تقارب༄˖°。°*:・

74 7 22
                                    

"دعنا نتمشى قليلا......... إلى الأبد "
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

أغلقت درج الزينة ، تتجه نحو سريرها لتغط في نوم عميق

تستلقي على ظهرها ضامة يديها فوق صدرها وعينيها تتأمل سقف الغرفة بشرود ، هل قلت في نوم عميق؟ ، لم اقصدها ، الليل بالنسبة لها مدينة لا تنام ، هي هنا لكن عقلها في مكان ما بعيدا يفكر في عرض ذاك الاوتشيها ، هي ممتنة جدا أنها لم تتهور و تعطي ردها بالقبول أو الرفض في اللحظة التي طلب منها ذلك ، تنفست الصعداء لأنها ترزنت و طلبت التفكير في الأمر ......

"إنني انضج حقا ..." اردفت بهدوء لتضحك على نفسها ....

دماغ الإنسان يضم 100 مليار خلية عصبية .....
كل خلاياها الان تنقل نفس الرسالة ، كل انش من دماغها يفكر في الأمر ذاته ' هل اقبل أم ارفض ؟'

الأمر يأرقها ، لقد عاشت لسنوات طوال مع هذه الإعاقة التي تتمنى لو أنها كانت معها منذ الولادة ، فكرة أن الإعاقة سببها حادث أمر مزعج خصوصا باحتكاكها مع ذاك الاوتشيها و التقارب الذي بينهما ،هي تخشى أن تصل للنقطة التي تبوح له بها عن سبب حالتها .....

.
.
.
.
.
.
شمس صباح يوم ربيعي دافئ تشرق في سماء انجلترا مجددا ، يستقبلها سكان المملكة برحابة صدر متفائلين بخير فصل جديد .......
.
.

'ليس لدي ما أقوم به اليوم  ، سأجدد طاقتي فحسب ، الشمس دافئة تعطي شعوراً بالامل ، السماء تلوح للناظرين بساطا ازرق ترعى في مروجه الغيوم البيضاء المتكتلة كغنم يبحث عن مرعى ، تطفو
ببطأ شديد '

ترجلت من سريرها ، تجلس على كرسيها العزيز معدلة نفسها ، تيار كهربائي من الالم داهم عمودها الفقري فجأة جعلها تصرخ و تنكمش ملامح وجهها من الالم

' تبا ليس وقتك أبدا..."

تمتمت بألم لتسكن في مكانها دون حركة بعض الوقت إلى أن زال الألم نهائيا , تنفست بعمق طاردة الهواء العكر من جوفها في محاولة لاستبداله بالهواء النقي علها ترتاح بعض الشيئ
استلقت برأسها على ظهر الكرسي رافعة بصرها نحو الأعلى
' إنها إشارة لأقبل بعرض الاوتشيها على ما يبدو '
نبست بهدوء و هي تعدل حركاتها ببطأ شديد كي لا تداهمها تلك الحالة مجددا ......

في خضم ذلك فتح باب الغرفة

استغربت من ذلك فليس هناك من يقتحم غرفتها و معقل خصوصيتها دون طرق أو استئذان

اكفهرت ملامحها واسودت و امتعضت عند رأيتها من الذي دخل

'اخرجي ......' اردفت بسرعة و بلهجة صارمة امتزجت بغضب مكبوت .......

جحفلت الواقفة هناك باستغراب ، هل تلقت أمرا بالخروج للتو من طرف ابنتها ؟!! ......

' ما هذه الوقاحة ساكورا ، لم أربك هكذا ' اردفت بتعجب مصطنع وبطريقة جعلت من الأخرى تود طمس ملامحها و الاستفراغ ....

صراع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن