إِدْرَاكْ

276 16 36
                                    


الْمَاضِي؛

في ليلةٍ عاصفة وامطارٍ غزيرة وبرقٍ ورعدٍ يدور حول المدينة كان فيه طفلين في حضن ابيهم واحدٌ خائف والاخرُ يتظاهرُ بالخوف..قبل الابُ رأسهم بحنانٍ وقال لهم:

"خوافين تخافون عشان رعد وبرق؟"

كانوا كلا الطفلين آية! من اللطافة! كانوا لطيفين وذوي بنية ظريفة الا واحدٌ كانت بينتهُ مثل بينةِ طفلٍ بالغ..لكنهُ كان مجرد طفل اردف الطفل البالغ وقال:

"كل زق يخوف شويه.."

كان يدري الأب انه يتظاهر بالخوف وراح للطفل الثاني الي مو مركز اصلا ايش الي صاير وخايف ويرجف! كان عنده فوبيا من الرعد والبرق..

الطفل البالغ يحب مرره! الطفل الثاني يعشقه ويموت فيه!! وبيسوي اي شي عشانه..

اخذ الطفل الثاني في حضنه وبعدوا عن الأب وبعدها الطفل بدأ يبكي في صدر الطفل البالغ بقووة..وهو يواسيه ويسكته..

بعدها قام الاب من مكانه وقال:

"انو خلاص بكاء تراه مجرد رعد وبرق عادي!"

لف الطفل ناحية الأب وكان بيتكلم لكن! شاف انه يغطي جسمه بأكمله بغطاء اسود! ماعدا وجهه وهذا اسوء شي!!

كان فمه يمتد من الاذن للأذن! ولونه اسود بأكمله! وعيونه كمان!! كانت سوداء بالكامل وبشرته رمادية فاتحه..!

_________________________________









نفس الطفلين اللاذين فوق كانا يلعبون سويًا لكن في موضعٍ اخر في ملاهي للاطفال لكنها كانت قاتمة ولا تملكُ شيئًا من الروحِ سوا الاثنين الذين يلعبون في هذه المهجورة..

ومن الواضح انهُ منتصفُ الليل فأخذ الطفل البالغ الاطول من الطفل الثاني بيده وقال له:

"شرايك نلعب غميضة؟"

وافق الطفل الثاني وقال له:

"انت تقول واحد طش اثنين طش"

نفى الطفل البالغ وقال:

"حجرة ورقة مقص؟"

وافق الطفل الثاني وسوو حجرة ورقة مقص وظهر انه الطفل الثاني مقص والطفل البالغ ورقة..فرح الطفل الثاني وراح يشرد والبالغ راح عشان يعد وقال:

"واحد طش! اثنين طش! ثلاثة طش!"

كان كل ما راح مسافة الطفل الثاني يبعد صوت الطفل البالغ لكن مو مره...شاف المبنى المهجور في الحارة وتعدى السكة وراحه واندس وراه سمع الطفل البالغ انتهى وقال:

"عشرة طش!! والي واحد هو ورايه ياكل فار في الحمام!"

لف مسرع الطفل البالغ وهو مبتسم..كان الطفل البالغ نظره قوي جدًا ويقدر يشوف ويلمح بسرعة وحتى سمعه كان مثل القطة واكثر يقدر يسمع وبسبب الهدوء والسكينة وعدم تحرك الاشياء لأنها ليلة هادئة شاف هيئة الطفل الثاني في الشباك المهجور..

مَــوْتِــي تَــعْــنِــي مَــوْتُــكَ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن