صدمة.ೃ࿔*:・

58 9 46
                                    

قل للقوافي إذا مالت بأحرفها ، الشوق بحر و في عينيك مرسانا

♡♡♡♡♡

'الجرأة وحدها هي التي يمكن أن تحرر الإنسان من الخوف ، و عدم المخاطرة هو انتهاك لمعنى الحياة نوعا ما '

'علي أن أخاطر'
......

حاور نفسه بهدوء و هو يجر أذياله في الرواق المظلم الطويل بشرود ، ذاته هنا لكن عقله غائب عن المكان كليا ، يسبح في الماضي الصادم و الحاضر المربك و المستقبل المريب
....
وصل إلى غرفته أين من المفترض أن يلقي بجسده المنهك على السرير المريح ، عله يلقى بعض الهدوء بعد كل هذه الأحداث المتراكمة الغريبة ، لكنه لم يفعل ذلك بل أعاد تشغيل الاضواء بعد أن غسل وجهه بالماء البارد ليطرد النعاس الذي بدأ في مداهمته ، و العودة لإكمال مهمته التي يمكن عنونتها ب البحث عن الحقيقة

حديثه منذ قليل مع شقيقه ، فتح آفاقا عديدة أمامه ، ربما نقطة الانطلاق ستكون ساكورا في حد ذاتها ، و ربما والدته ، رغم أن الافتراض الاخير أبعد ما يكون عن الواقع ............والدته صعبة المراس جدا فهي شخص متحفظ ليس من السهل استخراج الكلام منها ، خصوصا إن تعلق الموضوع بأسرة الهارونو كما اكتشف مؤخرا

.
.
.
.
.
.
.
.

غرفة فوق المتوسطة من حيث الحجم ، بالوان ترابية تمتزج بين البني و الابيض الكريمي و البيج ،  ثريا تتوسط السقف المزركش بمصابيح عديدة  تصدر طنينا مزعجا يدل على أنها ستنطفئ في القريب العاجل ، سرير منخفض نسبيا بملائة مزدوجة و وسادتين متباينتين يعكس شخصية صاحب الغرفة ، ركن للقهوة و مكتبة صغيرة في الزاوية توضعت على أرففها  الكتب القيمة و الثقيلة و بعض النباتات التي جعلت من تلك البقعة  تنبض بالحياة ، الأرضية ذات البلاط المماثل للخشب فرشت بسجاد إيراني صغير و على الجانب  مكتب خشبي أثقلته الملفات التي وضعت فوقه  و حائط بأكمله يبدو كسترة لم تكتمل حياكتها ، مليئ بالصور و الأوراق المثبتة بالدبابيس البلاستيكية تم وصلها بخيوط صوفية حمراء تدل على وجود علاقة بينها

يتخذ مكانه أرضا على الأرضية الباردة ، يجلس القرفصاء و ينحني بجذعه على تلك الورقة يكتب شيئا مهما توصل له منذ قليل ليعيد الانغماس في ذاك الملف يكمل قرائته بهدوء

الشاب ذو العيون العسلية الحادة والشعر الأشقر صاحب الشخصية المزدوجة ، الشخص الذي لا يمكنك أن تأخذ عنه نظرة أولية ثابتة
.
.
.

الصفحة 5

.....الأربعاء 10 تشرين الأول قبل 8 سنوات .....

يقرأ ما كتب في ذاك المجلد السري بتركيز تام ، عيونه العسلية المشعة لا تغفل عن كل حرف تستقبله
مضت حوالي 45 دقيقة و هو لا يزال يتخذ تلك الوضعية الغير مريحة بتاتا ، ينغمس بتركيز في قراءة ذاك الملف

صراع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن