"الفصل الثاني"
"رواية جريمة شقة ١٣"
"مسارات متقاطعة"________________________
أضحى القتل عادة مجتمعية لمجرد الاستعراض والتفاخر بالقوة، فانظر إلى حال بلادك يا فتى، تجد زهور الشباب تتساقط من حولك غدرًا وخيانة، حيث لا يدري المقتول لما قُتل ولا يدري القاتل لما قَتل، فوعد الله حق وقول رسوله لحق نراه بأم أعيننا اليوم.
عن حديث أشرف الخلق "والَّذي نَفْسِي بيَدِهِ، لا تَذْهَبُ الدُّنْيا حتَّى يَأْتِيَ علَى النَّاسِ يَوْمٌ لا يَدْرِي القاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، ولا المَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ. فقِيلَ: كيفَ يَكونُ ذلكَ؟ قالَ: الهَرْجُ، القاتِلُ والْمَقْتُولُ في النَّارِ". رواه: أبو هريرة، من صحيح: مسلم.
وهذا حال دنيانا اليوم، حيث أصبح القتل الوسيلة الأكثر شيوعًا لحل أى معضلة في تلك الأيام الحالكة، فقد بات الشباب ضائعًا في ظلمات أرض الطغاة، حيث السيف هو حاكم الهوى.
هنا يطرح السؤال ذاته: هل كان القتل عمداً؟ أكان كل منهما يتربص بالآخر لقتله؟ ، فكلاهما بالنار كما ورد في حديث أشرف الخلق؟
أم أن هناك بينهم من قُتل غدراً، حيث لا يدري الضحية لماذا قُتل؟ يا ترى، ماذا حدث بين هؤلاء الضحايا وماذا يخبئ لنا القدر؟
________________________
"قبل ست سنوات"
منذ ذلك اليوم، مضى ما يقارب عامًا كاملاً تعددت فيه اللقاءات بينهم حتى أصبحت شبه يومية، وبات الثلاثة أصدقاء مقربين؛ رغم أن "إسلام" يسبقهم بعامين في الجامعة، وهذا عامه الأخير بها، إلا أن ذلك لم يكن يشكل عائقًا، فقد بدأت اللقاءات بينهم في البداية في الجامعة، حيث كان يقدم لهم بعض النصائح ويشاركهم خبراته ويساعدهم في بعض الأشياء ويبسط المواد الدراسية لهم.
فإن"إسلام" ليس بالشاب المستهتر أبدًا، بل إنه مجتهد ومعروف بين زملائه بسمعة حسنة. فهو شاب مهذب هادئ الطباع، يتمتع ببشرة سمراء وعيون باللون البني الفاتح كخصلات شعره ولحيته الخفيفة التي تضفي له بعض الجاذبية، حيث تتمركز قوة جاذبيته في هدوئه وملامح وجهه اللينة وأناقته. فهو يحب الاهتمام بمظهره، كما أنه محبوب للغاية من عائلته، حيث أنه اليد اليمنى لوالده "محمد الهويدي".
إلى أن جاء يوم ذكرى مولده، قام "إسلام" بإعداد حفل بسيط في منزله احتفالاً بذلك اليوم وأيضًا بتخرجه من الجامعة أخيرًا بعد العناء، ليوثق سعادته في ذلك اليوم بتلك الأجواء المبهجة. استقبل المقربين من أصدقائه وأفراد عائلته، وبالطبع كانت "منة" و"نوران" من ضمن المدعوين للحفل.
حيث أصر على ضرورة وجودهم بجانبه في يوم كهذا، وبالطبع لن يمانع أي منهما في الذهاب، فقد باتوا رفاقًا في النهاية. ليأتي يوم الحفل، ذلك اليوم الذي كان البداية لكل شيء.
![](https://img.wattpad.com/cover/372473775-288-k794989.jpg)
أنت تقرأ
جريمة شقة ١٣
Bí ẩn / Giật gân"الجميع مجرم في محكمة العقل بتهم متفاوتة، منا من قتل في الخيال يوماً، وربما كلنا قتلى في خيال آخر، ربما كنت قتيلًا في عقل أحدهم اليوم بل ربما تصبح غداً قتيلًا ولربما تكون أنت القاتل، فليس كل من قتل من قبل كان يتوقع أن يصبح قاتلاً.. فلا تتعجب من شيء،...