أين أنتي؟!

471 19 0
                                    

في صباح اليوم التالي تشرق الشمس بأشعتها الذهبية معلنة يوم جديد ليستيقظ ساكني ذلك القصر وكل منهم لديه أمل ورجاء.. في يوم أفضل.
أستيقظ زين على ذراعين تحيطانه أثناء نومه ففتح عينيه ببطء وقال في نفسه «هو حازم كبر فجأه كدة»....
ثم يفتح عينيه ليدرك أن من يحتضنه هو أخيه مالك ليبتسم على تصرفات أخيه ويقبل شعره الأسود الكثيف والطويل ويمرر يديه على شعره ووجنته ليقول مالك وهو يريح نفسه في حضن أخيه الأكبر ومن رباه: بونجور بابي ليرد زين بأبتسامة مشرقة:  بونجور حبي.. صحصح كدة يلا وبعدين انت كويس فقال بإيمأة:  أنا كويس. محمد كان جاي يصحيك فأنا قولتله إني هصحيك وهو يصحي الباقيين وأغمض عينيه بنعاس ليضحك زين خفيفا ويقول:  إنت جاي تصحيني ولا تكمل نوم فقال:  اكمل نوم عشان محمد مش هيسيبني في حالي إنتا عارف إبنك. الولد مش عامل حساب إني عمه خالص دة شويه كمان ويقوللي يا واد يا مالك فضحك زين بقوة على طفولة أخيه التي تظهر بين الحين والآخر كم يشناق لطفولته تلك....
بعد قليل ينزل الأخوان بكامل أناقتهم وهيبتهم ليجدوا أن الجميع قد أستيقظ بالفعل فقال زين:  صباح الخير يا ولاد فردوا جميعا كأنهم كتيبة عسكريّة:  صباح النور يا بابا فابتسم مالك وقال:  ماشاءالله إيه النشاط دة ثم نظر لحازم الذي ما زال نعسا قليلا ليقول:  لأ هو كدة نشاط إلا ربع. زوما أصحى يا حبيبي ❤ فقال  :  صاحي يا بابا حتى بص وفتح عينيه نصف فتحة ليطلق الجميع ضحكاتهم عليه فقال معتصم: فيه عندك مدرسة فوق كدة عشان متنامش فقال  :  حاضر حاضر  وبدأو في تناول طعامهم فقال نور:  بس يا عز أنا مبحبش العسل الكتير فقال عز بمشاكسة:  أصلك رخم اليومين دول ودمك يلطش فسمعه فهد فقال:  عز بتقول حاجه فهز رأسه نفيا وابتسم في سذاجة فقال محمد:  عز سيب أخوك ياكل براحتو فقال عز ببراءة مزيفة:  هو أنا عملت حاجه. الحق عليا اللي عايزو يتغذى بيقف على رجليه طول النهار في الصيدلية وبيتعب فقال نور:  متشكر يا سيدي....
ينتهي الجميع من أفطارهم وكل  يتوجه إلى عمله بسيارته ورائهم الحراسة الخاصة بينما حازم يذهب بحافلة المدرسة ويبدأ كل منهم بالغوص في عمله
.. في الجهة الأخرى بذلك الملجأ تجلس تلك الفتاة وهي تتناول الطعام في نهم بالغ فمنذ الأمس لم تأكل شيئا لتقول فتاة أخرى أصغر سنا:  أنا آسفه كل اللي حصل دة بسبب إني قلتلك جعانة فقالت:  بس لحد يسمعك.. أنا واخدة على كدة... فقالت المشرفة بحدة: إنتي يا زفتة يا  نعمة مبتحرميش اطفحي وانتي ساكتة فأستطردت تأكل طعامها في غيظ بينما تتلافى نظرات زميلاتها فالكل يظن أنها سيئة ومثيرة للمشاكل وبعد أن أكلوا قالت المشرفة: يلا عالفصل ليذهب الصغار ويبقى الكبار لينظفوا المكان ومن ثم يبدأوا في العمل.. فقالت المشرفة تشير  لنعمة:  وإنتي الجنينة مهمتك مش عارفه أزاي شيطانة وتحب الورد وتفهم فيه
.

