🌸الفصل الأول🌸

58 10 0
                                    

استيقظت أسيل على شعاع الشمس الدافئ يداعب وجهها وشعرها الأسود الكثيف، فتحت عينيها ببطء ونظرت إلى المنبه لتجدها التاسعة صباحا،نهضت بتكاسل و توجهت الى خزانة الملابس، حيث اختارت قميصًا منزليًا أزرق اللون و ذهبت إلى الحمام لتستحمّ وتزيل عنها تعب الأسبوع.

تتمتع أسيل بجمال فاتن، فتاة في السابعة عشر من عمرها تتمتع ببشرة بيضاء ناصعة، وعيون واسعة عسلية تشبه عيون القطط، يزين رأسها شعر أسود طويل به تموجات قليلة يصل طوله إلى خصرها،كما تتمتع أيضا بشفاه وردية ممتلئة، ملامح هادئة وجذابة، ثم جسد رشيق رياضي وطول متوسط القامة .

بعد أن انتهت أسيل من الاستحمام، توجهت إلى المطبخ وهي تنادي الخالة أمينة.
وجدت أسيل الخالة تنظف بعض الصحون في المطبخ.

أسيل بابتسامة عريضة:
_صباح الخير لأفضل خالة في الكون، هل الفطور جاهز؟
ردت عليها أمينة بحب:
_صباح النور يا ابنتي الجميلة، سأجهز لكِ المائدة فورًا.

الخالة أمينة هي إمرأة في الأربعنيات من عمرها تتمتع بوجه بشوش يشير الى الطيبة و الحنان ، تعمل في منزل أسيل كمربية، وهي مسؤولة عن رعايتها وتلبية احتياجاتها اليومية.
انهت أسيل فطورها على مهل، ثم قامت بمساعدة الخالة في تنظيف مائدة الفطور و بعد الانتهاء عادت الى غرفتها لمشاهدة أحد مسلسلاتها المفضلة.

عاشت أسيل مع أمها منذ أن تركها والدها وهي في سن السابعة، تاركًا وراءه ذكرى أليمة لها ولأمها.
"في أحد الأيام، نشبت مشادة حادة بين الأم والأب، حيث عبّر الأب عن غضبه وقرر الابتعاد عن عائلته، واتهم زواجه من أمها بالكذب. انهارت الأم من شدة الصدمة والبكاء، بينما حاولت أسيل التماسك وعدم إظهار مشاعرها إلا أنها لم تتحمل رؤية أمها على تلك الحالة فغاصت هي أيضا في دوامة الحزن، غادر الأب المنزل تاركًا وراءه جرحًا عميقًا في قلب الأم وابنته. ومع مرور الزمن امتلكت الأم شركة عطور ناجحة ورثتها عن والدها المتوفي. ونظرًا لشهرة الشركة، أصبحت مضطرة للسفر إلى أوروبا للعمل لفترة زمنية محددة مما أدى بأسيل للعيش مع الخالة أمينة التي كانت تعتبرها كفرد من العائلة.

كانت أسيل تدرس في السنة الثانية من السلك الثانوي، لها صديقة تدعى نجوى، ترتبطان بصداقة وثيقة أشبه بالعلاقة بين الأخوات.
تتمتع نجوى بجمال فريد، بشرتها بيضاء ناصعة، وشعر أسود ينسدل على كتفيها، وعيون عسلية تفيض سحراً، وملامح رقيقة تجذب القلوب. كان لنجوى أخ يدعى رياض، يعمل في شركة عطور والدة أسيل. يكنّ رياض لأسيل مشاعر حب عميقة، رغم أنها كانت تتعامل معه كأخٍ لا أكثر، ولم يفقد رياض الأمل يوماً في أن تبادله أسيل نفس المشاعر.
في أحد الأيام، بينما كانت أسيل ونجوى في حصة الفلسفة، فوجئتا بتغيّب أستاذ المادة بسبب وعكة صحية.
نجوى: ماذا سنفعل الآن؟ يبدو أن أستاذ أحمد لن يحضر اليوم أيضاً.

اسيل: ما رأيك أن نذهب إلى المطعم المجاور للحديقة العامة؟ أشعر بجوع شديد.

نجوى: فكرة رائعة! أنا أيضاً جائعة، هيا بنا نتوجه إليه.

اتجهت الصديقتان إلى المطعم، وهما يملأهما جو من المرح والضحك. دخلتا المطعم واختارتا طاولة مناسبة، وبعد لحظات قليلة، حضر النادل، فطلبتا منه شطيرتين وعصيرًا.
أخرجت أسيل من حقيبتها مرآة وملمع شفاه، وبدأت تضع لمسة جمالية على شفتيها، بينما كانت نجوى تستمتع بأخد الصور.
وفجأة، لفت انتباه نجوى شابان يجلسان على الطاولة المجاورة لهما، يتصفحان جريدة ورقية.

يتبع...

نسيج الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن