امرٌ طارئ

50 3 0
                                    

كان بَهرام متوتراً جداً بشأن الامر الذي يخص الملك ، قلبه كان يخفق و هو في طريقه الى الملك مروراً بالممرات الطويلة حتى وصل اليه و هو جالس على عرشه في قاعةٍ كبيرة و انحنى امامه قائلاً :"مولاي الملك لقد اخبرني احد الخدم ان جلالتك تريد التحدث معي في ا...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

كان بَهرام متوتراً جداً بشأن الامر الذي يخص الملك ، قلبه كان يخفق و هو في طريقه الى الملك مروراً بالممرات الطويلة حتى وصل اليه و هو جالس
على عرشه في قاعةٍ كبيرة و انحنى امامه قائلاً :"مولاي الملك لقد اخبرني احد الخدم ان جلالتك تريد التحدث معي في امرٍ مهم للغاية" قال له الملك :"نعم انا طلبت التحدث اليك بالفعل و لكن ليس من المفترض ان تدخل اليّ بسيفك" ارتبك بَهرام جداً و خلع سيفه على الفور من ثيابه قائلاً :"انا اعتذر يا مولاي اني فقط كنتُ في التدريب و نسيت خلع سيفي قبل الدخول الى جلالتك اطلب منك العفو و ان لن تعفو عني فأنا مستعدٌ لعقاب جلالتك". كان دائماً يتحدث الى الملك و هو ينظر الى اسفل لم يتجرأ ان ينظر الى وجهه او عينيه.

لاحظ الملك ارتباك بَهرام الشديد ، ثم قال له :"ماذا بك يا بَهرام ، لماذا انت متوتر هكذا؟ ، اني لم اقل لك شيئاً قط و بالطبع اعلم انك نسيت ان تخلع سيفك و لن اعاقبك على هذا يا محاربي القوي" لم يستطع بَهرام منع نفسه و نظر الى الملك بعينيه اللامعتين و قال :"شكراً جزيلاً لمولاي على عفوه و طيبة قلبه مع محاربه المسكين" مع ابتسامة خفيفة ، ابتسم أيضاً له الملك قائلاً :"و الآن .. سأعرض عليك مهام .. ربما تجعلك وزيراً لي اذا نجحت و ستُقتل اذا فشلت" و كأن حياة بهرام لا ثمن لها بالنسبة للملك.

قال له بَهرام :"امرُك يا مولاي انا مستعد لأي شئ ستطلبه مني" فرح جداً الملك برد بهرام و علم انه اختار الشخص الصحيح ثم قال له :"انها مهمة غير اي مهمة ، يجب عليك الحذر الشديد .. سأبدأ بالتوضيح فوراً .. اني أُريد ان اغزو مملكة في الشرق تُدعى (اڤالونيا) و لكني لا اريد ان اتسرع فأخسر كلا المملكتين" لحظات من الصمت قطعها بَهرام :"و ماذا يجب عليّ ان افعل بشأن هذا الامر يا مولاي؟" ابتسم الملك مجدداً لسؤال بَهرام و قال :"انا اريدك ان تكون جاسوساً لي في تلك المملكة".

هذا كان طلب صعبٌ للغاية و يُعرض حياة بُهرام لخطر شديد لكنه لم يستطع الرفض و ربما هذه المهمة ستغير حياته الى الابد أيضًا ، قال بهرام :"كيف سأفعل ذلك يا مولاي؟" قال له الملك :"كنت منتظرٌ منك هذا السؤال ! اسمع لي جيداً ... ستذهب الى هذه المملكة في احدى السفن الناقلة للبضائع ، ستستغرق هذه الرحلة ٩ ايام في المحيط .. ثم تدخل الى القلعة لابساً لُباساً فخماً يليق بجندي و تطلب انضمامك الى الجيش ... سيكون هناك اختبارات للانضمام و لكني متأكد انك ستجتازها كلها بنجاح".

قاطع بهرام الملك قائلاً :"اعتذر عن مقاطعتك يا مولاي و لكن هل من السهل الدخول الى القلعة ؟" قال الملك :"بالطبع الامر ليس بهذه السهولة يجب عليك الاجتهاد قليلاً .. مثلاً اخبرهم انك من مملكتهم و حلمك ان تنضم لصفوف الجيش ، اعتقد انهم لن يترددوا لإدخالك .. عندما تجتاز جميع اختبارات الجيش و تصبح واحدًا منهم عليك ان تُخبرني ببعض الاشياء عن طريق الرسائل باللغة مُشفرة لا يفهمها سوى انا و انت فقط".

قال بهرام للملك :"ما الذي يجب علي ان انقله من معلومات اليك يا مولاي" قال الملك لبهرام :"اريد ان اعرف إمكانياتهم في القتال .. منافذ القلعة و الاماكن الدفاعية .. وصف دقيق للقلعة و مداخلها و مخارجها و اماكن تواجد الحراس باستمرار" اخذ برهام نفس عميق ثم قال :"حسناً يا مولاي أوامرك كلّها مجابة اعتبر نفسك ملك اڤالونيا و آيثريا من الآن" ضحك الملك ضحكةٌ خبيثة ثم قال :"تذكر يا بهرام اذا فشلت ستقتل ... مني أو منهم" قال بهرام بثقة:"حياتي فداءً لمولاي و لمملكته".

قال الملك مبتسماً :"هذا ما توقعته منك يا بهرام .. دائماً تفوق توقعاتي بحبك وولائك لي و للمملكة و الآن انتهي من تدريباتك و اذهب لتحضر أغراضك فالرحلة ستبدأ في الفجر و سنتفق معاً على لغة للتواصل" قال بهرام للملك :"أوامر مولاي ، الى اللقاء" اخذ بهرام سيفه و خرج من عِند الملك وذهب لاستكمال تدريباته و كانت الافكار في رأسه كأنها تُبارزه بالسيوف. انها حقاً مهمة كبيرة و صعبة ، سيسافر و يبتعد عن مملكته لاول مرة في حياته.

سيكون وحده تماماً وسط مملكةٌ أخرى لا يعلم بها احد اذا كشفوه حتماً سيقتلوه و ربما يعذبوه أولاً ليصبح عبرة للخائنين لكنه لم يهتم لكل هذه المخاطر ، انه يريد ان يخوض التجربة و يعيش المغامرة ربما تتغير حياته او يقابل حباً حقيقياً. جاء المساء و ذهب بهرام الى مخدعه حتى يُحضر اغراضه و يستعد للرحلة و اخذ معه افخم الملابس ليبهر الجميع و ذهب الى الملك و اتفقا معاً على لغة مُشفرة. بعد ان انتهى من جميع التحضيرات، ركع على ركبتيه في مخدعه و نظر الى السماء و قال :"يا الهي ، اني اذهب في حمايتك .. اطلب منك التوفيق و الرحمة .. كن معي ولا تتركني أبداً .. آمين".

حاول بهرام ان يسترخي و ينام بعض الساعات و لكن الامر كان صعب للغاية حتى حلول الفجر و نهض ليتجه الى الميناء حتى يركب السفينة و يذهب الى تلك المملكة التي تُدعى اڤالونيا.

خلف الجدرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن