توجهت أسيل الى المطبخ وقبلت نجوى في وجهها ثم بدأت تساعدها في تجهيز المائدة.
جلست كل وحدة منهم و بدأو في تناول الأكل.
نجوى: أسيل لقد مر أسبوع على لقائنا مع تلك الأولاد و لم تسمحي لي بالإتصال بيوسف الى وقتنا هذا، ماهي خطتك مجددا؟
صاحت بها أسيل وهي تمزح:
_ صبرك يا الله، أيتها الحمقاء لماذا قد نتسرع من أجلهم، عليك بالقليل من الصبر فنحن نشغل عقولهم و أنا متأكدة أنهم منهمكين بالتفكير هل سنذهب الى عيد ميلاد أختهم أم لا.
حدقت في أعينها باستفزاز وقالت:
ثقتك بنفسك ستجعلنا خاسرين في هذه المهمة بالإضافة كيف لك أن تقولي أن عقولهم منشغلة بنا من المحتمل أنهم يعيشون حياتهم و أصابهم النسيان بكل ما يخصنا.
رفعت أسيل حاجبها وقالت بثقة:
يابنتي تتكلمي و كأنك لا تعرفين أسيل من هي ! هل سبق لأحد دخل الى لائحتي وكان هو المنتصر؟ دوما ما أقوله هو ما يحدث إذن لا تنشغلين بهذه الأشياء.
نجوى: لقد أصبحت أخاف من ثقتك الزائدة هذه، بالإضافة بعيدا عن كل هذا ما هو السبب التي يجعلك لا تسمحين لي بالإتصال بيوسف، و أنت أيضا لماذا لم تتصلي ببهاء ؟
أسيل بنرفزة: يابنتي وماذا أقول لك منذ الصباح، الغباء التي يسكنك سوف يسبب لي بجلطة دماغية يوما ما.
نجوى بدلع: أرجوك.
أسيل وهي تسب نجوى بمزح و استسلام:
_ حسنا حسنا اصمتي، أنا على وشك أن أصيب بصداع شديد في رأسي بسببك.أخذت أسيل هاتفها و البطاقة التي توجد عند نجوى وبدأت تكتب رقم هاتف يوسف، لكن لم يجيب أحد. ثم عادت الى غرفتها و أخدت حقيبتها لتخرج منها رقم هاتف بهاء.
أجابت فتاة: السلام عليكم!
رفعت أسيل حاجبها و أجابت بصرامة:
_ وعليكم السلام، أين هو بهاء ؟
الفتاة: إنه منشغل و لديه إجتماع الآن، من أنتي لأخبره بعد الإنتهاء؟
أسيل: و من أنتي؟
الفتاة: أنا سكرتيرة السيد بهاء ، بما أخبره بعد خروجه من الإجتماع يا سيدتي؟
أسيل: لا تخبريه بشيئ (ثم قطعت الخط).نجوى باستغراب: مذا يحدث ومن هذه؟
أسيل بسخرية غاضبة: إنها سكرتيرة السيد بهاء.
نجوى: كيف؟
أسيل: سكرتيرة بهاء هي التي أجابت وقالت لي أنه في اجتماع.
نجوى: حسنا، لكن لماذا أنت غاضبة هكذا؟ارتبكت أسيل و أحست بصفعة من نجوى بكلامها هذا ثم طرحت السوؤال نفسه برأسها، لماذا غضبت حين سمعت صوت فتاة و أيضا لماذا قفلت الخط بتلك الطريقة؟. سرعان ما أدركت أسيل مايحدث و حذفت كل تلك الأفكار من عقلها و أخذت هاتفها مجددا.
نجوى: بمن ستتصلين مجددا؟أسيل: أعتذر لقد انقطع الخط دون قصد، اخبريني في أي وقت سينتهي السيد بهاء من الإجتماع؟
السكرتيرة: لايوجد مشكل، لم يمر وقت كثير عن بداية الاجتماع، على ما أظن بعد ساعتين سيكون السيد بهاء قد انتهى.
أسيل: ساعتين! لا يمكنني الإنتظار، اذهبي الى بهاء و قولي له أن أسيل تريد أن تتكلم معك في الحال.
السكرتيرة: أعتذر لكن لا يمكنني الذهاب الآن لأنه لا يريد أن يزعجه أحد في وقت الإجتماع.
أجابتها أسيل بنبرة غضب: لقد قلت لك أن تذهبي الى سيدك حالا و إلا سوف أمره بطردك.
السكرتيرة: ماذا تقولين يا سيدتي ألا تفهمي أنه لا يمكنني أن أزعجهم في وقت الإجتماع؟
أنت تقرأ
نسيج الظلام
Mystery / Thrillerتدور أحداث الرواية حول فتاة تدعى أسيل تعيش حياة عادية مُحاطة بحبّ والديها ورعايتهم. لكنّ سعادتها لم تكتمل بعد رحيل والدها تاركًا وراءه فراغًا هائلًا في حياتها. كبرت أسيل محاطة بظلال الحزن والوحدة، تبحث عن دفء الأب الذي لم تراه منذ أن كانت في السن...