🌸 الفصل السابع 🌸

29 4 0
                                    

كانت نجوى و أسيل في قمة الإرتباك من تلك الموقف المحرج.
غزلان " الأم" تحدثت و بعيونها انبهار واضح : مرحبا بكم فتياتي .
أسيل: شكرا لك، نتمنى عيد ميلاد سعيد للأنسة الصغيرة.
ثم نظرت الى أولادها نظرة ماكرة التي ابتسموا فور ما ادركوا قصدها.
وسيم "الأب" : تشرفنا بحضوركم.
تحدث بنبرة مستفزة ثم نظر الى فتاة في العشرنيات من عمرها كانت تتجه نحوهم: سهام ابنتي تعالي الى هنا.
سهام: حسنا أيها العم.
وسيم: لكن أين أختك ؟
سهام: لا أعلم أظن أنها مع أصدقائها.
استئذن بهاء من الجميع لينفرد بأسيل لكن كانت سهام العائق التي قام بمواجهته ببرودة.
سهام بغيرة : يبدوا أنك قمت برمي صنارتك يا ابن العم.
نظرت الى أسيل نظرة كره و التي كانت متبادلة من الطرف الثاني.

تجاهلها بهاء ثم أخذ أسيل الى طاولة منفردة، و أيضا يوسف استئذن و ذهب مع نجوى.

تحدث وسيم مع غزلان بنرفزة: ما رأيكي أن نأخذهم الى مصحة عقلية؟
غزلان: ها ماهذا الكلام أيها الأحمق، مافعلتهم التي تستحق مصحة عقلية؟
وسيم: من هؤلاء الفتيات بالاضافة من أين نعرفهم وما طبقتهم و أصولهم.
غزلان: ألم تسمع بهاء لقد قال أنهم رفيقاتهم، ماشئننا بتفاصيلهم.

وسيم: نعم اليوم رفيقات غدا حبيبات و بعد زوجات...
بدأت غزلان تضحك على كلام زوجها قائلة: اصمت من فضلك، دعهم يعيشون حياتهم الخاصة الموضوع ليس من شئننا، على العموم لقد وصلت عائلة "الإبراهيمي " لنذهب اليهم فورا.
وسيم: حسنا هيا.

في وجهة اخرى حيث استقرت أسيل و بهاء على طاولة منعزلة عن ضجيج الحفل.
بادر بالحديث قائلا: قبل أن تسألي عن تلك الفتاة فهي ابنتي عمي. و أبي يرغب في زواجنا من بعض لكنه لن يتم، فلن أقبل على العموم أردت أن أوضح لكي أني لست على علاقة بها او ما شبه.

أسيل وهي تسطنع فن الامبالاة متجاهلة البركان التي يكاد أن ينفجر داخلها: ولما تحدثني عن هذا ،إن الأمر ليس من شأني أساسا.

انتهى الحفل في جو من الضحك و الانبساط بين يوسف و نجوى أما أسيل كانت منزعجة من نظرات سهام مما جعلها سارحة الذهن دون أن تعطي أهمية لأحاديث بهاء، فقط تجيبه بإختصار.
أخذ بهاء أسيل الى السيارة بعد أن ارتدت معطفها و ودعت أهل بهاء، و أيضا يوسف أخذ معه نجوى

نجوى طيلة الطريق وهي تتحدث عن دراستها و طموحها و يوسف يستمع لها باهتمام و يشجعها، من الظاهر أنهم وجدوا علاقة ترابط و تكامل بينهم.

"عموما أنا أيضا تذكرت العقيدة و الشريعة، لابأس "

في الوجهة الأخرى لدينا جو متوتر وبحر هائج الى قليل الهيجان.

"أمزح مع المقرئين الكرام لا أكثر "

كانت أسيل تنظر الى الخارج من نوافذ السيارة ولم تنظر أبدا الى بهاء التي كان بدوره منزعج .
قرر أن يحدثها ليلطف الجو:  أسيل، مابك طيلة الليلة لم تتحدثي إلا قليلا و ها أنتي مجددا ملتزمة الصمت.
أسيل: لاشيء فقط رأسي يؤلمني قليلا .
أوقف بهاء السيارة في نصف الطريق حيث تحولت نظرات أسيل الى نظرات التعجب،
بهاء:  أسيل هل سهام أزعجتك أم أبي أم ماذا، عندما التقيتك كنتي بصحة جيدة و الإبتسامة تملأ وجهك الى أن جاءت سهام.
أسيل بنرفزة:  سهام إنسانة مستفزة انزعجت من نظراتها فقط لم تفعل لي شيء  على العموم لنكمل طريقنا.
بهاء بفراغ صبر: حسنا.