.. في مكان آخر بأحد الأحياء البسيطة تقف فتاة قصيرة القامة بجوار أمرأة عجوز تبيع الخضر وتضع بجوارها زجاجة مياه بلاستيكة كبيرة وسندوتشات في كيس بلاستيكي:  عايزة مني حجة تانية يا ستي عشان ألحق أنا ساعة الرزق دي فقالت:  روحي يا ضنايا.. ربنا يفتحها في وشك يا أمل وييسرلك كل طريق ويبعد عنك ولاد الحرام يا قادر يا كريم
لتذهب تلك الأمل إلى مشتل الورد وتأخذ حصتها  من الزهور والورود كما أعتادت كل يوم منذ ثلاث سنوات بعد أن توفي والديها في انهيار منزلهم المتهالك ولم ينجو من العقار كله إلا جدتها حيث كانت هي في المدرسة  لتسكن بعدها في بيت الحج محمود في البدروم وتترك المدرسة سعيا وراء الرزق لتستطيع الأعتناء بجدتها العجوز
♡♡♡•••••••••••••••••••••••••••••••♡♡♡
في إشارة المرور تركض أمل بين السيارات في خفة كالكثيرات من أمثالها ولكنها لبقة في التعامل. نظيفة الثياب ورغم بساطة ما تفعل وتقول إلا أن هناك الكثيرون من المارة يشترون منها يوميا لجمال ابتسامتها وحلاوة لسانها لتجد سيارة فارهة لتطرق زجاج بابها ليفتح مالك الزجاج المعتم فتقول:  صباح الورد يا أفندم وتمد له وردة بيضاء فقال:  ميرسي وأخذ الوردة وأعطاها نقود فقالت بروح نقية:  دة أكتر من حقي حضرتك ومدت له أربع وردات وهي تقول:  كدة خالصين ليأتي عسكري المرور ويقول لها:  الإشارة يا أمل فقلت:  عقبال ما أشوفك لوا يارب  وأختفت الفتاة في الزحام طلبا للعيش الحلال.. ليكمل مالك طريقه وهو يحدق بالورود لا يدري لما خفق قلبه بهذه الطريقة..
بالعادة لا يمر من هنا ولكن الطريق الذي يؤدي إلى مشفاه مغلق لأعمال الصيانة والحفر
جذبه حديث الطفلة التي تبدو في العاشرة من عمرها
.
.
.
.
في الشركة الأم كان معتصم يعمل على الرسوم الهندسية للمدينة الجديدة فطرق الباب ودخل فهد وقال:  عصومة فقال معتصم متقززا من طريقته السوقية:  إنت ظابط مخابرات إنت.. فقال:  لا طبعاً أنا ظابط نفسي المهم عايزك في موضوع مهم جدا جدا جدا  بخصوص جنا ليترك معتصم ما في يده ويقول بلهفة:  فيه جديد فقال  :  بتمنى إن ربنا ميخيبش أملنا المرادي بس محتاجك معايا يا توأمي فقال:  فهمني الموضوع بالظبط فحكى له فهد فقال معتصم:  يا سلام ودة يخليك تشك انها جنا عشان شعرها وعينيها شبه بابا  فقال فهد:  هتيجي معايا ولا لأ فقال: هاجي طبعا بعد ساعتين وصلوا إلى الملجأ ليقدم فهد نفسه بكارنيه المخابرات لتتلعثم المديرة وتنصاع لأوامره..
.
.
.
.
.
.
.
تفتكروا نعمة ولا أمل هي جنا؟!
.
. دة اللي هنعرفه البارت الجاي
متنسوش التصويت وتعليقاتكم الجميلة 🌹🌹🌹
.
.
.
.باي

لؤلؤتي الصغيرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن