«الفصل السادِس»

351 41 21
                                    

قبل القِراءة أُذكروا الله..
ولا تنسوا غزَّة بين دُعائِكم"))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"الإنتظار"

شعورٌ مُقيت يكرههُ أي شخص، ولكنه يتحمله غصبًا كي ترضيه النتائج، ولكن ماذا إن كان الإنتظار نتيجته تحسِم حياتك أو موتك بالمعنى الحرفي مثل تلك الَّتي تجلس في صالة الإنتظار تحتضن رأسها بكفيها وتُغمض عينيها بهدوءٍ خارجي عكس نيران الخوف والقلق اللَّذان ينهشانِها في الداخل بسبب ماستسمعهُ بعد قليل من طبيبها، ومضى على جلستها تلك خمس عشر دقائق مروا عليها وكأنهم خمس عشر سنوات وكأن الوقت يُعاندها ويمضي ببطئ مُخلِفًا لها لأنها لا تحب أن تنتظر، حتى نادتها أخيرًا إحدى الممرضات تُخبرها أن دورها قد حان، فنهضت واقفة وأخذتها قدماها نحو الغرفة المنشودة الَّتي تعلم بمكانها جيدا لأنها جاءت هُنا مرتين من قبل، وبعد أن طرقت الباب بكفٍ مُرتعش وأُذِن لها بالدخول ولجت بخطوات مُتثاقلة وسارت مُقترِبة من المكتب الَّذي يجلسُ خلفهُ طبيبًا وجلست على المقعد المقابل لهُ تتحدثُ سائِلة إياهُ بتوتر ودون تجميل كلماتِها..:

_ازي حضرتك يادكتور...نتيجة الأشعة طلعت ولا لا؟

_طِلعت.

نطق بها الطبيبُ بهدوءٍ تام، ومن ملامِحُ وجههِ المُتهجِّمة وعيناهُ الَّتي تدورُ ناظِرة لجميع الأشياء المُتواجدة الغُرفة عداها جعلت شكوكها تزداد وخوفها يتضاخم، فرسمت بسمة باهِتة على شفتيها وعادت تسألُه..:

_طب إيه الأخبار ؟

وبنبرة تملئُها الحُزن والشفقة أجابها..:

_للأسف الموضوع مطلعش صُداع وخلاص.. الوجع اللي بيجي في دماغك وبيلازمك دا طلع كانسر زي ما توقعت.

ــــــــــــــــــــــــ

خرجت "زهراء" من قسم الشُّرطة بإرهاقٍ تام رغم سعادتها بأنها نجحت في أخذ حكم براءة لذلك المتهم المدعو "حسانين"، وأخرجته من المصيبة التي وضع بها، وستسطيع أن تُشعِل نيران الغيظ أكثر داخل "خالد" الَّذي كان ولا يزالُ يستهين بمقدرتِها كـ مُحامية رغم علمهِ التام بحنكتها ومهارتها، وقد توقَّفتت عن السير عندما سمعت صوت "حسانين" يُناديها فاستدارت له تسأله بنبرة عملية..:

_خير يا أُستاذ "حسانين".. في حاجة؟

_معلش أنا من حماسي فضلت أحضُن في الكل جوا ونسيت أشكر اللي الفضل في إن براءتي تظهر يرجع ليها... وبجد ماشاء الله عليكِ انت أجدع وأشطر من 100 مُحامي في البلد دي.

أعطتهُ"زهراء" بسمة بسيطة، وردت عليه بهدوءٍ خافية سعادتها الداخلية الشديدة من إطرائِهِ لها الَّذي تحبُّه دائمًا من موكليها ويزيدها فخرًا في نفسها..:

"ليْتها تعلم"Where stories live. Discover now