القـصـر

_ 2

استقلت جودي سيارتها البسيطة منطلقة  نحو عنوان القصر الذي دونته في دفتر ملاحظاتها
عيونها تنتقل بين الطريق أمامها تارة وبين المنازل التي تمر عليها تارة أخرى ، تتأمل كل ما يقع عليه بصرها

بدأت تبتعد شيئا فشيئا عن المدينة  التي كانت منازلها تتزاحم للحصول على مساحة لتتغير لمنازل مختلفة

ذات جدران عالية متباعدة فيما بينها منازل طبقة الاغنياء  الذين لا يعيشون وسط صخب المدينة و نشاطها بل إختاروا الهدوء و السكينة ،
قادت جودي لوقت ، تتأمل المكان ، ريف ربما لكنه حتما أجمل من المكان الذي تعيش فيه

لمحت بداية حائط تغطيه الحشائش الخضراء كأنها تحميه رغم ضعفها  قادت على طوله حتى الوصول نحو بوابة ذلك القصر  ،  كانت ضخمة سوداء اللون تزينها نقوش ذهبية ، تسمح تلك البوابة للناظر بالتفحص كيفما يشاء ،
ترجلت من سيارتها بعد أن اوقفت المحرك

لتنظر لتلك الحديقة الكبيرة المملوءة بانواع زهور و الأشجار و الرائحة التي تملؤ المكان وحتما مصدرها حديق ذلك القصر
أغمضت عينيها و أخذت تفسا عميقا لتخطو فوق الطريق الحجري نحو ذلك الباب الضخم فتحته ببطئ لا بواب ولا حراسة ولا يلمح شخص في هذا المكان ...
هي لم تلمح اي شخص منذ دخلت هذه المنطقة كل ما يرى هو المنازل كأن المكان مهجور

سارت بخطوات بطيئة نحو الداخل تتأمل جمال الحديقة تسير على ذلك الطريق الذي تتوسطه نافورة بها ماء مغطى ببتلات زهور حمراء تتوضع كلوحة متقنة الترتيب امالت برأسها نحو الماء و ابتسمت أحبت القصر قبل دخوله بدأت تتخيل كيف يبدو داخله إن كان هذا خارجه
لكنها لا تريد التسرع بطرق بابه فهي تريد تأمل الجمال في هذه الحديقة أولا ما دام المكان فارغا

نظرت في إحدى الجهات لركن يحيطه سياج قصير مزين بورود ابتسمت لغرابة هذا السياج خطت بضع خطوات نحوه هي تدري جيدا ان ما تفعله اعتداء على الملكيات لكن بما انها لم تجد اي شخص فلن تحاسب على ذلك  
فضولها  اكبر من أن تخاف  نظرت لداخل السياج فوجدت نوع زهور سوداء

" وردة هالفيتي من أندر الورود توشك على الإنقراض"

استدارت جودي بهلع و احراج نحو مصدر الصوت لتجد شابا في العشرينيات ذا عيون بنية و شعر اسود نظر لها بابتسامة ثم أكمل كلامه و هو ينظر للزهرة بينما خطى يقف بجانبها

" لقد قام سيد المنزل بغرس هذه الورود بيده بعد وفاة السيدة يقال انها ترمز للموت و الاحداث المشؤومة لكن لا يعني هذا نكران جمالها انها تملك لونا شيطانيا جميلا يميزها عن الباقي هي تفرض نفسها بين باقي الزهور لتتفرد باهتمام كل من يزور هذه الحديقة "