عبقري

451 46 93
                                    

المدرسة الساعة 07:19

في الممرات الهادئة إلا من زقزقات عصافير الصباح النشيطة ، تلك التي تنظر بفضول من على اغصان الاشجار العالية لمن يضرب بحذائه الجلدي الاسود الأرض كاسرا صمت المكان وسكينته تماما كما تنكسر خيوط الشمس الذهبية المنسابة فوق شعره البلاتيني الأملس....

فجأة توقف صدى الخطوات الثقيلة عند عتبة باب إحدى الفصول...
A2.1 ....

هناك كانت الصدمة ممزوجة بالمفاجأة.....

تحديدا على العيون التي رسمت تناقضات لوحة جمعت بين جفنيها تمازج الطبيعة في الخريف كبساط عشبي تكسى وريقات الأشجار اليابسة في تناقض منسجم بإمتياز...

على تلك العيون بالذات انعكس منظر المؤخرة الممتلئة المهتزة التي يكافح صاحبها الواقف على أصابعه المتمسكة بكرسي ما حاملا ممسحة أطول منه بغية الوصول لذاك الغبار المتجمع فوق الخزانة الجانبية للفصل....

رمش ناوكارا عدة مرات غير مصدق لما رٱه عندما جال ببصره في قاعة التدريس التي تلمع ببريق ساطع يسلب الانفاس ويأسر الابصار لم يرى له مثيلا في حياته كلها قط....

حتى شرفه ليس بهذه النظافة....

فكر بذلك وهو ينظر للبلاط الذي يعكس صورة معالم وجهه المصدومة، أسطح الطاولات الملساء تبدو جديدة غير مستعملة من قبل كأنها خرجت لتوها من المصنع....

سيصدق لو أخبره أحدهم أن فريق تعقيم كان هنا منذ قليل....

هههه....

لوهلة خطرت في باله فكرة سخيفة هل ذاك القزم يكون بأي فرصة في الحقيقة جنية النظافة....

أين يخفي جناحاته إذا ؟! ....

نفض الفكرة من رأسه لكن لم يحرك نظره قيد أنملة عن البلاط المشع كالمرٱة....

كان مأخوذا للحظة.....

هو حرفيا بمقدوره الأكل لو سكب له طعامه على الارضية مباشرة....

شك في أن اي بكتيريا ستجرؤ على التجول في حيز هذه القاعة الٱن....

عاد بعيونه أخيرا وثبتها مرة اخرى على المؤخرة المهتزة بحنق من صعوبة بلوغ مالكها قمة تجمع جبال الغبار البعيدة....

فكر مرتين قبل ان يجرؤ على وضع قدمه داخل الصف المسؤول عنه...

لسبب ما شعر بالذنب أنه سيقوم بتوسيخه إن دعس فيه ،أراد الحفاظ على أنظف شيء رأته عيناه بأمان...

بمجرد ولوجه لفحت أنفه روائح المطهرات القوية.....

من أين للقزم بها...؟! تساءل داخليا يكمل تقدمه..

الرائحة ذكرته بالأنفاس التي استنشقها مرات لا تعد ولا تحصى داخل المستشفيات ...

فخلال مسيرته كوريث عائلته ومنذ أول حادثة اختطاف تعرض لها في عمر الثالثة وهو زبون دوري للمؤسسات الطبية لقد زار وأقام حرفيا في كل أقسامها فلم يبق من جسده شبر إلا وتضرر تضررا بليغا.....

معلمي_My teacher حيث تعيش القصص. اكتشف الآن