"الفصل الأول"
"رواية جريمة شقة ١٣"
"لا يوجد ناجٍ"__________________________
نعلّل بالدّواء إذا مرضنا، فهل يشفي من الموت الدّواء؟؟ ونختار الطّبيب، فهل طبيب يؤخّر ما يقدّمه القضاء؟ وما أنفاسنا إلا حساب، ولا حسراتنا إلا فناء.
أأملٌ أن أحيا وفي كل ساعةٍ تمرّ بي الموتى تهزّ نعوشها. وهل أنا إلا مثلهم غير أن لي بقايا ليالٍ في الزّمان أعيشها.
(ابن نباتة السعدي)
_________________________مرحباً عزيزي القارئ، كُلنا نعلم أن الموت حقيقة تتربّص بالجميع لا مفرّ منها ولا هروب ، كلٌ منا مدركه، ربما يأتينا الموت على هيئة مرض أو حادث أو حتى موت الغفلة، أو ربما القتل، فنحن لا ندري.
إذاً دعني أسألك عن شيء، هل قتلت أحداً من قبل؟ هل تفكر في القتل؟ ربما خطر لك من قبل قتل أحدهم وربما تنفذ غداً، فمن يعلم الغيب سوى الله!
أتعلم عزيزي القارئ أن الجميع مجرم في محكمة العقل بتهم متفاوتة، منا من قتل في الخيال يوماً، وربما كلنا قتلى في خيال آخر، ربما كنت قتيلًا في عقل أحدهم اليوم، بل ربما تصبح غداً قتيلًا، ولربما تكون أنت القاتل.
فليس كل من قتل من قبل كان يتوقع أن يصبح قاتلاً يوماً. فلا تتعجب من شيء، ولا تأمن غدر البشر، فمن تعتبره صديقاً اليوم قد يرديك قتيلاً غداً، أو يجعلك قاتله.
(اللهم إنا نعوذ بك من فواجع الأقدار، وأجرنا يا الله من موت الغفلة.)
____________________________
"أغسطس ٢٠٢٣"
الساعة الآن الحادية عشرة والنصف تقريباً في محافظة الجيزة، تحديداً في أحد الأحياء الراقية بمنطقة السادس من أكتوبر، حيثُ يتجمهر عدد لا بأس به من الناس حول سيارات الشرطة المتجمعة عند أحد المباني. في إحدى الشقق السكنية تنتشر رجال البحث الجنائي في مسرح الجريمة لرفع البصمات وتحريز الأدلة، حيث لا صوت يعلو فوق صوت قرع نعالهم.
ليدلف أحد الضباط، وينظر حوله بشيء من التقزز والنفور البادي على وجهه من بشاعة الرائحة، ليجوب بنظرة على الجسد المغطي أمامه، ليتحرك إليه كاشفاً عن هول ما يخفيه الغطاء أسفله.
ليكشف عن جثمان فتاة تكسو الدماء ما ظهر منها، وكأنها قد اتخذت من الدماء صبغة لجسدها أو أنها قد بدلت بشرتها، بوجهٍ مشوه تماماً كما لو أن حقد القاتل لم يكفيه إزهاق روحها بل مثل بجثمانها أيضاً! أي بشرياً قد يفعل هذا؟ أي حقد يصل بالمرء لارتكاب جريمة وحشية كتلك! عشرات الأسئلة تطرح ذاتها بعقله وهو شارداً في المشهد المروع أمامه، ليقاطع شروده "إسماعيل" ينادي:
![](https://img.wattpad.com/cover/372473775-288-k794989.jpg)
أنت تقرأ
جريمة شقة ١٣
Детектив / Триллер"الجميع مجرم في محكمة العقل بتهم متفاوتة، منا من قتل في الخيال يوماً، وربما كلنا قتلى في خيال آخر، ربما كنت قتيلًا في عقل أحدهم اليوم بل ربما تصبح غداً قتيلًا ولربما تكون أنت القاتل، فليس كل من قتل من قبل كان يتوقع أن يصبح قاتلاً.. فلا تتعجب من شيء،...