الجزء الخامس

112 12 6
                                    

بعد إنتهاء الحصة والتي كانت الاخيرة وبعدها يغادر الطلاب ، توجهت "نور" الي فرح التي كانت تجلس باحد المقاعد بالزاوية تنتظر قدوم جدتها كالعاده لتصطحبها للخارج ، ولكنها اقتربت منها لتصطحبها هى فهى ستذهب معهم على اية حال ، وفي نفس ذات الوقت كانت فقط تريد التحدث مع "فرح" الي حين وصول جدتها.

كانت "فرح" منشغلة بتنظيم ادواتها داخل حقيبتها المدرسية و وجهها خالي من اي تعبير ، همت "نور" بمساعدتها فقط لتجذب انتباهها وهي تبتسم ابتسامه لطيفة علي وجهها لتترك "فرح" ما كانت تفعله وفقط تركت لنور ما تبقى واكتفت هي بالجلوس بصمت دون حتى النظر اليها ، اغلقت "نور" الحقيبة وقامت بإلباس فرح إياها وهي فقط تستجيب لها بإستسلام ، فقالت نور في محاولة لفتح اي حديث معها : تيتا قالتلك اني هبدأ اديكي دروس فالبيت.

هزت "فرح" رأسها دون ابداء اي ردة فعل ، هنا شعرت "نور" بشئ من الاحباط و ان الامر لن يكون بالسهولة التي تخيلتها فهي تشعر بالارتباك من محاولة صنع اي نوع من الاحاديث بينهم منذ أن عرفت قصتها تلك ، لوهلة شعرت انها تسرعت وفقط تود الهرب ولكن هل قد فات الاوان ؟.

قاطع شرودها دخول امرأه في اوائل العشرينات ترتدي حجاب علي فستان رقيق مثل تلك الابتسامة الواسعة التي كانت علي فمها وهي تتجه ناحية "فرح" تضمها بقوة وتحملها بين ذراعيها ، رفعت نور حاجبيها بتساؤل ف دائما كانت "حنان" هي من تصطحب فرح وتلك المرأه لم تراها من قبل ،ولكن اكتفت بالصمت فيبدو من ردة فعل فرح انها تعرفها.
بعد ثوانى نظرت هي الى نور التي كانت تتابع المشهد بصمت فقالت متسائلة : هو انتي ميس نور ؟!

هزت نور رأسها وهي تنتظر ان تعرف علي نفسها هي الاخرى ، لتمد لها يدها تصافحها وهي تبتسم ابتسامة مشرقة : إزيك عاملة إيه انا يارا عمة فرح.

بادلتها نور المصافحه مع ابتسامة هادئة من ثم اردفت يارا قائلة : ماما قالتلي إنك هتبدأي مع فروحة النهاردة ، وللاسف ماما تعبانه شوية ف انا جيت مكانها عشان اخدكم انتو الاتنين ، تعالو يلا وبالمرة اتعرف عليكي اكتر.

شعرت نور انها لم تختلف كثيرا عن والدتها فقد كانت تشبهها في طريقتها اللطيفة ووجهها الرقيق ذو الملامح الهادئة ، لوهلة طريقتها تلك بثت بها الطمأنينة بشكلا ما وخف توترها قليلاً.

وهم في طريقهم الي بوابة المدرسة بدأت يارا بالحديث قائلة : ماما حكتلي عنك كتير كانت بتقولي عنك شعر اتمنى انك متخيبيش ظننا.

ابتسمت نور وهي تجيبها : وانا والله اتمنى اكون عند حسن ظن مدام حنان واستاهل مسؤولية زي دي.

ارفت يارا قائلة : انا عرفت برضو من ماما انها حكتلك علي حاجة تقريبا ........بالمناسبة بقي عاصم اخويا الي هيوصلنا.

لا تعلم لما انقبض قلبها فور ما سمعت كلماتها فقد كانت تظن انهم سيذهبون بسيارة ذو سائق خاص او ما شبه لا تعلم ما الفرق ولكنها شعرت بإرتباك غير مبرر بالنسبة لها ووقفت مكانها للحظة على اثر تلك الكلمات ، التفتت يارا لها متفهمه ردة فعلها تلك لتكمل حديثها قائلة وهي تعود خطوتين للوراء لتصل لمكانها وهي تبتسم ابتسامة مطمأنه : مالك اتخضيتي ليه ، اعتبريه تاكسي زي ما كنتي هتروحي ومتقلقيش احنا معاكي يعني انا وفرح......... وبعدين اخويا عاصم يعني معرفش شوفتيه قبل كدا ولالا بس يبان عليه عصبي وقفل حبتين تلاته اربعه بس والله فالحقيقة ميتخافش منه يعني.

نور عتمتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن