فيليبس

383 46 50
                                    

الساعة الرابعة مساءا :
 

انتهت الحصص الدراسية منذ ما يقارب النصف ساعة وقد فر الطلاب خارج حيز الثانوية كأنهم يفرون من الموت وخوت الأخيرة من أي أثر للحياة بالطبع هذا يكون اذا استثنينا مجموعة النوادي الرياضية التي لا يوقفها زمهرير شتاء ولا قيظ صيف عن التدرب لمنافساتهم الغير منتهية....

أيا يكن...نحلق جميعا الى مكتبة هوتشكيش العملاقة أين صغيرنا  يجلس وحيدا في الزاوية أمامه كومة كتب وأوراق داخل المكتبة التي لا يسمع فيها صوت سوى خدش قلمه للأوراق...

لم يرفع رأسه عن كتابه للساعة الموالية وأراهن بكل ثروتي أن مؤخرته الجميلة قد تسطحت من شدة الجلوس وتخدرت بينما هو منغمس في حل ما بين يديه....

قاطع نقرات قلمه السريعة قدوم أمين المكتبة الضجر إليه....

حاول تجاهله عله يذهب رغم معرفته بأن الأخير لن يتركه وشأنه بأي شكل من الأشكال....

"كين هل تتنفس حتى ؟! ... خذ كوب ماء وإهدء"

قالها بنبرة ساخرة يسكب له المياه في الكأس من القنينة التي أحضرها له وكم كان هذا لطفا من قبله لكن الجاحد  كين علق أنظاره بكل قطرة تنساب وتسقط خائفا أن تصيب أوراقه الثمينة أو تفسدها...

 

" ليس هنالك وقت للتنفس.. من فضلك لا تقاطعني"

قالها بعبوس ثم عاد لكراسته يخربش عليها كقطة غاضبة....

همهم السيد ساتوشي على رد الاصغر المقتضب يتأمل كراس كين لينقر بخفة بإصبعه على خطأ  سهى كين  وارتكبه...

إرتبك الطالب المجد وصحح الخطأ التافه المتمثل في عكس الإشارة ثم تنهد بإرتياح شاكرا...

" سيدي كنت عالقا لخمس ثوان وواحد وعشرين جزءا عند هذه النقطة ، شكرا لك"

إختفى إرتياحه بعد أن رأى الكتابين المتبقيين ليس لديه وقت لهما لهذا اليوم مناوبته ستبدأ بعد ساعة من الآن مما يعني أن عليه قطع 7 كلم في 40 دقيقة
أسرع بجمع أغراضه..

لقد أنهى حل الاسهل بينهم ونصف كتاب النخبة قد حله مسبقا بسبب شعوره بالملل اذا تبقى له كتاب ونصف يمكنه فعلها في وقت لاحق عليه التحرك الٱن..

ودع السيد ساتوشي دون نسیان شكره بحرارة مجددا ...

بقي أمين المكتبة يراقب إختفاء ظل القصير في الممر ، لقد شكل رابطة من نوع ما مع هذا الطفل...

انه ذكي ومجد الطالب الوحيد الذي يزور المكتبة خارج اوقات الامتحانات بل ويظل فيها غالبا إلى غاية موعد الإغلاق....

سمعته تزلزل هوتشكيش والجميع يتحدث عن انجازاته وعبقريته في كل مكان....

" لكنه نوعا ما يبدو وحيدا .. حزين وفي عينيه جرح عميق كأنه هنا لكنه ليس كذلك في نفس الوقت "

معلمي_My teacher حيث تعيش القصص. اكتشف الآن