🌸 الفصل الثامن 🌸

18 2 1
                                    

ارتدت المعطف المنزلي بطريقة عشوائية ثم توجهت الى المطبخ، في هذه الأثناء توجه رياض أيضا للمطبخ حيث توقف أمام باب المطبخ بانبهار من جمالية أسيل.
التفتت أسيل لتذهب الى النوم لكن وجود رياض أفزعها.
أسيل: أ أ.. رياض اه منك، لقد أفزعتني يا بني آدم.
اقترب منها قليلا: أعتذر لم أقصد، عموما ما سبب استيقاظك في هذا الوقت المتأخر من الليل؟
أسيل: لم أستطيع النوم أساسا، لذا جئت لشرب الماء و سأذهب لمكاني الآن في محاولة أن أنام.

اقترب منها أكثر وتحدث بانفعال ملحوظ: أسيل لما تتهربين دوما هل تعلمين كم أنا مغرم بك؟
تراجعت أسيل الى الخلف: رياض أنت مثل شقيقي، من المستحيل أن يصبح بيننا شيء.
رياض و هو يحاوط يديها: أنا لست شقيقك، أنتي العائق الوحيد التي لا يسمح لعلاقتي بك.
أسيل أصبحت مرتبكة من التقارب التي بينهم: رياض يبدوا أنك ثمل، هذا ما تفعله مع أصدقائك أليس كذلك؟
رياض بانفعال أكبر: لا تتهربين يا أسيل.
أسيل بنرفزة: لقد قلت أني العائق التي لا يسمح بتكوين علاقة بيننا، أنت على حق فلن أقيم معك أي علاقة أبدا.
استغل القرب التي بينهم و زاد اقترابه منها...من صدمتها لم تستطيع تحمله أكثر فجمعت كل ما تبقى من قوتها و دفعته الى الخلف ثم صفعته قائلة: أكرهك يا رياض.
رياض: أ أسيل أعتذر، لم أقصد...
ركضت الى غرفة نجوى و جلست أرضا تبكي بحرقة وهي تضع يدها فوق فمها كي لا تيقظ نجوى.
ظلت لبضع دقائق على حالها و فجأة عم الصمت في المكان، توجهت الى الحمام و بدأت تحدق في المرآة بنظرات خبث و كره، غسلت و جهها ثم أخذت منشفة و التفتت مجددا الى المرآة، كانت الابتسامة تعلوا وجهها مع نظرات كلها مكر.
في كل مرة ظهرت على وجه أسيل هذه الملامح إلا أن الضحايا الجدد في خطر.
بعد قليل من الوقت عادت الى هدوئها، توجهت الى الغرفة مجددا لتجد الأميرة نجوى غارقة فنومها.
تحدثت أسيل بنبرة حب و صوت منخفض: أقسم ألا أسمح لأحدهم أن يكسر قلبك.
استلقت في السرير و استسلمت الى النوم.

فتحت أسيل جفونها بتثاقل ثم ذهبت الى الحمام ونظفت وجهها و أسنانها، بعد القليل من الوقت توجهت الى الأسفل حيث وجدت رياض جالس على
مائدة الفطار و بيده جريدة الصباح.
ابتسمت بخبث: رياض،صباح الخير.
رياض المسكين كان في قمة الارتباك وضع الجريدة من يديه ليبادلها التحية و يتحدث معها عن الأمس لكنها ذهبت الى المطبخ متجاهلة تحيته، حيث وجدت نجوى في جو مبهج تغني و ترقص و هي تجهز الفطار.
أسيل بابتسامة: صباح النور حبيبتي الغالية.
نجوى: صباح الخير والسعادة والسرور الدائم لأجمل أسيل في الكون، سوف أجهز لكي الفطور في الحال.
أسيل بدلع: قلبي الصغير لا يتحمل، حسنا سوف أساعدك.
نجوى: تستحقين كل الخير اختي، حسنا إذن أنا سوف أجهز هذا العصير و انتي جهزي المائدة.
أسيل: حسنا.
بعد القليل من الوقت جلست أسيل و نجوى على المائدة، حيث كانت نظرات الترقب من رياض لمعرفة ردة فعل أسيل التي تجاهلته تماما.
أخد تلك الجريدة مجددا و بدأ يتصفحها.
رياض:في الوقت الذي عرف فيه الكثير من الناس الفقر و الاحتياجات الأساسية من مأكل وملبس نجد بعض عديمين الضمير يفعلون اعياد ميلاد بتكاليف غير معقولة.
تحولت نظرات أسيل و نجوى الى فزع و ارتباك.
أكمل رياض حديثه: أموال طائلة ذهبت هباء منثورا وكل هذا مجرد عيد ميلاد فتاة صغيرة.
ابتلعت أسيل ريقها و تحولت الى فتاة بريئة فجأة: أأ و هل يضعون صورهم هناك؟
ضحك رياض : ليست صورة واحدة بل صفحتين ، صورهم و صور الحفل و الحضور.
أسيل بفزع: هل تسمح لي أن أرى.
رياض: تفضلي.
نهضت نجوى لتسكب القهوة لرياض و يديها ترتجف بسبب التوتر و القلق المنغمس مع الخوف، وأما عينيها فقد كانت على أسيل تنتظرها لتأكد هل ذلك صحيح.

نظرت أسيل لنجوى و هي تميئ لها برأسها.

نهض رياض بعد أن أكمل فطوره و ترك تلك الجريدة لأسيل.
تحدثت نجوى: لا توجد أي صورة لنا أليس كذلك؟
أسيل بنفي :لا، لا توجد أساسا بعد وصولنا لم نجد أي صحافة هناك يبدوا أنهم كانوا قد ذهبوا.
نجوى: الحمدلله... لقد مرت بسلام.
أسيل: في المرة المقبلة يجب أن نكون أكثر حيطة و حذر.
نجوى: أي حيطة و أي حذر و أي مرة مقبلة... لن ألتقي بأحدهم مجددا و إلا سوف أموت على يد رياض.
أسيل : حسنا، عموما سوف أتصل بأمي لأخبرها اني سأذهب للمنزل حتى المساء.
نجوى: حسنا، وأنا سأنظف المائدة و الصحون.

ذهبت أسيل الى غرفة نجوى و اخبرتها انها ستتأخر في الذهاب الى المنزل و كان القلق ظاهر في صوت أمها لأنها اشتاقت لها فأخبرتها ان تأتي في الحال لكن أسيل استطاعت أن تقنع أمها بالبقاء حتى المساء.
عاد رياض الى المنزل حاملا بيديه أكياس تحتوي على الغذاء الجاهز، نهضوا الفتيات الى المطبخ و قاموا بتدفئة الطعام ثم تجهيز الطاولة.

رغم أن اليوم كان مثاليا إلا أن الجو بين أسيل و رياض مشحونا قليلا لكن أسيل متجاهلة الموضوع بأسره.

جاء المساء و عادت أسيل الى منزلها بعد أن ودعت نجوى، وجدت السيدة زينب في انتظارها و بقيت تتحدث معها عن رحلتها الى هنا و عن الايام التي تغيب بها و العمل... انضمت اليهم السيدة أمينة ثم جلسوا يتحدثون في جو من الفكاهة و المزاح الى أن استأذنت أسيل و ذهبت لغرفتها لتستسلم مباشرة الى النوم.

يتبع... ♕♡

نسيج الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن