« الفصل الخامِس »

336 32 19
                                    

قبل القِراءة أُذكروا الله..
ولا تنسوا غزَّة بين دُعائِكم"))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صفعة كبيرة هبطت من كف "يعقوب" واستقرت على وجه ذلك الواقف أمامهُ يُحدِّق بهِ بذهول من فعلته الَّتي لم يتوقعها منه في حياته، وقد تحدث الأخير بغضبٍ جامح وصوته تعالى في أرجاء المنزل..:

_بتستغفلني وتسرق الورق بعد ما أمنتلك على كل حاجة يا وسخ!!، دي آخرة الثقة اللي إدتهالك؟.. إبني اللي لو كل الدنيا قالت إنه حرامي عمري ماكنت هصدق يجي يسرقني أنا!!

_أنا معملتش حاجة، أقسم بالله ما أخدت الورق دا ولا أعرف عنه أي حاجة.

دافع "محمود" عن نفسه بتلك الكلمات وهو يُمرر أصابعه على خصلاته بقوة كادت أن تقتلعهم، فسأله "يعقوب" ببسمة ساخِرة ارتسمت على وجهه..:

_أومال دخلوا إزاي خزنتك اللي محدش في الدنيا يعرف رقمها السري غيرك طالما انت بريئ وبتقول معرفش حاجة؟

_والله العظيم أنا مش عارف إيه اللي جابهم عندي.

_مش الورق اللي انت سرقته اللي كشفلنا وساختك
بس، دا كمان في قروض مسحوبة من البنك على حساب المحلات بإسمك والفواتير اللي تثبت كلامي أهي.

أنهى "يعقوب" حديثه مُلقيًا عِدة أوراق بقوة على وجه "محمود" الَّذي تصنم بمكانه مذهولًا من التهم الَّتي نُسِبت إليه وهو لم يفعلها من الأساس، واستمع للأخير وهو يُكمل حديثهُ بينما يرمقه بإستحقارٍ جلي..:

_يعني كُنت ناوي تسرق المحلات وتدبسنا في قروض بس ربنا كشف وساختك.

صمت يدفعهُ بكلتى يديه بقوة كادت أن تطرحهُ أرضًا أمام الواقفين الذين يُتابعون المشهد في صمتٍ تام، ثم قال بنبرة أرعبت الجميع من عُلوِّها وحدَّتِها..:

_من النهاردة مش عاوز أشوف خلقتك تاني طول ما أنا عايش وموجود على وش الأرض.. أنا خلاص إعتبرتك ميت.

هز "محمود" رأسهُ موافقًا، ورد عليهِ ببسمة هادئِة تتناقضُ تمامًا مع مُحتوى حديثه..:

_تمام هعملك اللي انت عاوزُه ومش هتشوف وشي نهائيًا.. بس لما الحقيقة تظهر ياريت متدورش عليا، وزي ماحضرت قولت... إعتبرني ميت.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولجت "مودَّة" داخِلَ غُرفة شقيقها "نُوح" دون أن تطرُق الباب حتى كي توقظه، واقتربت منه وتفحَّصتهُ لتجدهُ يضع وسادة على وجهه وينام بعمقٍ تام، فصعدت على الفراش وأخذت تقفز بقوة عدة مرات دون توقف وهي تقول بصوتٍ عال..:

_يا"نُـــوح".. يانُـــوح" إصحى يلا الساعة 11 و بابا عاوزك..

وعندما لم تجد منهُ رد فعل أو إستجابة مالت نحو أُذنيهِ وتابعت بنفس عُلو نبرتها السابِقة..:

"ليْتها تعلم"Where stories live. Discover now