"الفصل التاسع_2"

330 25 3
                                    


قبل القِراءة أُذكروا الله..
ولا تنسوا غزَّة بين دُعائِكم"))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_"نوران"!!

أجفل الجميع على صوت "هارون" الذي هتف بذلك الاسم فجأةً، ونظروا جميعًا نحو ما يتطلع له، فوجدوا فتاةً تقفُ أمام سيارة فاخرة بجوار منزلهم، وتقدم "هارون" صوبها سريعًا، بينما مال "نُوح" نحو أذن "يوسف" يسأله مستغربًا..:

_مين المدام ولا الآنسة اللي أخوك بيجري بلهفة
عليها كده؟

_دي "نوران" خطيبته ياعم.

وقفت "نوران" أمام "هارون" بعدما اقترب منها وبسطت كفها الأيمن نحوه ببسمة باهتة، فصافحها الأخير قبل أن يحادثها متسائلًا..:

_أنا قولت إني هرجع من المائدة هلاقيكِ في البيت، جاية متأخر يعني؟

_الطريق كان زحمة أوي عشان الناس كلها مروحة
بيوتها وكده.

هز "هارون" رأسه بتفهم، ولم يخفى عليه شحُوب وجهها والحُزن الباديين في عينيها التي كانت تشع بهجة سابقا، وقد أجل سؤاله عن سبب حالتها لحين إتاحة وقت يجلسون فيه بمفردهم، وبعد اقتراب الشباب نحوهما، أخذ يعرفها عليهم قائلًا بحماس..:

_أقدملك ولاد أعمامي.

ثم حول بصره نحو عمه "مصطفى" و"حسن" وأشار لهما متابعًا..:

_ودول أعمامي... عمي "مصطفى" وعمي "حسن".

_أهلًا بيكِ يابنتي.

قالها "مصطفى" وهو يرمُقها ببسمة ودودة، بينما حرَّك "نوح" أصابعه يُشير لهم بالتعجُّل قائلًا..:

_أنا بقول نأجل التعارف لحين بس ما ندخل جوا... علشان زمانهم دلوقتي بيدعوا علينا وأنا هموت وآكل.

كانت هذه آخر الكلمات التي قيلت في الخارج بعد أن تذكروا أن باقية العائلة تنتظر مجيئهم لتناول الفطور سويًا، فولجوا للداخل ملقين السلام على الجالسين، وعندما أبصرت "حنان" "نوران" التي كانت على علم بمجيئها من ولدها نهضت من فوق مقعدها على الفور واتجهت نحوها تجذبها معانقة إياها قائلة ببسمة حنونة تحت نظرات الجميع
المتسائلة حول هوية تلك الغريبة الَّتي يرونها لأول مرة..:

_وحشاني يا حبيبتي.

لم تعلم "نوران" لماذا إجتاحتها رغبة في البكاء وهي داخل أحضانها التي جعلتها تشعر بدفئٍ وحنانٍ أموي صادق قد افتقدتهم منذُ زمن، فابتلعت ريقها بصعوبة ورسمت ابتسامة باهتة على ثغرها مجيبة بصدق..:

_وانتِ كمان أوي يا طنط.

وبعدها شبكت "حنان" ذراعيها بخاصتها وتحدثت بصوتٍ عالٍ مُعرِّفة الجميع عليها بقولها..:

"ليْتها تعلم"Where stories live. Discover now