وصل زين ومحمد ومعهم حازم إلى دار الايتام وخلفهم حرس كثيرون يحملون الكثير من الثياب واللعب والهدايا ليركض الاطفال الى زين ومحمد فالاطفال يحبونهم كثيرا ليوزع زين الهدايا بكل حب وسعادة ويبدأ باللعب مع الأطفال ليلتفت محمد إلى المربية وهو يقول: هنا فين يا مدام ليلى فقالت: جات أسرة اتبنتها امبارح ظهر الحزن على وجه محمد الجميل وقال: البنت دي تخطف القلب لولا أنها صغيرة جدا كنت قولت إنها أختي اللي بندور عليها فأبتسمت وقالت: معلهش إن شاءالله هتلاقوها يا دكتر فقال: يارب يارب
********×********
في مكان آخر في غرفة مظلمة تقبع ذات الجسد الهزيل على الارض وهي تبكي خوفا وجوعا وألما فقد قامت مديرة المللجأ بحبسها لأنها سرقت الطعام ليلا
هي حقا تعيش حياة بؤس وشقاء هي وكل من في هذه الدار فبدلا من أن يجدوا الحب والحنان الذي يفتقدوه تقوم المديرة ومساعدتها بالقسوة عليهن
بحجة أنهن فتيات...
..
قضى زين ومحمد وحازم اليوم بأكمله مع الاطفال وفي المساء عاد الجميع الى القصر فقال مالك: زين إنتا كويس؟ فقال منتبها: أنا كويس وقام إلى غرفته ودخل جلس على الأرض في حزن وقهر يفكر هل طفلته صغيرته ما زالت على قيد الحياة وإن كانت كذلك أين هي
كيف تعيش وماذا تفعل هل تجوع هل هي سعيدة أفكار كثيرة تجوب بعقله لتنساب دموعه ويجهش بالبكاء في تأنيب وجلد لذاته...
بالأسفل حيث يجلس التوأم عز ونور و فهد فقال عز: أبيه فهد فيه ايه فقال: فيه بنت شفتها المرة اللي فاتت في الملجأ النهاردة مشفتهاش بسأل عليها قالولي: متعاقبة بس محدش يعرف ليه الدادة اللي هناك قالتلي إنها كانت في ملجأ تاني عشان الملجأ بتاعهم أصحاب الأرض هيهدوه ويبنوا مكانو أوتيل ومن يوم ما جات وهي بتعمل مشاكل فقال نور منتبها: أبيه هي ممكن تكون هي؟
فقال فهد: أنا مشكتش غير المرادي لأني مشفتهاش غير مرة واحده بس .. بقولكم إيه مش عايز حد يعرف حاجه عن الموضوع ده لحد ما أتأكد مش عايز أدي أمل لبابا زين عالفاضي مفهوم. فقال نور: مفهوم يا أبيه فقال عز: متقلقش من ناحيتي خالص فنظر له بطرف عينه وقال: إنت تقلق أي حد أصلاً.. فجأه دخل حازم وهو يضحك ضحكته المبهجة بينما معتصم يحمله على كتفه وهو يصرخ ويضحك بنفس الوقت: أبيه فهد ألحقني. عاااا حد ينجدني فقال معتصم: أقوله عملت إيه فهز حازم رأسه نفيا بشدة فقال عز: يبقى عملتي حاجه نوتي يا حلوة وخايفة عالتوتة لتحمر هههههههه فقال نور لعز: دإنتا سخيف.. فقال محمد وهو يأتي: فيه ايه..؟ ليشير فقط لمعتصم أن ينزل حازم لينصاع لأمر أخيه في طاعة ليركض حازم ليحتضن خصر محمد في دموع ويقول: متخليهمش يعاقبوني يا أبيه عشان خاطري فقال فهد: عملت إيه يازفت فقال محمد بهدوء: فهد الفاظك يا حبيبي.. هاه يا زوما يا حبيبي عملت إيه فقال: أبدا كنت بروي شجرة جنا و فجأه طينة جات عليه فقال فهد: فجأة!؟ فقال محمد: والطينة دي جات ازاي من الارض على أخوك فتوتر حازم وقال بتلعثم: ماه ما هو أنا فنظر له محمد ليرتمي حازم في حضنه ويخبئ وجهه فيه بقوة ليضمه محمد بحنية ودفء معروفة عن محمد جيدا فقال حازم ببكاء فاجئهم: أنا كنت بهزر معاه مكانش قصدي أنا آسف والله آسف فقال فهد بحدة : بتهزر بالطين يا حازم من إمتى دة فقال محمد : ماتيجي تضربه وهو في حضني أحسن فقال فهد: أهو دلعك فيه دة هو اللي هيبوظو فقال محمد: حازم أعتذر لأبيه معتصم واطلع أوضتك فوقف حازم أمام معتصم وهو يمسح دموعه ويقول بصدق: أنا آسف فقال معتصم: خلاص هسامحك المرادي بس عشان أول مرة فقال حازم: شكرا
وصعد إلى غرفته فقال محمد: فهد أول وآخر مرة تتكلم معايا بالأسلوب دة فاهم فقال يا محمد فقاطعه وقال: محمد فتراجع فهد بشئ من الخوف فهو أخطأ بحق أخي الأكبر عدة مرات اليوم فقال فهد: أبيه حضرتك عارف حازم بيدلع بزيادة خاصة في وجودك فقال معتصم: بس هو خاف من عقابك ليه يا فهد فقال عز: خلاص بأه يا أبيه فقال محمد: هو خلاص فعلا وقام إلى غرفته نظر نور وعز إلى فهد الذي قال بقلة حيلة: عارف هعتذر. خليكم في حالكم بأه فقالا معا: هوه أحنا أتكلمنا
..
