LOCOS || 01

2.7K 132 143
                                    

-عندما يضعكَ القدر علىٰ حافة الهاوية لا تتشبّث بأول يدٍ تُمد إليكَ فأحياناً صاحب هذه اليد هو مَن أودىٰ بكَ نحو هذا المصير- جون.

هناك وِجهةٌ لكل شخصٍ ونهايةٌ لطريقه فما بي أتهاوىٰ هنا وهناك دون وِجهةٍ وطُرقي لا نهاية لها؟

ما أنا؟
أنا لستُ سوىٰ فتاةٌ عادية أعمل كأخصائية نفسية في عيادةٍ ليست مُلكي وقد قامَ أحدهم بـعرضٍ تجاهي لم يكن بالحُسبان.

'أتقبلين الزواج بي آنسة ڨيدا كاستيلو؟'

هذه الجملة منذ أن ألقاها علىٰ مسامعي ومازالت تتردّد في عقلي، مضَت أكثر مِن ساعة وأنا في مكتبي، لقد طلبتُ منه المغادرة بعد أن قالها وأنا في حينها كنتُ أحاول تمالك أعصابي ليست الغاضبة بل المُشتتة.

مريضي جونغكوك إيرانزو يطلب مني الزواج ولم يبدو عليه المُزاح بتاتاً!

بالمُختصر، رجلٌ في الثلاثين مِن عمره هزيل الجسد نسبياً لكنه صحي وشعره مصبوغ باللون الأشقر الفاتح، يرتدي الحَلَق في أذنيه أحياناً وأحياناً لا يفعل ويرتدي دائماً قلادة تحوي صليباً مع علمي أنه ليس مسيحياً أو كاثوليكياً.

أدرتُ كرسي الجلد الدوّار خاصتي لأُقابل النافذة التي تقبع خلف مكتبي، أسندتُ ظهري ورأسي علىٰ ظهر الكرسي لأسحب نفساً عميقاً بينما أتفحّص بعيناي ما تُطل عليه نافذة مكتبي.

الشارع والمارة والكثير مِن البنايات وبعض باعَة الزهور المتجولين، أنا لمَ لم أبِع الزهور بدلاً عن العمل كأخصائية نفسية؟ هذا العمل باتَ مزعجاً.

ربّعتُ ذراعاي نحو صدري ونهضتُ مُغادرة نحو المنزل مشياً فعيادتي قريبة، وصلتُ منزلي وكدتُ أطرق الباب لتركض جملة جونغكوك نحو رأسي ثانيةً وملامح وجهه وتصرفاته قبل وأثناء وبعد قولها.

Flashback:

كنتُ لتوي إنتهيتُ مِن جلسة مع أحد المرضىٰ، أنا لا أعالجهم فأنا لستُ طبيبة نفسية بل أنا أخصائية نفسية والفرق بينهما كبير.

أُعطي إستشارة وأستمع للمرضىٰ أو بعض الحالات النفسية التي قد يعاني منها البعض، لذا بعد مُغادرة مريضي لم أستعد ولم تصل يدي لكوب الماء كي أُبلل بلعومي إلا ودخل هو بعد طرقه لباب المكتب مرةً واحدة فقط.

ستظنون أنني إنزعجت أو غضبت أو صرختُ به؟ لا لقد ضحكتُ لتصرفه وأخذتُ كوبي لأشرب الماء بينما عيناي تتبعه وهو يتقدم نحوي ويجلس في كرسي المرضىٰ الشبيه بالسرير، لم أكن خلف مكتبي بل في كرسي آخر يخص الجلسات.

 LOCOSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن