« الفصل الثاني »

445 31 20
                                    


أُذكروا الله♡
ولا تنسوا غزَّة بين دُعائِكم"))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إبتسم "يعقُوب" براحة كبيرة سرت في أوصاله بعد الخبر تلقَّاهُ من "مُصطفى" حول موافقة ولدِه "محمُود" بالعودة لدارهِ مرة أُخرىٰ، بينما توسعت أعيُن الأبناء الأربعة وزوج إبنته صدمة من ذلك القرار الغير متوقع بتاتًا، وكانت "زينب" التي إنهمرت دموعها كالشلال هي أول من بادر بالحديث قائلة بتلعثم وتوهان نتج عن عدم تصديقها مما قاله..:

_بابا هو .. هو الكلام اللي حضرتك قـ.. قولته بجد؟
"محمود" وافق إنه يرجع تاني إزاي؟ أنا مش فاهمة أي حاجة خالص!!!

_أنا تعبت من الظلم اللي ظلمتهوله يا"زينب" ومن اللي عملتُه فيه.. ولما مشي حسِّيت إن ضهري انكسر معَ إني كان جوايا مصدق إنه عُمره مايكون حرامي ويسرق أهلُه وأبوه بس كُنت بعاند.. وخلاص ما فضلِّيش كتير زي ما إنتوا شايفين فعاوز أصلَّح اللي عملته، وأنا عارف إن "محمود" قلبُه كبير زي"فاطمة" أمكم الله يرحمها وهيسامح، والدليل على كده هو إنه برغم اللي كُل اللي حصل وقبل ما أعرف إنه بريئ كان بيطمن عليا عن طريق مصطفى.

إبتهجت ملامح الأبناء الثالثة بعدما سمعوا قول والدِهُم الَّذي ظهر في نبرتهِ ندمًا خالصًا والَّذي رغم أنه متأخر إلى إنَّه أفضل من عدمه، وقد تحدَّث "سامي" زوج "زينب" ببسمة سعيدة مُؤيدًا قول والدُ زوجتِه..:

_دا الصح فعلًا ياعمي، وبجد أنا مبسوط إن حضرتك هتعمل كده.

❈-❈-❈

وقفت "ذِكرىٰ" أمام مطعم في وسط البلد تنظُر لعنوانِه البارز "ألف ليلة وليلة" الَّذي نُقِش ببراعة أعلى المطعم، ثم ولجت للداخل بخطواتٍ مُتثاقِلة وتهادى لمسامعها صوت "أم كلثوم" يصدُح في أنحاء المكان، فأغمضت عينيها لثوانٍ تُطرب أذنيها بكلماتها البسيطة التي تدخُل قلبها دون إستئذان، ثم سارت قليلًا حتى وقفت أمام مطبخ المطعم، ودلفت إلى الداخل ليُرحِّب كل من يراها بمجيئها وهي تكتفي بالإبتسام لهُم فقط، وقد اتجهت نحو ذلك الواقف في أحد الأركان يواليه ظهرها ويُقطع البصل بإحترافية شديدة، وعندما إقتربت منه تحدَّثت مُمازِحة بسُخرية..:

_لحد إمتى هفضل أقنِعك إن المطبخ دا مكان الستات وشُغلانتهُم.. فـ ليه حاشر نفسك في حاجة مش بتاعتك!!

استدار الأخيرُ لها على الفور بعد بعد سماعه لصوتها يرُد عليها..:

_أولًا الطبخ مش للستات بس.. ثانيًا دا هواية وفن بيتعمل بمزاج وروقان بس إنتوا النسوان بوظتوا الفن دا بإنكم بتعملوه تسديد خانة وانتوا كارهين نفسكم.. وبعدين يلي بتتكلمي بصدر مفتوح ما إنتِ ست و ما بتعرفيش تتطبخي، فياريت بقى تسكتي خالص وما تفتحيش بوقك تاني.

"ليْتها تعلم"Where stories live. Discover now