في غرفة فهد كان يتحدث في هاتفه قائلا: عايز أعرف كل حاجه يا مراد كانت في أنهي ملجأ ودخلتو إمتى حتى كام نفس بتتنفسه يومين بالعدد وكل المعلومات تكون على مكتبي مفهوم يلا سلام
..
بغرفة محمد كان يأخذ حماما دافئا فطرق الباب ودخل فهد فلم يجد أحد فجلس على السرير وأخذ يقلب في أحدى الكتب حتى خرج محمد وهو يرتدي البورنص الأبيض ويجفف رأسه فهو لا يخرج من الحمام بدونه أبدا حتى وإن كان وحده فوجد فهد فلم يعره أهتمام وجلس على حافة السرير من الجهة الأخرى فقال فهد بتدلل: أبيه أبيه أبيه فقال محمد بجدية هادئة: عارف كام مرة غلطت يا فهد فقال بزعل واضح: عارف فقال: ممكن تعرفني غلطك فأحس فهد بأنه طفل فقال: زعقت لحازم وقلتله يا زفت وهو في حضنك بصوت عالي وكلمتك بطريقة.. يا أبيه أنا آسف أعتبرني حازم وآخر مرة فقال محمد بنصف عين: هعتبرك حازم ماشي.. يلا يا فهد عارف الكورنر اللي هناك دة.. زي الشاطر تقف تفكر في غلطك لغاية ما اقرر اذا كنت هعاقبك ولا هعديها فقال فهد وهو يبتلع ريقه: نعم فقال محمد وقد بدأ في الجدية المخيفة: سمعت! فقام فهد مسرعا إلى الركن المنشود ووقف واضعا يديه خلف رأسه وهو نادم على تطاوله بحق أبن عمه وأخيه الأكبر وسندهم جميعا
ليداري محمد ضحكته على أخيه الذي يخشاه أعتى الرجال وهو يقف في الركن كطفل في الرابعة من عمره أذنب وينتظر عقاب أبيه..
أكمل محمد أرتداء ثيابه ومشط شعره وخرج ذهب لغرفة حازم وجده مستلقيا على بطنه فقال: تصدق وضعك مثالي للعقاب ليعتدل حازم بسرعة خوفا من صفع مؤخرته ليضحك محمد ويفتح ذراعيه لحازم ويقول وهو يقبل رأس ذلك الطفل الشقي القابع بين أحضانه: ينفع اللي عملته في معتصم دة فقال: كنت بهزر معاه فقال: بتهزر معاه ودة ينفع نهزر بالطين أنا مرضيتش أزعقلك قدامهم بس أنا زعلان جامد يرضيك يقولوا زوما حبيبي ولد مش كويس فهز رأسه نفيا وقال: والله ما هعمل كده تاني بس متعاقبنيش ثم خفض صوته وقال: أنا لسه التوتة بتوجعني من عقاب بابا زين أمبارح فقال محمد: وعد فقال بحماس: وعد وعانق محمد وهو يلثمه تقبيلا لطالما كان محمد حنونا معه أكثر من أي شخص حتى أكثر من أبيه وإخوته
ليقول محمد : كفايه كل دة بوس فضحك حازم على محمد وخدوده أصبحت كالورد الاحمر فهو يشعر بالخجل الشديد عند تقبيله بهذه الطريقة
فتركه وقال قبيل خروجه خد شاور ومتنامش دلوقتي مفهوم فأومأ فتبسم وخرج ذهب لغرفة أبيه ليجده جالسا محتضنا وسادة مطبوع عليها صورة طفلته .. فأعتدل فقال محمد: بعتذر أنا خبطت محدش رد افتكرت حضرتك نمت أنا آسف فقال زين وهو يمسح دموعه: تعلا يا حبيبي فجاء محمد وهو يقبل يدي والده ويجلس قبالته ليقول: طب عارف يا بابا أنا حاسس أن قريب أوي هنلاقيها فقال: بجد يا محمد فقال بجد يا قلب محمد فقال زين بضحكة خفيفة من وسط حزنه: مش عارف ليه بحس إنك الأم في البيت دة فقال محمد مازحا: طب يلا يا بني يا حبيبي قوم خد شاور عشان ترتاح وأول ما يجهز العشا أصحيك فقال: ماشي يا حجة فقال محمد بتمني وشوق: اللهم آمين يارب
...
...
...
...
... إيه رأيكم في البارت
والشخصيات. محمد
زين
حازم
فهد
التوأم
مالك
طريقة تعاملهم مع بعض
أتمنى أن البارت ينول إعجابكم