اكمل بهاء طريقه وبعد عدة دقائق وصلوا الى الحي وجدوا نجوى و يوسف بانتظارهم،  ودعت أسيل بهاء و يوسف كذلك نجوى ثم توجه الكل منهم الى وجهته.

"وها قد عادوا قائدين الإجرام الألباني الى مقرهم"
دخلت نجوى الى المنزل و تبعتها أسيل ثم صعدوا مباشرة الى غرفتهم ليباشروا بنقاشهم مجددا.
نجوى منذ أن دخلوا الى الغرفة و هي تتكلم عن يوسف"حدثني يوسف عن... تكلمنا أنا و يوسف عن...''، أسيل كانت تستمع لها باهتمام لكن لم تتحدث هي بشيء الى أن جاءتها لحظة ادراك ماسبب كل هذا الصمت رغم أنها طبقت خطتها، فور ما استوعبتت وعاد غرورها مجددا و ثقتها بنفسها وعادت لحالتها الطبيعية.

بعد دقائق معدودة سمعوا صوت باب المنزل فتح هنا ادركوا أن رياض أخ نجوى عاد للمنزل.

نجوى بخوف:  لم يمر وقت طويل عن دخولنا الى المنزل ماذا لو كان في الحي  ماذا لو...
قطعتها أسيل:  لا، لا تقلقي لم يرانا أحد.
نجوى بهلع: أظن أن أمرنا انكشف.
نجوى بصرامة و حزم:  اصمتي، لن يكشفنا أحد سواك بقلقك هذا.
التزمت نجوى الصمت،أما أسيل جلست تنتظر صعود رياض لتكلمه.

صعد رياض الى غرفة أخته فور رؤيته للنور المشتعل.
رياض: أسيل ماذا تفعلين هنا و أنت أيضا يا نجوى، ألم تقولي بأنك ستنامين عند أسيل اليوم؟

نجوى بارتباك: أأأ، أنا..
قاطعتها أسيل لأنها تدرك مدى خوفها من رياض : لقد جائت أمي اليوم و لو بقينا في منزلنا لن ندرس شيء بالاضافة أنت تعرف طبيعة أمي، أم أنك لا تريد وجودي في منزلكم؟
كان رياض في عالمه الافتراضي و هو يتفحص ملامح أسيل فور ما استيقظ من فجوته بعد سماعه لكلمات أسيل الأخيرة :  لا، ليس كذلك أنت تعلمين أن منزلنا هو منزلك أيضا فقط استغربت من وجودكم لا أكثر.
اتجه نحو باب الغرفة ثم تبعته أسيل لتغلق الباب وهي تنظر له بدلع فور ما تحولت نظراتها الى نظرات مكر بعد أن اغلقت الباب.

نجوى: الحمدلله، ظننت أننا انكشفنا.
أسيل بنرفزة: يالك من كريثة طبيعية، لن يكشفنا شيء سوى فمك الشقي.
نجوى بدلع: لقد كنت خائفة.
أسيل بفراغ صبر:  طيلة وجودي بحياتك لن أسمح لشيء أن يخيف أختي الحبيبة، أساسا كل خطوة أفعلها تمر من عدة اختبارات في عقلي الباطن.
نجوى بتذمر:  ها قد تحولتي مجددا لعالمة فزيائية.
أسيل: صبرك يا الله، لن تفلح أحاديثي معك لنذهب الى النوم.
نجوى: حسنا سيدتي أسيل، اغلقي النور و هيا الى تلسرير لا يزال العديد من الأحاديث يجب علينا مناقشتها.
أسيل:  حسنا.

اغلقت أسيل النور وتوجهت الى السرير فور ما بادرت نجوى بالحديث، يوسف... السيد وسيم... سهام... الخطط...  وبعض القليل من الوقت غفت نجوى واستسلمت الى النوم أما أسيل لم تغمض جفونها وطيلة الليل و هي تفكك الاحداث  و تجمعها.
قررت أن تذهب الى المطبخ لتشرب الماء و تعود لمكانها.

يتبع...  ♕♡

نسيج الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن