أسرار الموج الأزرق .

باب الأسرار

تقدم يوسف و علي نحو الباب الحجري الضخم الذي يقف في نهاية الممر السري . كان الباب مزخرفاً بنقوش معقدة ورموز غامضة مشابهة لتلك التي شاهدوها على جدران الكهف . لاحظ يوسف وجود تجويف في مركز الباب يبدو أنه يتطلب مفتاحاً خاصاً لفتحة .

اخذ علي ينظر عن كثب إلى النقوش محاولاً فك شفرتها بينما كان يوسف يدرس الباب بحثا عن اي دلائل لآلية فتحه . بدأ ان النقوش تروي قصة قديمة، مشيرة إلى اختبار يجب أن يجتاز قبل السماح بالدخول .

بدأ يوسف و علي بالبحث في محيط الباب عن اي شيء يمكن أن يكون المفتاح . وأثناء البحث وجد يوسف تمثالاً صغيراً مخفياً في ركن مظلم من الغرفة، كان التمثال يحمل في يده شيئاً يشبه المفتاح لكن التمثال كان محاطاً بشبكة من الفخاخ الميكانيكية المعقدة.

أدرك علي أن عليهم تعطيل الفخاخ بحذر للحصول على المفتاح. استخدم مهاراته اليدوية، التي تعلمها من عمله كنجار ليقوم بتعطيل الفخاخ واحداً تلو الآخر. بعد عمل طويل ودقيق تمكن من الحصول على المفتاح دون تفعيل الفخاخ .

عاد يوسف بالمفتاح إلى الباب الحجري ، وضع المفتاح في التجويف المناسب وبدأ في تدويره ببطء . وفجأة بدأت الأرض تهتز والباب يفتح ببطء كاشفاً عن غرفة ضخمة مضاءة بنور غامض ينبعث من جدرانها .

وبداخل الغرفة كانت الجدران مغطاة بالكنوز، قطع ذهبية، وجواهر ، وتحف قديمة . لكن في مركز الغرفة كان هناك صندوق كبير مزخرف بنقوش ذهبية. شعر يوسف وعلي بأنهما على وشك أكتشاف شيء عظيم.

وبينما كانا يقتربان من الصندوق، ظهرت أمامهم صورة شبحية لرجل مُسن يرتدي ملابس قديمة، كان الحارس القديم للكنز وروحه حبيسة لحراسة هذا المكان منذ قرون، تحدث الحارس بصوت هادئ ولكنه صارم محذراً إياهما من محاولة أخذ الكنز دون إثبات أنهما يستحقانه .

قال الحارس " لم يصل أحد هنا منذ مئات السنين. يجب أن تثبتا انكما تستحقان هذا الكنز. يجب عليكما أن الإجابة عن ثلاثة أسئلة حكيمة تتعلق بالشجاعة والحكمة والصداقة " .

قام عي ويوسف بالوقوف أمام الحارس موضحين أستعدادهم للإجابة على أسئلته . سأل الحارس السؤال الأول عن الشجاعة : " ماهو العمل الذي قمتم به في حياتكما ويعكس شجاعتكما الحقيقية ؟ "

أجاب يوسف بصدق عن كيف كان عليه تحمل مسؤولية العائلة بعد وفاة والديه ، وكيف قاده شغفه بالمغامرة إلى هذا المكان . ثم سأل الحارس السؤال الثالي عن الحكمة : " ماهو الدرس الأهم الذي تعلمتماه خلال رحلتكم هذه ؟ " .

أجاب علي أن الحكمة تأتي من التجربة وانهما تعلما الأعتماد على بعضهما البعض، وفهم ان الأمور ليست دائما كما تبدو. وأخيرا سأل الحارس السؤآل الثالث عن الصداقة : " كيف أثرت صداقتكما على رحلتكم ؟ " .

أجاب يوسف بأن صداقته مع علي كانت القوه الدافعة التي جعلتهما يتغلبان على كل التحديات وانها علمتهما قيمة الدعم والثقة المتبادلة.

أبتسم الحارس ورأى الصدق في عيون يوسف وعلي واختفى الشبح ببطء، فتحا الصندوق الكبير ليكشف عن كنز ليس فقط من الذهب والجواهر بل أيضاً كتب قديمة تحتوي على حكمة ومعرفة عظيمة، كانت هذه الكتب هي الثروة الحقيقية التي يمكن أن تغير حياتهما وحياة قريتهم .

يجلس يوسف وعلي أمام الكنز المفتوح ويعيدان ترتيب خططهما للمستقبل . يعرفان أن الثروة التي وجدوها ليست فقط مادية بل هي أيضا معرفة يمكن أن تحدث تغيراً إيجابيا في حياتهم وحياة قريتهم .

Like + Comment 🌷.