༄˖°.ೃ࿔*شعور

36 6 1
                                    

"و لكنني استغرق وقتا طويلا متأملا الاشياء التي لا ينتبه إليها أحد " ..

••••••••••••

"بالمناسبة هل لي أن أطرح عليك سؤالا ؟" سأل الغرابي و سوداويته الجميلة تخترق زمرديتيها مباشرة ، ما جعلها تشد على طرف فستانها من التوتر

عيناه توترها و هدوءه يزيد الطين بلة اكثر، هي لم تدخل في محادثة هكذا مع شخص من قبل ، لذا فهي غير معتادة على هكذا مواقف و نظراته تصعب الأمر أكثر ، فهو يحافظ على التواصل البصري و يستمر فيه ما لم يبادر الطرف الآخر أو يعطي رد فعل من نوع ما على الأقل........

" تفضل ..... ما هو سؤالك ؟" اردفت بهدوء بعد تردد قصير .......؟سؤال شخصي ؟ الاسئلة الشخصية التي تطرح عليها محدودة ويمكن تخمينها

" هل لون شعرك طبيعي ؟ صدقيني لا اقصد الاستهزاء ولكن أنت الوحيدة من بين أفراد عائلتك التي تمتلكين مثل هاته الصفات الظاهرية" أردف يحاول أن يجعل سؤاله لبقا محترما و لا يجعلها تشعر بأي نوع من الاستهزاء أو الانتقاص ....هذه ليست نيته أصلا

رمشت بسرعة تحاول استيعاب سؤاله ، كان من الاسئلة المتوقعة على كل حال لذا أجابت بعد أن اعتدلت ملامحها :" نعم إنه كذلك ، ورثته عن أبي ، ابي كان يملك شعرا زهريا و أنا الوحيدة التي ورثت هذا عنه " اجابت باختصار مع ابتسامة ظريفة شكلتها شفاهها ، لا تدري لماذا ولكنها استنتجت أن الكائن الذي يقابلها فضولي على ما يبدو وتخشى ان يصل بأسئلته لما لا تريد الإفصاح عنه فتنجر خلفه وتنساق و تروي ما يروى و ما لا يروى

"آ آ آ آ هكذا الأمر " هز رأسه بفهم ، وهو يلوم غبائه لماذا طرح عليها هذا السؤال ؟؟، لقد تذكر فجأة أن ايتاشي أخبره سبب الاختلاف مسبقا ، ليته طرح سؤالا يفيده في بحثه و يقربه للجواب أكثر

فتح ثغره ليطرح سؤالا آخر على ما يبدو ، إلا أن طرقا على الباب جعله يتراجع عن ذلك ، إنها الخادمة تخبرهم أن الاجتماع انتهى لتعود أدراجها خارجا

امتعضت ملامح ساكورا لذلك ، أرادت لو تطيل البقاء في المكتبة أكثر ، أحبت الكتب والرفوف و الطاولات والستائر و الجدران والتماثيل والزخارف........... أحبت المكتبة وكل ما فيها

"حسنا استمحك عذرا ، يبدو أننا سنغادر على كل حال " اردفت بنبرة هادئة موجهة خطابها لساسكي الذي تزحزح عن كرسيه ليتحرك أمامها متقدما نحوها تحت نظراتها التي تتعقبه إلى أن استقر خلفها ليمسك مقبضي الكرسي

"حقا ، ماذا الآن ، أقسم لكم أن الإعاقة تصيب قدماي لا ذراعاي ، يمكنني الاعتماد على نفسي ، لما الكل يريد أن يثبت لي كم أنه محترم و كم أنني عاجزة " صراع خفيف بينها وبين نفسها انتهى في اللحظة التي امتدت فيها يده تحمل ذاك الكتاب الذي كانت تقرأه منذ قليل

ما أجبرها على رفع رأسها وهي تبدل نظراته بينه وبين ما بين يديه .....

" يمكنك أخذه ، اعتبريه هدية و اقبليه ، عادتنا أن نهدي من نقابلهم أول مرة شيئا على ذوقنا ، و ليس هناك افضل من أن يهدي المرء كتابا " أردف بهدوء ما جعلها تبتسم بامتنان شاكرة إياه على ذلك و هي تمد يديها لالتقاطه متحسسة غلافه المخملي القطيفي باناملها و لا زالت تبتسم بشرود

صراع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن