LOCOS || 05

935 73 9
                                    

_______

ذلك المنظر وهي مُلقاة بالشارع والناس الذين تجمّعوا حوبها بعد نزولهم مِن سياراتهم وثرثرتهم الفوضوية، عيناها المُغمضة ودماؤها التي خرجَت مِن أُذنيها وأنفها وفمها، وجهها الشاحب وفمها المفتوح قليلاً.

منظرها أشبه بالجُثة، منظرها كان أسوأ مِن منظر زوجته المُنتحرة، ذلك سبّب له عواصفاً بداخله كان هو بـمُنتصفها لا يقوىٰ علىٰ الحراك أو قول شيء.

هو قد خسرها بسبب أفعاله وجنونه أو هذا ما إعتقده..

___

في تلك الغرفة وعلىٰ ذلك السرير الأبيض الخاص بالمرضىٰ كان جسدها نائماً ساكناً دون حراك وحولها أجهزة التنفّس وقياس النبض والضمادات تُغطي معظم جسدها ورأسها.

ماذا حدث لها؟
إرتجاج في الجمجمة لا يعلم الأطباء ما نتائجه إلا حينما تستيقظ ويتم فحصها، كتفها خُلع وقدمها كُسرت والكثير مِن الخدوش والجروح..

لو كانت مُستيقظة لقالت أن هذا ليس أسوأ مما فعله بها جونغكوك وما فعله مَن حولها.

وأين جونغكوك؟
لن أقول جالساً علىٰ كرسي قرب سريرها ينتظر إستيقاظها ولا واقفاً خارج الغرفة ولا يضرب الدكتور كي يجعله يُنقذها.

لا، بعد أن أخذت سيارة الإسعاف ڨيدا أو ما تبقىٰ منها للمشفىٰ، عادَ لمنزله كالمخبول وحبسَ نفسه في غرفته وهو يلوم نفسه لمقتلها لا يعلم أنها مازالت علىٰ قيد الحياة.

إنه اليوم التالي وهو وقت الغروب، لم تستيقظ ڨيدا بعد ويُحتمل أنها ستدخل في غيبوبةٍ إن لم تصحو قبل الصباح.

جونغكوك لم يُغادر غرفته بعد، الظلام واليأس إحتلاه أكثر مِن قبل مع أنه شعر بالضوء والأمل يتسلّلا لحياته بعد عثوره علىٰ الفتاة المُناسبة حسب رأيه إلا أنهما سُرعان ما سُلبا منه بعد أن خسرها.

يجلس حذو الخزانة خلفه الجدار في غرفته المُظلمة بينما يُناظر الأرض بشرودٍ تام وفراغ.

عيناه كانتا أكثر ظلاماً مِن قبل، هو لا يأبه لهاتفه الذي رنَّ حوالي 19 مرةً إلا أنه ملَّ وقرر الرد عند المرة 20 وكأنه يتسلّىٰ بذلك.

وصله صوت المُتصل وكانت جملته سبباً بجعل الحياة تدُب في جسده والنور عادَ أولاً لعيناه.

إرتجفَ جسده لوهلة وإستقامَ مُكرراً ما قاله المُتصل.

"أحقاً هي علىٰ قيد الحياة؟؟"

سألَ بتلهّف ليُجيب الطرف الآخر.

"نعم لكنها لم تستيقظ بعد وحالتها مُزرية"

 LOCOSحيث تعيش القصص. اكتشف الآن