قال بهرام للملك :"ما الذي يجب علي ان انقله من معلومات اليك يا مولاي" قال الملك لبهرام :"اريد ان اعرف إمكانياتهم في القتال .. منافذ القلعة و الاماكن الدفاعية .. وصف دقيق للقلعة و مداخلها و مخارجها و اماكن تواجد الحراس باستمرار" اخذ برهام نفس عميق ثم قال :"حسناً يا مولاي أوامرك كلّها مجابة اعتبر نفسك ملك اڤالونيا و آيثريا من الآن" ضحك الملك ضحكةٌ خبيثة ثم قال :"تذكر يا بهرام اذا فشلت ستقتل ... مني أو منهم" قال بهرام بثقة:"حياتي فداءً لمولاي و لمملكته".
قال الملك مبتسماً :"هذا ما توقعته منك يا بهرام .. دائماً تفوق توقعاتي بحبك وولائك لي و للمملكة و الآن انتهي من تدريباتك و اذهب لتحضر أغراضك فالرحلة ستبدأ في الفجر و سنتفق معاً على لغة للتواصل" قال بهرام للملك :"أوامر مولاي ، الى اللقاء" اخذ بهرام سيفه و خرج من عِند الملك وذهب لاستكمال تدريباته و كانت الافكار في رأسه كأنها تُبارزه بالسيوف. انها حقاً مهمة كبيرة و صعبة ، سيسافر و يبتعد عن مملكته لاول مرة في حياته.
سيكون وحده تماماً وسط مملكةٌ أخرى لا يعلم بها احد اذا كشفوه حتماً سيقتلوه و ربما يعذبوه أولاً ليصبح عبرة للخائنين لكنه لم يهتم لكل هذه المخاطر ، انه يريد ان يخوض التجربة و يعيش المغامرة ربما تتغير حياته او يقابل حباً حقيقياً. جاء المساء و ذهب بهرام الى مخدعه حتى يُحضر اغراضه و يستعد للرحلة و اخذ معه افخم الملابس ليبهر الجميع و ذهب الى الملك و اتفقا معاً على لغة مُشفرة. بعد ان انتهى من جميع التحضيرات، ركع على ركبتيه في مخدعه و نظر الى السماء و قال :"يا الهي ، اني اذهب في حمايتك .. اطلب منك التوفيق و الرحمة .. كن معي ولا تتركني أبداً .. آمين".
حاول بهرام ان يسترخي و ينام بعض الساعات و لكن الامر كان صعب للغاية حتى حلول الفجر و نهض ليتجه الى الميناء حتى يركب السفينة و يذهب الى تلك المملكة التي تُدعى اڤالونيا.
أنت تقرأ
خلف الجدران
Fantasyتحكي القصة عن شاب قوي ، محارب في احدى ممالك العصور الوسطى و اُسندت اليه مهمة من الملك اي ان يكون جسوساً له في مملكة اخرى حتى يستطيع تدميرها عن طريق المعلومات التي سيرسلها له هذا الشاب و لكن الامر لم يكن بهذه السهولة فقد وقع الشاب في حب اميرة العدو...