"الفصل التاسِع _1"

279 25 18
                                    

اذكروا الله.

ولا تنسوا غزة في دعائكم ")

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خرجت من غرفتها بعد أن دقت العاشرة صباحًا مرتدية ملابسها العملية، وبين يديها تحمل حقيبة بداخلها أوراقًا خاصة بالقضايا التي تتولاها، وما إن وقعت عيناها على شقيقتها التي خرجت هي الأخرى من غرفتها المجوارة لخاصتها إقتربت منها متأملة ملابسها لبضعٍ من الثواني واتبعت تُحادثها بسخرية..:

_الناس بتيجي في رمضان توسع من لبسها، إلا إنتِ
الله أكبر ماشية بالعكس.

_ملكيش دعوة ياعيوني وياريت كل واحد يخليه في نفسه، بعدين أنا اللي هتحاسب مش انتِ.

رفعت"زهراء" إحدى حاجبيها باستنكارٍ تام من ردها البارد ووقاحتها الغير معتادة منها والتي أضحت تظهرُ منها في الأوانة الأخيرة، فهدرت بها بنبرة
غاضبة..:

_ياريت لو نظرك ضعف تقولي لأمك تروح تعملك نضارة، علشان الظاهر كده إنك مش شايفة إنتِ
بتغلطي في الكلام مع مين.

وهنا تدخلت والدتهما بعد سماعها صوت إبنتها الكبرى العالي تسألهما باستغراب بعد أن اقتربت منهُما.

_في إيه يابنات مالكم؟... وصوتك عالي كده ليه
يا "زهراء

تحرکت" فيروز" نحو "زينب" تطبع قبلة على وجنتها، وأتبعت تقول..:

_ولا حاجة ياماما، إظاهر إن "زهراء" أعصابها تلفانة من كثر القضايا اللي بتمسكها الله يساعدها، فياريت تقنعيها تاخد أجازة ترتاح شوية بدل ماهي ماشية تتخانق كده مع دبان وشها... يلا أنا همشي على الجامعة بقى.

وبعد أن أنهت حديثها فرَّت هاربة خارج الشقة بسرعة كي لا تسمع ردًا من شقيقتها يعكر صفوها الرائق، بينما نظرت "زهراء" لوالدتها تهتف بعدم
تصديق..:

_شايفة ياماما بنتك بتقل أدبها معايا في الكلام إزاي ومش عاملالي أي إحترام إني أختها الكبيرة!!

_خلاص يا"زهراء"، دي أختك وبتهزر معاكي مش هتقفيلها على الواحدة يعني.

_أهو أقسم بالله مبرراتك ودلعك ليها دا هو اللي بيخليها تبوظ كل ما تكبر بدل ما تعقل...

ردت "زهراء" عليها بتلك الكلمات بنبرة منفعلة عندما قابلت برودها بدلًا من إنزعاجها من تصرفات إبنتها، ولكنها عقدت حاجبيها عندما تذكرت شيئًا وتابعت تسألها باستغراب..:

_الساعة دلوقتي عدِّت عشرة، ومش المفروض بنتك محاضراتها بتبقى من الساعة ثمانية؟

أجابتها "زينب" بعد أن تأففت بضجر من محاولتها في اختلاق أي شيئ يدين شقيقتها..:

_ما عادي يا"زهراء" مُمكن يكون عندها محاضرة متأخر... بطلي بقى تدقيق وشك في كل حاجة زي
ما كان أبوكِ الله يرحمه بيعمل.

"ليْتها تعلم"Where stories live. Discover now