أعانَ المعِينُ عينًا عَاينَت عيناك
--------------------------
لنعد خطوة إلى الوراء
ربما لا
لنقفز قفزة إلى الماضي
قبل 8 سنوات
حديقة لا تضيئها سوى أضواء خافتة تصدرها أعمدة إنارة عتيقة تنتصب بالقرب من تلك الاجمات التي هُذبت باحترافية وبطريقة مبتكرة من قبل خادم الحديقة العجوز الذي أفنى عمره في تقليم الأشجار وتهذيب مظهرها وتحسينها ، يجلس على حافة تلك النافورة التي توقفت عن طرح المياه صديقان حميمان ، الدكتور هارونو كيزاشي او الطبيب المعجزة مثلما هو معروف جراح الأعصاب و المخ و زميله الدكتور اوتشيها فوجاكو جراح العظام والمفاصل يتسامران في تلك الليلة التي غاب فيها القمر و تبعثرت نجوم الكون متباينة الأحجام و الأوضاع في تلك الظلمة الحالكة باعثة شيئا من نورها الخافت و قد نجحت النجوم في تأدية مهمتها الأزلية .....
اعتقد أنّه إذا نظر المرء إلى السماء دائما ، سينتهي به الأمر إلى الطيران ،لقد أصاب الروائي غوستيف فولبير عند كتابته لهذا المقطع في روايته التي نسيت عنوانها ....أظن أنه كان مادام بوفاري ، على كل يبدو نجم الشمال القطبي مشعا اليوم أكثر من المعتاد أليس كذلك ؟؟! ' سأل كيزاشي باستفهام حائر و في يده كأس من عصير التفاح الاخضر يلفه بين أنامله بعشوائية ويستمتع بصوت ارتطام قطعة الجليد الملساء تلك بالسطح الزجاجي الهش
نفث فوجاكو دخان سيجارته في الجهة المعاكسة ليرد على صديقه الذي يراه غارقا في تأمل النجوم مثل كل مرة يكونان في بقعة لا يصلها التلوث الضوئي كثيرا
' سماء الليلة لا تتخللها الغيوم مثلما اعتدنا دائما ، وانت يا صديقي قد غيرت نظاراتك الطبية اليوم ، ربما هذا ما جعلك ترى أن النجم يشع بطريقة غير عادية ' القى كلماته ليعيد استنشاق تلك اللفافة السامة التي يدمنها مسببا امتعاض صديقه الذي انزعج من تصرفاته اللامبالية :' طبيب و لا يعلم أن التدخين لن يؤدي به إلا للهلاك و لا يزال مصرا على إهدار ماله و صحته على هذه السموم '
' اووووه صديقي المراعي ، تخيل معي لو أنك تموت قبلي أنت الذي أفنيت عمرك و انت تنصحني للاقلاع عن التدخين ، سأحزن و لكن حين اتذكر نصائحك صدقني سأضحك كثيرا ، اعذرني على صراحتي و لكن نوبات الضحك بدأت تنتابني منذ الآن '
ألقى فوجاكو كلماته محافظا على التواصل بينه وبين صديقه الذي حملق لبرهة قبل أن ينفجر كلاهما ضحكا
